"راجية" للمحكمة: "بعد إنجاب طفلين عرفت إن جوزي زبال مش مهندس"
الخميس، 05 أكتوبر 2017 10:00 صهبة جعفر
توقفت "راجية" أمام باب محكمة الأسرة حائرة، ما بين الإقبال على ما استقر عليه عقلها وقلبها ورفع قضية الخلع وبين الأدبار من هذا الأمر حفاظا على البيت الذي حوله زوجها إلى جحيم لا يطاق، فهو دائم الخناق والاعتداء عليها وسبها بألفاظ غير لائقة أمام أطفالها، حسمت أمرها أخيرا بعد أن تذكرت كيف خدعها طوال السنوات الماضية.
داخل قاعات المحكمة جلست تنتظر حتى يأتي دورها وتتقدم بشكواها لرئيس المحكمة، تذكرت كيف كان اللقاء الأول بينهما فقد تعرفت عليه من خلال أحد أقاربها، بعد أن علم أنه يبحث عن زوجة مناسبة، فجمع بينهما فهي خريجة كلية الصيدلة وتعمل بشركة لتصنيع الأدوية وتبلغ 30 عاما، أما عمرو فهو تخرج في كلية الهندسة ويعمل بإحدى شركات المقاولات وعمره 33 عاما.
تحدثت "راجية" إلى "عمرو" في اللقاء الأول علي ما تحلم به في زوجها المستقبلي من صفات فهي ترفض الصوت العالي والعصبية الزائدة، وأكدت على رغبتها في استمرارها بعملها بعد الزواج فهي تشعر بكيانها في العمل، وتحلم بمنزل يسوده الحب والوئام الأمر الذي قابله بالأعجاب الشديد بكلامها، والموافقة علي طلباتها وانتهي اللقاء علي وعد بتكرره.
جاء اللقاء الثاني بين الثنائي وقد شمله الارتياح والقبول والتعرض لباقي تفاصيل حياتهم ما بين العمل والدراسة والأصدقاء والأهل، واستمر الحديث بينهما والأتفاق على أن يصلي كل منهما صلاة الاستخارة علي أن يعلن قراره بعدها.
جمع بينهما القدر ووافقوا على أن يجمعهما الرباط المقدس. وأعلنت الخطبة لمدة عام يتم بعدها الزفاف، ظلت علاقاتهم في تصالح لا يشوبها سوء خلافات ومشادات طبيعية في تلك الفترة ولكن سرعان ما تنتهي بتصالحهما، وبعد الانتهاء من تجهيزات شقة الزوجية وترتيبات الزفاف في حفل أسطوري وانتقالهما للحياة سويا.
مرت الشهور الأولى للزواج هادئة كما حلمت بها "راجية" حتى علمت بحملها بالطفل الأول وزفت الخبر لزوجها الذي عبر عن فرحته وطلبها بالراحة التامة وعدم نزولها الشغل الأمر الذي رفضته في البداية وبعد شعورها بالتعب قررت أخذ إجازة، لتبدأ في كشف المستور فزوجها يأتي إلى المنزل قبلها بساعة مرتدياً ملابس مهلهلة وممزقة وذات رائحة كريهة لا تطاق، وعندما سألته عن سبب هذه الملابس أكد لها إنه يعمل طوال النهار في موقع إنشائي بمنطقة عشوائية، ما تسبب في بهدلة ملابسه البديلة ولا يستطيع أن يبدلها بموقع العمل.
اقتنعت "راجية" في بداية الأمر بما قاله زوجها واستمرت الحياة بينهما حتى أنجبت طفلها الأول "ياسين"، وبعد أقل من عام علمت بحملها للمرة الثانية في بنت أطلقت عليها اسم"ريماس" انقلبت الأحوال بعدها ليتحول الزوج إلى شخص عصبي طول الوقت يهينها على اتفه الأسباب، يعود إلى المنزل في ملابس مهلهلة وبإصرارها لمعرفة سبب هذه الملابس والرائحة الكريهة المنبعثة منه؛ فكانت الكارثة أنه يحمل بطاقة مزورة بوظيفة مهندس، ولكنه في الحقيقية يعمل بجمع القمامة في منطقة منشية ناصر.
وكان يخدعها طوال هذه الفترة الأمر الذي لم تستطع أن تتحمله قررت أن تحمل أطفالها وأغراضها وتذهب إلى منزل والدها لتقم في اليوم التالي بالتوجه إلى محكمة الأسرة وخلعه.