نجريج على خطى تريس كاراكوس.. قرية محمد صلاح في خريطة العالم
الأربعاء، 11 أكتوبر 2017 04:28 محسن شرف
منذ 10 سنوات فقط كان يتجول بين شوارعها الضيقة، ويصطحب زملاءه لمركز شباب القرية المتهالكة جدرانه، ليلعبوا جميعا لعبته المفضلة (كرة القدم).. قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بالغربية، كآلاف القرى في مصر، لا تحظى لسبب أو لآخر بنفس القدر من الإهتمام الذي تحظى به المدن، إلا أنه 15 يونيو 1992 ولد فيها اللاعب الدولي محمد صلاح، ليساهم فقط بكتابة اسمها في شهادة ميلاده أن تقع نجريج في بؤرة الاهتمام.
صلاح في بداية حياته ليس أفضل حالا من نجوم كبار تركوا بصمتهم في كرة القدم كأسطورتها بيليه المهاجم البرازيلي الذي يعتبره الكثيرين أفضل لاعب في التاريخ، حيث إنه حظي بطفولة صعبة ومليئة بالفقر، وعمل خادماً في مقهى لكسب المال، واعتاد اللعب بكرات مصنوعة من الجوارب ومحشوة بأوراق الجرائد، إلا أن نجاحه حول تريس كاراكوس في ميناس غرياس بالبرازيل، إلى مكانا جاذبا للسياح؛ فقط لرؤية.. أين ولد بيليه؟
نفس الحال تعرض له ثالث أغلى لاعب في العالم حاليا كريستيانو رونالد بعد انتقاله من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى نادي ريال مدريد الإسباني في صفقة انتقال بقيمة 80 مليون يورو، حيث ولد رونالد فقيرا في جزيرة غير معروفة، وعاش في سانت أنطونيو، وهو حي من أحياء مدينة فونشال، ماديرا، وهو الطفل الأصغر من ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو، والتي تعمل طباخة، وجوزي دينيس أفيرو ويعمل بستاني المدينة.
هذا التقرير ليس مجالا لرصد نجوم الكرة الذين ولدوا فقراءً، وأصبحوا من أغلى اللاعبين، إلا أنه يهتم بتحويل قرية نجريج إلى قبلة للسياحة في محافظة الغربية، حيث إنه بأفكار بسيطة تستطيع القرية الصغيرة أن تدر دخلا كبيرا على المحافظة، خاصة وأن الجميع يهتم أن يرى أين ولد محمد صلاح؟
جهود صلاح
تمثل ارتباط اللاعب ببلدته وعشقه لها في تبرعه بالملايين من أجل تحسين الخدمات بها، وتخفيف الأعباء عن أهلها فتوالت تبرعاته عليها، حيث تبرع بـ8 ملايين جنيه لإنشاء حضانات أطفال لمستشفى قريته، وتبرع بـ4 ملايين لاستكمال إنشاء المعهد الديني بالقرية، وتبرع بعدد من المشاريع الخيرية داخل القرية، كان أبرزها تجهيز مستشفى القرية بأفضل الأجهزة الطبية ووحدة تنفس صناعي، كما تبرع بـ5 ملايين جنيه لعدد من دور الأيتام في المحافظة، إضافة إلى تبرعه بإنشاء وحدة إسعاف بقريته "نجريج".
هنا الكرة في ملعب محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر، ليساهم هو الآخر بأفكاره وقراراته لتتحول نجريج إلى قرية عالمية، وقبلة للسياحة في محافظته.
أمام منزله
في مركز الشباب
محمد صلاح في قريته
مع سيدة من أبناء قريته