«راشد» يواصل التسرع والتخبط..
وزير السياحة يروج لمسار العائلة المقدسة فى أسواق غير مستهدفة ودون تنسيق مع جهات الاستضافة والتأمين
الخميس، 12 أكتوبر 2017 11:00 ص
ضرب يحيى راشد وزير السياحة، بكل قواعد الترويج السياحى الذى يعتمد على الإعداد الجيد لجذب السائحين عرض الحائط، وأعلن عن انطلاق مسار العائلة المقدسة بمصر دون أى إعداد داخلى بتجهيز أماكن الزيارات، ودون إعداد خارجى بتحديد الأسواق المستهدفة والدعاية بها لزيارة مسار العائلة المقدسة.
جاء إعلان راشد عن انطلاق مسار العائلة المقدسة، متزامنا مع زيارته إلى الفاتيكان، معلنا اعتماد مسار العائلة المقدسة من بابا الفاتيكان، دون أن يروج لهذا المنتج ودون أن يتم دراسة الأسواق التى يتحفز فيها السائحون للسياحة الدينية ولمسار العائلة المقدسة فى مصر، والأكثر غرابة أن راشد زار مسار العائلة المقدسة دون التنسيق مع الكنيسة المصرية، التى أعدت بالفعل العديد من الدراسات والكتب التى تحدد مسار العائلة، الذى يمتد لنحو 3500 كم، ويشمل 25 موقعا للتوقف منها رفح والعريش (6 مواقع)، الفرما، تل بسطا (بالقرب من الزقازيق)، وسمنود، وسخا، ووادى النطرون، علاوة على خمسة مواقع بالقاهرة وهى مسطرد، المطرية، وحارة زويلة، وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، والمعادى، ثم موقعين بالمنيا وهما سمالوط ودير جبل الطير، وموقعين بأسيوط هما دير المحرق ودرنكة.
يحيى راشد ذهب إلى الفاتيكان ولم ينسق مع الكنيسة المصرية، خاصة أن هناك خلافا عقائديا بين الكنيسة الأرثوذكسية والتى تمثلها الكنيسة المصرية والكنيسة الكاثوليكية، فالأرثوذكس تؤكد معتقداتهم أن العائلة المقدسة بالكامل لسيدنا عيسى عليه السلام هى من زارت مصر، أما الكنيسة الكاثوليكية فتؤكد أن السيدة مريم هى من زارت مصر.
خبراء السياحة يقولون إن وزير السياحة كان يجب عليه قبل الإعلان عن حملة الترويج، أن يحدد السوق المستهدف الشغوف بالسير فى مسار العائلة المقدسة، لافتين أن السوق الأوروبية التى تعد المورد الرئيسى للسياحة المصرية، غير شغوفة بالسياحة الدينية بل إن غالبية الكنائس فى أوروبا الغربية تعانى من ضعف الاقبال، وفى هولندا على سبيل المثال تحولت العديد من الكنائس إلى متاحف، وسائحو دول أمريكا اللاتينية على وجه التحديد، شغوفين باتباع مسار العائلة المقدسة، بل إن بعضهم شغوف باتباع وزيارة الدول التى زارها البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الحالى كنوع من البركة خاصة أن بابا الفاتيكان من الأرجنتين وهو ما يزيد من تبرك دول أمريكا اللاتينية باتباع بابا الفاتيكان، ورغم ذلك لم ينسق يحيى راشد لاستهداف سوق أمريكا اللاتينية، ولم يجهز شركات السياحة التى ستعمل على هذا المجال ولا أماكن الزيارات الداخلية فى مصر والتى حددها فى سبع نقاط فقط من بين 24 نقطة من المحطات التى توقفت بها العائلة المقدسة، ولم يجهز دراسة عن الطاقة الفندقية التى تستطيع استيعاب السائحين أو سلامة الطرق التى ستؤدى الى هذه النقاط ولا كيفيه تأمينها.
مسار العائلة المقدسة بالفعل هو البديل الحقيقى لتعافى السياحة المصرية خاصة أن بابا الفاتيكان فى زيارته لمصر فى ابريل الماضى قال «إنى لسعيد حقًا أن آتى كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التى كانت منذ أكثر من ألفى عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التى هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفنى أن أزور الأرض التى زارتها العائلة المقدسة» وعند عودته الى روما سألوا البابا فرانسيس: «ألم تخش على حياتك أثناء زيارتك الى مصر خاصة أنها غير مستقرة أمنيا فكان رده «كيف أخشى فى بلد كانت آمنة على المسيح» هذه الكلمات الساحرة للبابا لم تستغلها السياحة فى الترويج للسياحة الدينية لمسار العائلة المقدسة.
أراد وزير السياحة من زيارته للفاتيكان الترويج لنفسه فقط بأنه أول من دشن برنامج السياحة الدينية لهذا الملف، وفى الحقيقة إن أول من دشن هذا الملف هو رئيس الوزراء الأسبق ابراهيم محلب وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير السياحة السابق هشام زعزوع أثناء افتتاح تطوير الكنيسة المعلقة وتم تدشين مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر فى أكتوبر 2014 وتم تحديد سبع نقاط فقط من بين الـ 24 نقطة لتكون بداية انطلاق تنظيم رحلات سياحية إلى مصر وهو ما أغفله يحيى راشد الذى ادعى أنه اختار سبعة أماكن لانطلاق رحلات مسار العائلة المقدسة.