حرب أكتوبر بأدوات الصحافة الإلكترونية.. "صوت الأمة" تقدم لك التجربة:
تفاصيل الضربة الجوية الأولى.. 220 مقاتلة أنهكت صفوف العدو الإسرائيلي
الجمعة، 06 أكتوبر 2017 04:00 م
بدأ التجهيز النهائي للضربة الجوية الأولى، السبت الساعة الثانية 12 ظهرًا، حيث اتجه قائد القوات الجوية اللواء طيار محمد حسني مبارك، إلى غرفة العمليات في يوم الحرب الساعة 12 ظهرًا، وأُطلق النداء الكودي (صدام) لبدأ العمليات الجوية، بعدها بدأ كل قائد سرب فتح المظاريف والإطلاع على المهام الموكلة له وتم وضع خرائط العمليات الحقيقية بدل خرائط التدريب.
وفق المجموعة 73 مؤرخين، لم يعلم الطيارون المصريون بأمر الحرب أوموعدها أو ساعة بدأ العمليات إلا قبلها بساعات قليلة جدًا، لضمان السرية التامة للعملية الهجومية.
بدأ التلقين النهائي للطياريين، بعد وجبه الغذاء، فكانت صدرت فتوي للطياريين خاصة بالإفطار في رمضان، نظرًا لحاجه الطيار للتغذية الجيدة للمحافظة علي درجه التركيز ولاستعواض ما يفقده الجسم من سوائل وطاقة من جراء الطيران.
وبعد تناول الغذاء ، قام كل قائد سرب بتلقين طياريه المهمة المباشرة بالهدف الرئيسي والهدف التبادلي لكل قائد تشكيل وكل طائرة.
خططت القيادة أن يكون الهجوم في موجات متتالية، وكانت على 3 موجات حسب الخطة، بدأت الموجة الأولى "التأمين"، بقوة 90 طائرة مقاتلة وقاذفة وقاذفات ثقيلة بغرض تدمير وشل فعالية مواقع الدفاع الجوي "الهوك" وتدمير محطات الرادار ومراكز القيادة، الهدف إغلاق اعين واذن العدو ودفاعه الجوي.
وكانت الموجة الثانية "القوة الضاربة" بقوة 90 طائرة مقاتلة وقاذفات ثقيلة، بغرض ضرب و تدمير وشل المطارات و مراكز الإعاقة و الحرب الالكترونية والإرسال ومواقع كتائب المدفعية بعيدة المدى وضرب النقطة الحصينة شرق منطقة بورفؤاد.
وكانت الموجة الثالثة، "التعزيز" بقوة 40 طائرة مقاتلة لتعزيز النسق الأول والثاني في أعمال القتال الجوي ومنع العدو الجوي من التدخل أثناء أداء المهام القتالية.
قرب الساعة 2.00 ظهرًا، انطلقت حوالي 200 طائرة حربية مصرية و20 طائرة عراقية من طراز "هوكر هنتر"، من حوالي 20 مطار و قاعدة جوية مصرية على ارتفاع منخفض جدًا لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة في العمق السيناوي.
تجمعت التشكيلات في شكل "أسراب" تجمعت مع بعضها البعض، ومضت باتجاه سيناء وسط تجمعات الجيوش المصرية.
وأطلق لواء "القاذفات الثقيلة" من طراز "تي يو 16" أول الصواريخ علي العدو إيذانا ببدء الحرب، فتم تدمير مركز القيادة الرئيسي للعدو بالصواريخ بعيدة المدى، الموجهة بالإشعاع الراداري ، من مسافة بعيدة جدًا فوق منطقة "التل الكبير" في منطقة الإسماعيلية غرب القناة وقبل أن تعبر الطائرات المصرية لأهدافها في سيناء كان مركز "أم مرجم" قد تم اصابته.
عبرت الطائرات المصرية كلها في وقت واحد خط القناة على ارتفاعات منخفضة جدًا حوالي 20 متر بعد ضرب مركز القيادة الإسرائيلي الرئيسي في منطقة أم مرجم، طارت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة والثقيلة في حماية لصيقة من أسراب مقاتلات الميج 21.
تركزت الضربة على الأهداف الإسرائيلية الحيوية في عمق سيناء وخط بارليف، وشاركت كل الطائرات المتاحة من طراز "ميج 17" و "ميج 21" و"سوخوي 7" وقاذفات ثقيلة "تي يو 16" و"اليوشن 28" و"الهوكر هنتر" العراقية.
في الساعة 2.30 ظهرا تقريبا عادت الطائرات المصرية جميعها بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة ومدروسة بدقة، تمت بتنسيق بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي من حيث الوقت والارتفاع والاتجاهات حيث كان الدفاع الجوي المصري وقتها منتظر عودة الطائرات المصرية ليبدأ هو دورة في الحرب.
وحققت الضربة الأولى نجاحًا بنسبة 90 %، وتحقيق المفاجئة للعدو الإسرائيلي وتدمير أهدافها المحددة، ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية على أكثر تقدير بنسبة خسائر لا تزيد على 4 % من 220 طائرة.
ووفقًا لما ورد في المراجع الموثوق، حققت الضربة شل ثلاثة ممرات رئيسية في 3 مطارات هم "المليز" و"بير تمادا" و"رأس نصراني" بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية في نفس المطارات.
وقامت تشكيلات جوية من طائرات "الميج 17" بإسكات حوالي 10 مواقع بطاريات صواريخ "أرض –جو" من طراز "هوك" للدفاع الجوي في مناطق منها مواقع الدفاع الجوي في مناطق الرمانة والطاسة و بالوظة وأم الرخم بجوار عيون موسى.
وتم ضرب موقعي مدفعية ميدان ، وتدمير مركز القيادة الرئيسي في منطقة أم مرجم و مركز الإعاقة و الشوشرة في منطقه أم خشيب و أم مخسه و تدمير عدد من مراكز الإرسال الرئيسية و مواقع الرادار.
كما تم ضرب 3 مواقع شؤون إداريه للعدو و مواقع حصون خط برليف القوية و تم ضرب مواقع في أم لحفن و بير العبد أيضا بالقاذفات الثقيلة من نوع تي يو 16، و تم ضرب محطة سيطرة و إعاقة و توجيه في منطقة رأس نصراني.
واحتلت تشكيلات من المقاتلات الاعتراضية من طراز ميج 21 مواقع مظلات دفاع جوي مخطط لها فوق سماء مصر أثناء الضربة الجوية توقعًا لأي هجوم مضاد جوي معادي وكان لمبدأ الحشد و التركيز أثره الفعال في الضربة.
استمرت هذه الضربة الجوية المركزة حوالي 30 دقيقه تقريبًا، و لم تواجه الطائرات المصرية المهاجمة أي مقاومة أو إعاقة تذكر من الطيران الإسرائيلي المعادي و مواجهات بسيطة مع الدفاع الجوي المعادي في مواقع أخرى سقط فيها طائرتين سوخوي 7 احداهم طائره الشهيد النقيب عاطف السادات فوق مطار المليز .