غياب الوعي وغيبوبة العلماء ينسفان جهود تجديد الخطاب الديني (الحلقة 4)
الجمعة، 13 أكتوبر 2017 02:00 ص
أنزل الله الأديان السماوية لتحقيق مجموعة من المقاصد، يتصدرها الحفاظ على حياة البشر، وصلاح مجتمعاتهم؛ لذا يتفق العلماء الثقات، على أن أي خطاب يوجه لأفراد المجتمع يحث على عكس هذه القيم العليا، فإنه يجب رفضه، ومواجهته، ووأده.
وخلال الشهور الأخيرة، فطنت مؤسسات الدولة المصرية، إلى أهمية تجديد الخطاب الديني؛ باعتباره وسيلة التواصل بين المسلمين، ودينهم، ووسيلة التلقي عن الله، وفهم تعاليمه، وتعاليم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الطريق نحو تجديد الخطاب الديني، تواجه المجتمع المصري، تحديات عدة، يصل بعضها إلى مستوى الألغام القادرة على نسف كل هذه الجهود في غمضة عين، ومن أبرز هذه التحديات، ما يمكن وصفه بغياب الوعي المجتمعي بأهمية القضية، وكذلك الغيبوبة التي يعيش فيها عدد كبير من العلماء، والفقهاء؛ التي تجعلهم بعيدين عن الواقع، ومنفصلين عن قضاياه المهمة!!
ورغم أن قضية تجديد الخطاب الديني، يجب أن تتصدر اهتمام جميع العاملين في حقل الإعلام، فإنها لا تحظى بالقدر الذي يتناسب مع أهميتها بالنسبة إلى الأمن القومي للوطن، فضلا عن أن القضية ذاتها، تغيب تماما عن أذهان أصحابها، وهم الفقهاء، والعلماء، وبخاصة الكبار منهم، فلم يدل أي منهم بدلوه في تلك القضية، بشكل متعمق، ومفيد، رغم انتشارهم الدائم على الفضائيات، وإصدارهم الفتاوى المثيرة للجدل غالبا، والصادمة أحيانا.
وتعد الداعية ملكة يوسف محمد زرار، المولودة في مدينة أبوسمبل بأسوان، واحدة من أبرز النماذج التي تبتعد عن الواقع، وتعيش في غيبوبة خاصة بفتاواها، المنفصلة تماما عن احتياجات الناس، وقضايا المجتمع.
حصلت "ملكة" على ليسانس الحقوق في عام 1976، وتزوجت من أحد أقارب والدها بالنوبة وقبل أن تحصل على الماجستير والدكتوراه، في الشريعة الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، كما عملت في تدريس الشريعة والقانون في السعودية، والكويت، ولبنان.
واشتهرت "ملكة" بهجومها الشديد على علماء الأزهر، واقتحامها القضايا المثيرة، مثل: إجازتها إمامة المرأة.
ومن الفتاوى التي تؤكد انفصال "ملكة" عن المجتمع، والتحليق بعيدا بالفتاوى الغريبة، إفتائها بأن امتناع الزوج عن دفع المهر، وهو قادر عليه، ينقض عقد الزواج، ويضع الزوج بين الزناة يوم القيامة، وهو ما تخالف به آراء جمهور العلماء.
وشهدت الفترة الماضية، مشاجرة حامية، بين ملكة زرار، والدكتور مبروك عطية عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج؛ بسبب فتوى له، يطلب فيها من الزوجة التي ترى زوجها يخونها أن تنصحه، وهو ما اعترضت عليه "ملكة" بعنف شديد.