قصة الشرطى المفصول الذي نصب على سامى عنان

لم تقف الأسئلة الجدلية حول الرجل عند ذلك التاريخ، بل سار يوما بعد يوم يتخذ من المواقف ما يثير الجدل حوله أكثر، حتى استحق عن امتياز لقب الرجل «اللغز».

 

 

كثيرون أرجعوا مساعى الرجل لانتزاع أى منصب، إلى ما يعانيه من أزمة نفسية، خلفها فقدانه كل منصب اقترب من احتلاله، حتى وجد نفسه يقف عاريا معزولا من كل أدواته، اللهم إلا مجموعة من المنتفعين المنحازين لمكاسبهم الشخصية أكثر من أى فكرة أخرى، مجموعة ورطت الرجل أكثر من مرة فى أزمات سياسية، يدفع ثمنها حتى الآن. 

 

 

فى أعداد ماضية، نشرنا تقارير تكشف تواجد شخص حول الفريق سامى عنان، يورطه بين فترة وأخرى فى أمور، كان من الأفضل أن يبقى «عنان» بعيدا عنها، وفى هذه السطور، نواصل كشف أعضاء المجموعة، التى وضعت أمامها الجنرال المتقاعد كهدف حيوى للنصب عليه، واستنزافه. 

 

 

رجب هلال حميدة، واحد من هؤلاء الذين أثاروا ضجة بطرحه أمر ترشح الفريق سامى عنان لانتخابات الرئاسة المقبلة، اختتم الأسبوع الماضى، بمعلومات تثير الضحك والشفقة، على الفريق الذى ارتمى فى أحضان رجال، سيكتبون نهاية مأساوية لمسيرته السياسية، فأعضاء الحملة الذين حاولوا تسريب خبر استعداد الفريق للانتخابات الرئاسية، بشرائه 3 مقار  انتخابية، للفت الأنظار تجاههم، غفلوا عن إخفاء عناوين المقار الثلاثة، التى تبين أنها جميعا فى محيط منطقة واحدة بالقرب من القاهرة الجديدة، وكأن الفريق عنان سيترشح لرئاسة القاهرة الجديدة. 

 

 

أعضاء الحملة – فى أخبارهم المسربة- قالوا إن الفريق اشترى مقار للحملة الانتخابية، ولم يشيروا من قريب أو بعيد إلى المقار الموجودة بالفعل لحزب مصر العروبة، التى ذكر فيما مضى أنه صرف عليها مبلغا كبيرا، من أموال الفريق الشخصية، نظرا لخلو الحزب من أى عضويات قادرة على المشاركة الحقيقية فى بناء حزب سياسى، قادر على المنافسة خلال تلك الفترة. 

 

 

شراء ثلاثة مقار انتخابية فى منطقة واحدة، مع عدم الاستفادة من مقار الحزب، معطيات تقود إلى استنتاجات ثلاثة لا رابع لها، الأول أن الفريق سيترشح عن حزب آخر ينافس الحزب الذى أسسه، الثانى أن شخصا ما وسوس للفريق لشراء تلك المقار، بغرض الاستفادة المادية من الوساطة فى ذلك الأمر، أو أن الحزب باع مقاره الرئيسية، وفى حقيقة الأمر أن المقر الرئيسى للحزب، ما زال معلقا عليه لافتة باسمه، إلا أنه مغلق طوال الوقت. 

 

 

المعلومات التى حصلنا عليها، تشير إلى أن ضابطا له شهرة ليست قليلة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى- فصل من وزارة الداخلية بعد اتهامه فى قضية تسهيل دعارة وممارسة آداب- هو المسئول الأول حاليا عن الحملة الانتخابية للفريق سامى عنان، وهو صاحب فكرة شراء مقار  انتخابية بينها مسافات قريبة، وإغلاق مقر الحزب الرئيسى بمنطقة الدقى. 

 

 

الضابط المفصول، هو الذى خطط ونفذ وأخرج مذكرات الفريق المثيرة للجدل، قبل أن يتوارى خلف الأسوار، تاركا «عنان» وحده فى وجه الموجة، التى أثارتها المذكرات، كما كان الضابط المسئول الأول عن الصدمة العصبية، التى أصابت «عنان» بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، وخروج الفريق خالى الوفاض، وتبخرت كل الوعود، التى قطعها الضابط بخصوص التنسيق مع أحزاب وإئتلافات انتخابية، من شأنها مساعدة حزب الفريق فى اقتحام البرلمان ولو بمقعد واحد. 

 

 

المثير فى أمر ضابط الشرطة المفصول، والقابع «عنان» فى سجنه، أنه تمادى نفوذه، حتى بات أكثر سيطرة على مقاليد الأمور داخل الحزب والحملة من نجل الفريق الدكتور سمير سامى عنان، الذى نفذ صبره من رجب هلال حميدة والضابط المريب، فترك لهما الجمل بما حمل.

 

 

الضابط الذى حكم عليه بالحبس شهرا  فى تهمة تسهيل ممارسة الآداب والدعارة، طرح على الفريق فكرة التنسيق مع عدد من الشخصيات، التى لها علاقة وطيدة مع جماعة الإخوان الإرهابية، وعدد من تيارات الإسلام السياسى لبحث دعمهم له فى الانتخابات المقبلة بأى شكل ممكن، وإن كانت الفكرة لم تلق قبولا لدى «عنان» خلال تلك المرحلة، نظرا لما تحققه الدولة من انتصارات على الجماعة بكل أذرعها، إلا أن «الزن» قد يكون له مفعول السحر، إن لم يتخلص الفريق من حاشيته الفاسدة.

 

 

جدير  بالذكر أن محاولات التنسيق بين الفريق «عنان» و«شفيق»، باءت كلها بالفشل، بعدما رفض شفيق فكرة دعم «عنان» فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لسببين أولهما أنه أكثر العارفين بحجم الفريق فى الشارع المصرى، والثانى أن شفيق شكك أكثر من مرة فى حوارات صحفية وتليفزيونية فى أن يكون لعنان دور مؤثر بعد ثورة يناير.