الاستعانة بخبرات روسيا في استخدام الرادار الأرضى للكشف عن الآثار المصرية
الخميس، 12 أكتوبر 2017 05:09 م
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، أن روسيا لديها أجهزة رادار أرضي تعتبر الوحيدة في العالم في استخدام أحدث التقنيات في الكشف عن الآثار تساهم بشكل كبير في أعمال الحفائر الأثرية وتوفر الكثير من النفقات.
جاء ذلك في تصريح اليوم الخميس، تعليقا على ما نشر بقيام إحدى الشركات الروسية بعرض تنفيذ مشروع مسح راداري بمحيط أبو الهول لكشف أسرار الفراعنة، مشيرة إلى أنها تمتلك مجموعة من رادارات اختراق التربة روسية الصنع تمكنها بدقة متناهية من اكتشاف ما في باطن الأرض من موجودات لأعماق تصل حتى 400م من خلال استخدام مجموعة من الهوائيات بأطوال من 30سم إلى 15م.
وأوضح ريحان أن البعثة الأثرية الروسية في مصر التي يشرف عليها معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ومديرتها إلينورا إيفيموفنا كورميشيفا أستاذ العلوم التاريخية لها خبرة سابقة بالعمل في هضبة الجيزة حيث قامت بأعمال تنقيب بالمنطقة الواقعة عند السفح الشرقي لهضبة الجيزة وبالقرب من هرم خوفو خلال شهرى نوفمبر وديسمبر عام 2006 باستخدام الرادار الأرضي (لوزا) وتم إجراء مسح للسفح الشرقي من هضبة الجيزة.
وأضاف أنه تم الكشف عند السفح جنوب مقبرة خفرع عنخ موضع ساطع أعطى انعكاس إشارات الصورة سببا لتوقع اكتشاف مكان المقبرة التي تتكون من غرفتين على عمق من 5 إلى 6 أمتار وحجمها 4 أمتار طول 2.5م عرض وفى خلال ثلاثة أيام فقط من التنقيب أسفل المظلة الحجرية ظهرت الأبواب الوهمية للمقابر المنشودة.
وأضاف أن البعثة الروسية كشفت عن مقابر جديدة غير مكتشفة في هذا المكان الذي عمل به علماء من جميع أنحاء العالم على مدار مائة عام كما عثرت البعثة الروسية على أربع مقابر مرة واحدة من بينها اثنتان لم تكونا معروفتين من قبل واثنتان كانتا في عداد المفقودتين، كما قرأت البعثة نقوشا حجرية أكدت أن المقبرة رقم 15 كانت مخصصة لدفن خوفو – حتب المشرف على جميع الأعمال الملكية وكبير الكهنة في فترة الأسرة الخامسة 2400 قبل الميلاد بينما دفن مستشار البلاط السرى شنتى (الأسرة الخامسة) في المقبرة رقم 12.
وأكد أنه يمكن لأجهزة الرادار الروسي أن تستخدم بمنطقة عيون موسى التي تبعد 35كم عن السويس للكشف عن بقية العيون الـ 12 التي تفجرت لنبى الله موسى وشعبه في منطقة صخرية غطتها الرمال حاليًا فأخفت معالمها، وقد وصف الرحالة الذين زاروا سيناء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك ورأى 4 عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.
وأوضح أن اكتشاف هذه العيون سيكون أعظم اكتشاف بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 لأنها تخص كل الأديان وستكون شاهدا أثريا هاما على مسيرة رحلة خروج بنى إسرائيل إلى الجبل المقدس بالوادي المقدس طوى (الواقع بمنطقة سانت كاترين حاليًا) والتي باركت محطاتها المسيحية حيث بنيت الأديرة والكنائس في محطاتها بجنوب سيناء مثل كاتدرائية وادي فيران ودير طور سيناء الذي بنى في القرن السادس الميلادي وتحول اسمه لدير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي وكاتدرائية وادي فيران ودير الوادي بطور سيناء وتبرك بها المسلمون فبنوا جامعًا داخل دير سانت كاترين في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ، وسيسهم هذا الكشف في تنشيط السياحة الدينية الذي يتوافق مع إحياء رحلة التقديس القديمة عبر سيناء إلى القدس ومباركة بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة.
وكانت الشركة المصرية لتطبيقات الفضاء والاستشعار من بعد قد أرسلت خطابا لوزير الآثار الدكتور خالد العنانى، أعربت فيه عن استعدادها الكامل لتنفيذ مشروع أعمال المسح الراداري للمنطقة الموجودة حول تمثال أبوالهول، وستشمل أعمال المسح إعداد خرائط ثلاثية الأبعاد بالموجودات حول تمثال أبوالهول، وذلك مساهمة من الشركة المصرية في كشف التراث الإنساني للحضارة المصرية العريقة.