"ضربة وصُراخ وكابوس" ملخص سقوط جولدا مائير (بروفايل)

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 02:32 م
"ضربة وصُراخ وكابوس" ملخص سقوط جولدا مائير (بروفايل)
جولدا مائير
محمد أبو ليلة

704
 
 
"لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل إي شيء نريده".. هذه الكلمات قالتها رئيس وزراء إسرائيل السابقة جولدامائيير تعليقاً على قيام إسرائيل بحرق المسجد الأقصى في أغسطس من عام 1969.
 
وهذه الكلمات كانت العقيد التي سارت عليها إسرائيل وقياداتها بكل عنصرية، مُعتقدة أن جيشها الذي احتل الأراضي العربية في 5 يونيو من عام 1967 "لا يُقهر".
 
لكن ظُهر يوم السادس من أكتوبر من عام 1973، كان صدمة قاسية لـ جولدامائير وأبنائها في جيش إسرائيل، فالضربة الجوية الأولى أصابتهم بالشلل، وعبور قواتنا المسلحة لقناة السويس واقتحام خط بارليف المنيف أصباهم بفقدان الوعي.
 
"ليس أشق علي نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 ولن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين، ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام".. كتبت جولدا مائير هذه الكلمات في كتابها الذي حمل عنوان "حياتي" والذي ترجم إلي "اعترافات جولدا مائير"، تعبيراً عما عاشته أقوى سيدة في إسرائيل وقتها من كوابيس فور علمها  بعبور المصريين لقناة السويس.
 
قبيل اشتعال الحرب بأيام كانت رئيسة وزراء إسرائيل خارج بلادها وعادت من رحلتها يوم الثلاثاء 4 أكتوبر 1973،وفور عودتها، عقدت اجتماعًا مع المطبخ السياسي وسمي بذلك لأنها كانت تعقد الاجتماعات مع القيادات في مطبخ منزلها، و كان هذا الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش لبحث الموقف، وخلال الاجتماع يتم استعراض المعلومات التي كانت وصلتها في شهر مايو-أي قبل الحرب بخمسة أشهر- حول تعزيزات القوات المصرية والسورية علي الحدود.
 
كما استعرضت نتائج المعركة الجوية التي جرت بين سوريا وإسرائيل في سبتمبر- الشهر السابق للحرب ثم استعرضت، أخيرًا، تقارب المخابرات الإسرائيلية التي تؤكد عدم قدرة القوات المحتشدة علي القيام بأي هجوم.
 
 وخلال الاجتماع- وكما تقول مائير في اعترافاتها- كان الرأي الذي التقي حوله الجميع أن الموقف العسكري يتلخص في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري سور ي أما القوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فلا يتعدي دورها القيام بالمناورات المعتادة.
 
 وتمضي مائير في اعترافاتها:" ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء احتياطي، ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع، وفي يوم 5 أكتوبر، عقدت مائير اجتماعًا أخر لمطبخها السياسي لإعادة بحث الموقف، وخلال الاجتماع اقترح "إسرائيل جاليلي" تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطي، وإعلان التعبئة العامة، إذا تطلب الأمر ذلك.
 
 وتؤكد مائير في اعترافاتها حول هذا الاجتماع: كان من واجبي أن استمع إلي "إنذار" قلبي، وأستدعي الاحتياطي، وأمر بالتعبئة،  ثم تصف شعورها إزاء الخيبة بقولها:لم يكن منطقيًا أن أمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التي لا تبررها! لكني في نفس الوقت أعلم تمامًا أنه كان واجبًا علي أن أفعل ذلك، وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي. ولن أعود مرة أخري نفس الإنسان الذي كنته قبل حرب أكتوبر.
 
وفي الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت مائير-كما تقول في اعترافاتها- معلومات" بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا في وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم". 
 
وعلي الفور عقدت مائير اجتماعًا ثالثًا لمطبخها السياسي والذي جري من خلاله من جديد استعراض الموقف،ولكن كما تقول مائير" كان هذا اليوم الوحيد الذي خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية علي التعبئة بسرعة"، واجتمعت مائير عقب هذا الاجتماع بزعيم المعارضة "مناحم بيجين" واجتمعت بالسفير الأمريكي في إسرائيل.
 
وعند الظهر عقدت مائير اجتماعًا للحكومة الإسرائيلية للبحث في تعبئة قوات الاحتياطي، وفجأة وقبل أن ينتهي الاجتماع، فتح باب قاعة الاجتماعات واندفع سكرتير مائير العسكري نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ، وقتها قالت جوالدامائير في اعترافاتها:في نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار في تل أبيب وهنا بدأت الحرب.
 
"ليت الأمر اقتصر علي أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب في جهتين في وقت واحد ونقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".. هكذا تقول.
 
وتستطرد جوالدا في اعترافاتها: كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال، كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق، لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها، فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلًا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق