كيف تدار انتخاب مدير عام منظمة اليونسكو
الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 06:46 م
تستعد اليونسكو لتعيين مدير عام جديد لهذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة يكلف بصورة أساسية إعادة التوافق إلى منظمة أضعفتها الخلافات السياسية، ينتخب المجلس التنفيذى الذى يعقد اجتماعا اعتبارا من الاربعاء وحتى 18 أكتوبر الحالى خلفا للبلغارية ايريكا بوكوفا التى تنهى ولايتها الثانية على رأس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
خاض غالبية المرشحين الثمانية للمنصب حملة تدعو الى مقاربة متعددة الاطراف للمشاكل والعمل من اجل اصلاحات ضرورية وتعزيز الجهود المركزة على التعليم واكتساب المهارات فى مختلف مراحل الحياة والتى يخصص لها حيز كبير من ميزانية اليونسكو.
وفى هذا السياق، ترى مشيرة خطاب أن التعليم "الطريق الأساسى نحو ثقافة السلام"، بينما يعتبر الصينى كيان تانغ انه "حق أساسي" والفرنسية اودرى ازولاى انه "اساس النمو والمساواة بين الجنسين"، بحسب الوثائق التى تحدد رؤيتهم الاستراتيجية للمنظمة.
من جهتها، تشير المرشحة اللبنانية فيرا الخورى دون مواربة الى التحديات التى تواجهها اليونسكو "لتحافظ على مصداقيتها" وهى "الحد من التسييس المفرط لنشاطاتها ما حولها الى مكان خلاف".
ويشدد مصدر دبلوماسى على أن "كل المرشحين متفقون على ضرورة ايجاد سبل للخروج من حالة التسييس".
يظل الملف الإسرائيلى الفلسطينى مع مواقف اليونسكو المتناقضة حيال القدس والخليل ماثلا وانضمام فلسطين الى المنظمة العام 2011 ما حمل الولايات المتحدة على وقف تمويلها.
وتشكل مساهمة الولايات المتحدة نحو ربع ميزانية المنظمة "التى باتت فى وضع هش بسبب الوسائل المالية والبشرية المحدودة فى تصرفها"، بحسب مصدر دبلوماسي.
وبات الاتحاد الأوروبى ودوله الممول الاول للمنظمة 40%من الميزانية، ويقول فرنسوا شوبيه استاذ التاريخ المعاصر "احد التحديات الكبرى تكمن فى اعادة الولايات المتحدة الى صفوف الممولين"، مضيفا أن "المنظمة شهدت دائما صراعات نفوذ خصوصا خلال الحرب الباردة وفترات ما بعد الاستعمار. الا ان الخلافات اقل حدة عما كانت عليه قبل عشرين عاما".
لمواجهة هذا الوضع يدعو المرشحان الفرنسية والصينى الى حل بسيط "اظهار مقدرة قيادية على رأس اليونسكو عند مخاطبة الجميع"، بحسب مصادر دبلوماسية فرنسية، وتعيين "مدير قوى لديه رؤية تحتاج اليها اليونسكو"، بحسب تانج، لكن من سيكون هذا المدير؟ يحظى كل من تانج وازولاى وخطاب بحظوظ جيدة.
تطالب الدول العربية بالمنصب إذ لم تحصل عليه ابدا لكن النصوص لا تفرض أى مداورة، كما أن المرشحين العرب موزعين بين مصر والعراق ولبنان وقطر.
ويقول مصدر دبلوماسى لبنانى أن لبنان يحاول اقناع "المسؤولين فى العراق ومصر التشديد اولا على حق الدول العربية فى شغل المنصب"، لكن هذا المصدر يضيف أن المنافسة ستكون حادة أمام مرشحى فرنسا والصين اللتين تتمتعان بنفوذ كبير على الساحة الدولية.
قدمت فيتنام واذربيجان مرشحين ايضا لكن المرشح التاسع من جواتيمالا خوان الفونسو فوينتيس انسحب من السباق فى 25 سبتمبر الماضى، ويحاول كل مرشح كسب الدعم بين الدول ال58 الأعضاء فى المجلس التنفيذى للمنظمة الذين سيحال خيارهم امام الجمعية العامة (195 دولة عضو) لتوافق عليه فى 10 نوفمبر المقبل.
سيتم التصويت على مرحلة او عدة مراحل اعتبارا من الإثنين وذلك بعد يوم عمل للمجلس التنفيذي. ويمكن اجراء حتى اربع دورات اقتراع فى حال لم يحصل اى مرشح على الغالبية القصوى. واذا اضطرت الحاجة لإجراء دورة خامسة فستكون بين المرشحين اللذين تصدرا الدورة الرابعة.