أبوالهول.. "اللعب في الراس"
الخميس، 12 أكتوبر 2017 02:00 ص
هل سترتكب وزارة الاثار جريمة ، وتسمح بتخريب جسم تمثال أبوالهول ... سؤال طرح نفسه بقوة بعد أن عرض عالمان بريطانيان نظرية غريبة بوجود مدينة اثرية ضخمة تقع أسفل أبوالهول، وأن هذه المدينة تعدي عمرها 4 آلاف عام ، وسيتم الدخول إليها عبر ثقب يقع في رأس تمثال أبو الهول، سيقود ألي عدد من الممرات والدهاليز التي ستكشف عن مدينة أثرية ضخمة تقع أسفله.
البداية كانت عندما نشرت صحيفة أكسبريس البريطانية تقريرًا يقول إن مؤرخين بريطانيين اثنين كشفا عن أن الثقب الموجود في رأس تمثال "أبو الهول سيقود إلى سر هائل.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الالكتروني "إن المؤرخين البريطانيين مالكوم هوتون وجيري كانون يعتقدان أن أبو الهول الجالس على هضبة الجيزة أمام الأهرامات قائمًا على مدينة سرية تحت الأرض، وأن هناك عدة أنفاق وممرات بجسم التمثال تقود إلى تلك المدينة بما تحوي من معلومات يمكن ان يكون لها اثرا كبيرا في الكشف عن اسرار الحضارة الفرعونية القديمة التي حيرت العالم .
المثير في الامر أن الحديث عن هذا المشروع لم يكن جديدا، فقد حاول عدد من علماء الاثار الغربيين قبل ذلك القيام بحفريات أسفل أبوالهول بدعوي البحث عن المدينة الضائعة ولعل اشهر من قام بهذا الحفر كان العالم الامريكي ادخار كيسي ، حيث قام بإحداث 8 ثقوب في تمثال أبو الهول واستخدم معدات ثقيلة لإخراج 173 عينة منه ما تسبب في تهديد التمثال بالانهيار وهو ما دفع الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار التقدم ببلاغ لشرطة السياحة والآثار تتهم فيه مؤسسة "إدجار كيسي الأمريكية بتخريب الأثر .
وأكدت الجبهة أن المؤسسة الأمريكية مصرة على العودة إلى التنقيب بدعوي الكشف عن السجلات التي تؤكد نهاية العالم 2038،متهمة عدد من المسئولين بمعاونتهم وتوفير التراخيص اللازمة لهم ومساعدتهم والتستر عليهم لإثبات نظريات قائمة على خرافات ومعتقدات دينية بلا سند علمي، وبما يخالف قوانين الآثار المصرية.
الغريب أن هذه المؤسسة عاودت الظهور في عام 2005 ، حيث استهدف في تلك المرة البحث عن الغرفة السرية داخل الهرم بصحبة رجلهم المتواجد في مصر منذ الستينيات "مارك لينرك" ، إلا ان الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس هيئة الاثار الاسبق وأحد أهم علماء الآثار الفرعونية أوقف المشروع.
وأكد أن ما يحدث لا يمت للعلم بصلة ، وأن ما يدعيه هذا الشخص خرافات الغرض منها تهديد جسم الاثر لتختفي منظمة ادخار كيسي من مصر لفترة طويل الي ان اعاد العلماء الانجليز نفس الفكرة، حيث بداءوا في التواصل مع وزارة الاثار تمهيدا للبدء في احداث ثقوب جديدة في جسم ابوالهول بدعوي انهم سيكشفون عن مدينة اثرية هامة ستساعد العلماء في كشف طلاسم الحضارة المصرية القديمة وهو ما سيهدد الاثر بالخطر .
من جانبه قال الأثري أحمد سعد إن ما ردده العلماء الانجليز هو ضرب من الخرافة التي يقوم العلماء الأوربيين علي فترات متقاربة، كما أنه فرصة جيدة تلتقطها وزارة الأثار للتشويش علي حجم الفساد الذي ضرب الوزارة من الداخل وعلي الاهمال الذي ساد اغلب المتاحف والمناطق الأثرية.
مشيرا إلى أن هذه الفكرة لم تكن بجديدة، حيث قامت بطرحها احدي المنظمات الأمريكية وثبت فشلها بعد أن تدخل الدكتور عبد الحليم نور الدين وعدد من علماء الأثار واوقفوا هذا المشروع الذي كان يهدد جسم التمثال علي الرغم من الدعم الذي حصلوا عليه من الوزارة انذاك، إلا ان علماء الأثار وقتها اتحدوا ضد هذا المشروع مؤكدين بان ما يردده الغرب مجرد خرافات لا اساس لها من الصحة .