الإخوان والحوثيين.. تحالف الأفاعي برعاية قطرية إيرانية
الخميس، 12 أكتوبر 2017 04:00 ص
من حين لآخر تأرجحت تحالفات جماعة الإخوان في اليمن الممثلة في حزب الإصلاح، فبين التوجه للتحالف مع الرئيس السابق على عبد صالح في تسعينات القرن الماضي، إلى تغيير البوصلة والتحالف مع الحوثيين قبل ثورات الربيع العربي، التي شهدت بعدها توترا بين الجانبين قبل أن يعود هذا التحالف إلى الواجهة مرة أخرى في مواجهة التحالف العربي ضد التمرد الحوثي، لاسيما بعد العقوبات التي فرضتها الدول العربية المشاركة في هذا التحالف ضد قطر بسبب دعمها للإرهاب.
وبينما كشفت تقارير عربية فرض جماعة الإخوان في اليمن ضابط يمني مقرب من الحوثيين مديرا لأمن محافظة مأرب (شرق صنعاء) مؤخرًا، الأمر الذي يشير إلى وجود تفاهم مشترك في الفترة الأخيرة بين الإخوان والحوثيين، يؤكد الكثير من المطلعون على الأزمة اليمنية أن الجماعة لطالما اعتبرها اليمنيون «سرطان في جسد اليمن يتحالف مع الحوثي وصالح لاستنزاف التحالف العربي (السعودية والإمارات والبحرين)» الذي يستهدف تطهير البلاد من التمرد الذي شهدته البلاد في 2014 للسيطرة على صنعاء.
ورجح بعض المتابعون إن قرار تعيين العميد عبد الملك المداني مديرا لأمن محافظة مأرب خطوة من شأنها أن توضح التحالف بين الإصلاح والحوثيين برعاية قطرية إيرانية في ذلك الوقت بعد ابعاد قطر عن التحالف العربي، حيث كشفت صحيفة عكاظ السعودية عن تفاصيل لقاءات سرية، قالت إنها عقدت بين مشايخ يمنيين تابعين للإخوان وقيادات حوثية تابعة لإيران بإيعاز من أجهزة مخابرات قطر، مؤكدة استمرار محاولات الدوحة إفشال جهود التحالف العربي، لتحقيق مكاسب سياسية ولأغراض تخريبية.
وواجه قرار تعيين المداني مديرًا لمحافظة مأرب موجة انتقادات واسعة من قبل الناشطين اليمنيين، بعدما عبروا عن رفضهم لتسليم الملف الأمني في المحافظة لشخصية إخوانية تربطها علاقات عائلية مع عدد من أبرز قيادات الجماعة الحوثية وعلى رأسها مسؤول الجناح العسكري في الميليشيات الحوثية والرجل الثاني في الجماعة يوسف المداني.
وفسر كثيرون هذا التعيين بأنه نتاج طبيعي لمساعي الدوحة لإفشال تحركات التحالف العربي ضد الحوثي، عبر التقريب بين الأخير والإخوان وهو أمر جاء على خلفية التحول المفاجئ الذي طرأ على الخطاب الإعلامي لقطر نحو ملف اليمن بعد المقاطعة العربية، وهو ما أثر على جماعة الإخوان في اليمن الذي أظهروا انحيازهم الواضح للدوحة عقب الأزمة الخليجية وتوفيق أوضاعهم مع الخطاب الرافض للتحالف العربي، وهو ما يظهر مدى غدرهم بتحالفاتهم السابقة وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يدعمه التحالف العربي.
ويعود غدر الإخوان بتحالفاتها إلى تاريخ ظهور الجماعة وتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي بنى علاقة منفعة مشتركة مع صالح في بداية التسعينيات، لكن بعد التقلد في تلك الفترة بوزارات سيادية في حكومة ائتلافية عقب انتخابات عامي 1993 و1994، حدثت مع مشاكل له بين الرئيس اليمني على خلفية أحداث 11 سبتمبر التي طالب على آثرها واشنطن التضييق على الجماعات الإسلامية في اليمن ومن وقتها غير الإخوان وقتها بوصلة تحالفاتهم، ليلجؤوا إلى أعداء الأمس ويتحالفوا مع عدو العدو، بتشكيل ائتلاف حزبي مع القوى الاشتراكية واليسارية، حيث أسسوا ما يعرف باللقاء المشترك عام 2003 وأصبحوا معارضين لصالح.
استغل الإصلاح موقعه ضمن المعارضة، حتى بدأت رياح الربيع العربي تعصف باليمن، فانتظر الإخوان حتى يروا لمن تكون الغلبة في الشارع لصالح أو للشعب، وحين أدركوا أن الثورة قوية وأنها قد تطيح بصالح، ركبوا الموجة وادعوا أنهم من فجروا الثورة متحالفين مع الحوثيين وبعض العناصر المعارضة لصالح، ورغم قوتهم العسكرية، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا حين بدأ التمرد الحوثي المشترك مع صالح، حتى أن اللواء 310 وهو لواء عسكري قوي معظم قادته وعناصره من حزب الإصلاح سقط بيد الانقلابيين من دون قتال فعلي، وفر قادة اللواء من المعركة.
وحينها أكد قادة حزب الإصلاح أن قيادة جماعة الإخوان أصدرت أمراً بوقف قتال الحوثيين، والذهاب نحو مفاوضات سلمية معهم، ولم يتحرك الحزب ضد الانقلاب حتى بالتصريحات إلا بعد أن أدرك بوجود تدخل عسكري عربي يدعم الشرعية اليمنية.