في ذكرى حرب أكتوبر.. ألحان خلدت التاريخ المصري
الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 10:09 م
عقب مرور 44 عامًا على انتصارات حرب السادس من أكتوبر 1973، نحتفى مع فناني مصر الذين دام تواجدهم في كواليس الحرب مُحمسين جنودنا بأغانيهم، وألحانهم، وكلماتهم التى باتت تعزز ثقة الشعب المصري في قواتنا المسلحة، وتمنح جنودنا الطمأنينة بوجود الأمة لجوارهم فقد كان الجنود يستمعون إلى أغنيات النصر على الجبهة "عبر الترانزستور"، وكانت تعطي لهم حماسة قوية وإصرارًا لمواصلة الحرب ضد العدو.
وتعاهد الفنانين من الشعراء، والمغنين والملحنين كعبد الحليم منصور، ومحمد حمزة، ونبيلة قنديل، وشادية، وعبد الحليم حافظ، والموسيقار بليغ حمدي، وغيرهم على مساندة القوات المسلحة والجنود المصريين لإثبات أن هزيمة 1967 كانت استثناء وليس قاعدة، الأمر الذي جعلهم يثبتوا ولائهم واعتزازهم بهذا الوطن، ويكتبوا التاريخ على إيقاعات ألحانهم.
كانت باكورة جهود الفنانين في إثبات عظمة الأمة العربية أغنية " بسم الله .. الله أكبر" التي كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور ولحنها الموسيقار الكبير بليغ حمدي في مبنى الإذاعة والتليفزيون، وكان لهذه الأغنية قصة لا يعرفها الكثيرين فقد ذهب بليغ وزوجته في ذلك الوقت الفنانة وردة الجزائرية لمبني الإذاعة والتلفزيون، ومنع من دخول المبني نظرا لظروف الحرب، فما كان من بليغ إلا أن طلب صديقه الإذاعي الكبير "وجدي الحكيم" قائلا له "هعملك محضر في القسم يا وجدي عشان مش عايز تخليني ادخل اعمل اغنيه لبلدي" وكان بليغ يتكلم بمنتهي الجدية، فضحك الجميع وتم السماح لبليغ بالدخول، ولكن بعد أن كتب بليغ حمدي تعهداً على نفسه بتحمل أجور جميع الموسيقيين بسبب وجود ميزانية لتسجيل أغاني النصر وقتها، وتم تسجيل أغنيتي "بسم الله" التي غناها المجموعة.
وعقب استشهاد سيد السيد بدير ابن المطربة شريفة فاضل في حرب أكتوبر، بـ 3 أشهر طلبت من صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأنها كانت ترغب في أن تصل الأغنية لكل أمهات الشهداء الذين شاركوا في حرب أكتوبر، فدخلت الشاعرة نبيلة غرفة الشهيد ابن شريفة فاضل، لعدة دقائق، ثم خرجت وفي يدها ورقة بكلمات الأغنية، كان زوج الشاعرة الملحن على إسماعيل موجوداً، فأخذ الكلمات وتوجه إلى منزله، وعاد في اليوم التالي بلحن الأغنية. توجهت شريفة في اليوم الثالث إلى ماسبيرو لتسجيل الأغنية، ومجرد أن غنت المقطع الأول، سقطت من شدة التأثر، وتكرر هذا الموقف عدة مرات، حتى سمعت المطربة فايزة أحمد، التي كانت موجودة بالأستوديو مصادفة، وقالت لها "لو مش قادرة تغنيها.. بتغني ليه؟!". وقالت شريفة فاضل أن هذا الجملة زادت من إصرارها وتماسكت وقررت أن تسجلها من أول مرة دون توقف، وقد كان. ولم يستغرق تسجيلها أكثر من ساعات.
وقرر يوسف شاهين التخلي عن استكمال أحد أفلامه عقب تلقيه اتصالًا هاتفيًا من الإذاعي وجدي الحكيم قائلًا له": أخبرتني الشاعرة نبيلة قنديل بكلمات أغنية رايات النصر وقد كانت كلماتها تثير حماس وفخر للمصرين"، الأمر الذي جعل شاهين أن يهديها للإذاعة قائلاً: "لأن الوطن أغلى من الفيلم". ولذلك ذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار علي إسماعيل وسجلت المجموعة الأغنية
قرأ الشاعر محمد حمزة مقالاً للأستاذ محمد حسنين هيكل بجريدة الأهرام فتأثر به وكتب أغنية "عاش" ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وغناها العندليب عبد الحليم حافظ
خلال معارك أكتوبر 1973 ذهبت السندريلا سعاد حسني إلى الإذاعي وجدي الحكيم، وقالت له: "أنا عايزة أغني للأبطال" وأسمعته كلمات "أغنية "دولا مين ودولا مين، التي كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم ولحنها الموسيقار كمال الطويل، فقال لها الإذاعي وجدى الحكيم: أين الشاعر؟ هنا دخل إلى المكتب الشاعر أحمد فؤاد نجم وقال: "أنا أرسلت سعاد حسني لأنني لو حضرت سوف ترفض الكلمات لأنك لا تحبني". فقال له وجدي الحكيم: "لا.. أنا بحب الكل" وهنا قال الشاعر: "إذن أنا فهمت غلط، وسجلت سعاد حسني الأغنية.
وفي فجر 7 أكتوبر، كتب كلمات اغنية "الربابة/ الحلوة بلادي" ،الشاعر عبد الرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي وغنتها الراحلة وردة الجزائرية. في ذلك الوقت كانت كل الميزانيات في الإذاعة موجهة للمعركة، وبالتالي لم يكن هناك ميزانية لتتحمل الإذاعة المصرية تكاليف تسجيل الأغنية للموسيقيين والكورال، فكتب الموسيقار بليغ حمدي والفنانة وردة إقراراً بتحملهم كافة مصاريف الموسيقين والكورال، وعند وصول قائد الفرقة الماسية الراحل أحمد فؤاد قام بإبلاغ مسؤول إنتاج الإذاعة المصرية الأستاذ وجدي الحكيم أن جميع الموسيقيين والكورال متبرعين بأجرهم بالكامل وسيسجلوا الأغنية بدون أجر، والإذاعة قدمت فقط الأستوديو لتسجيل الأغنية.
اثناء معارك أكتوبر 1973م.كتب الأستاذ توفيق الحكيم مقالاً بعنوان "عبرنا الهزيمة "
فقرأه الشاعر عبد الرحيم منصور، واستلهم أغنية "عبرنا الهزيمة " من عنوان المقال ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وواستعدى الفنانة الكبيرة شادية لغنائها واذاعتها.
صباح الخير يا سينا رسيتي فى مراسينا تعالي فى حضننا الدافي ضمينا وخدينا يا سينا، هذه الكلمات كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، إحتفائًا بنصر اكتوبر ، وسلمها للملحن العظيم كمال الطويل وقام بتلحنها، وغناها العندليب عبد الحليم حافظ.
و غنت الفنانة القديرة نجاة الصغيرة من كلمات مرسى جميل عزيز وألحان كمال الطويل أغنية "ع البر التانى"، والتي يقول مطلعها.. على البر الثاني وعدينا ..حملتنا الفرحة وعدينا ... ولاقينا العيد مستنينا .
وأهدت الفنانة علية التونسية أغنية يا حبايب مصر للأمة العربية إحتفالا بنصر السادس من أكتوبر ، وكانت كلمات الشاعر مصطفى المراني، وألحان العظيم حلمي بكر.