أثري: ننتظر دخول 70 مليون مقدس مسيحي سنويا لزيارة 40 موقعا لرحلة العائلة المقدسة
الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 02:46 م
أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار، أن زيارة وزير السياحة يحيى راشد إلى الفاتيكان لاعتماد مسار العائلة المقدسة كطريق تقديس للمسيحيين فى العالم، هو إنجاز تاريخى لمصر سيجذب لها على الأقل 20% من مسيحى العالم للتقديس وزيارة محطات العائلة المقدسة، والذين يبلغ عددهم 3.5 مليار مسيحى، مما يعنى دخول حوالى 70 مليون مقدس مسيحى إلى أرض مصر سنويا.
وقال ريحان "إن العائلة المقدسة عبرت 40 موقعا فى مصر تضم (آثار، آبار، أشجار، هياكل، مذابح، مغائر)، بالإضافة إلى نقوش صخرية مباركة شملت 5 مناطق كبرى فى سيناء والدلتا ووادى النطرون والقاهرة والصعيد".
وأوضح أن أهم هذه المحطات فى مصر بالأسماء الحالية، هى: (رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادى النطرون، المطرية، عين شمس، والزيتون)، مشيرا إلى أن المحطات ضمت أيضا (وسط القاهرة، حارة زويلة، كلوت بك، مصر القديمة، حصن بابليون، المعادى، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوى، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، والدير المحرق).
وأضاف أنه فى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربى (درنكة) إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.. مبينا أن عمر السيد المسيح عليه السلام وقت خروجه من بيت لحم كان سنة واحدة أو أقل واستغرقت الرحلة فى مصر أربعة أعوام إلا شهر، وذلك طبقا لما جاء فى كتاب (رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر) للدكتور إسحق إبراهيم عجبان الأستاذ بمعهد الدراسات القبطية والصادر عن دار نشر (أنباء روسيا) العام الحالي.
وعرض أشهر الآثار الواقعة بمحطات رحلة العائلة المقدسة، ومنها كنيسة العذراء والقديس أبانوب بسمنود، التى بها بئر ماء وإناء كبير يقال أن السيدة العذراء عجنت فيه خبزا.. لافتا إلى أن كنيسة العذراء بدقادوس تعود لعام 1888م ودير القديسة دميانة بالبرلس المقام على كنيسة من القرن الرابع الميلادى شيدتها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، وأعيد بناء الدير عام 743م وصخرة موضع تقديس بسخا.
كما أشار إلى أن منطقة وادى النطرون بها العديد من الأديرة والقلايا والمغارات ويسكنها آلاف الرهبان، وتضم المنطقة مياه كبريتية تشفى العديد من الأمراض وبها نبع ماء عذب نبع على يد السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه (نبع الحمراء) على بعد 3 كم من دير البرموس.
ونوه بأن منطقة عين شمس، التى أصبحت مقرا لأسقفية قبطية ومنطقة المطرية التى استظلت تحتها العائلة المقدسة بظل شجرة، تعرف حتى اليوم بشجرة مريم كما نبع على يد السيد المسيح بئر ماء بجوارها ونبتت هناك نباتات عطرية مثل نبات البلسان، بالإضافة إلى شارعين بالمطرية يسميان (البلسم - وبئر مريم)، موضحا أن شجر البلسان انقطع فى القرن الـ17 بسبب فيضان النيل.
كما نوه بكنيسة العذراء بالزيتون وكنيسة العذراء بحارة زويلة، التى تعود للقرن الخامس الميلادى وأعيد بناؤها فى القرن الـ11 وكانت مقرا للكرسى البطريركى من عام 1300م إلى 1675م، وديرين للراهبات وكنائس مصر القديمة، التى تضم الكنيسة المعلقة، والقديسة بربارة، ومارجرجس، وقصرية الريحان، إلى جانب كنيسة أبا كير ويوحنا، ومارجرجس للروم، والشهيد أبو سيفين، والأنبا شنودة، وكنائس الفسطاط، ودير مارمينا العجايبى بفم الخليج وكنيسة العذراء بالمعادى.
ولفت إلى أن البرديات تشير إلى وجود 40 كنيسة بمدينة البهنسا كشفت وزارة الآثار عن إحداها مؤخرا، وكنيسة بدير الجرنوس جددت عام 1924.. مشيرا إلى أن منطقة جبل الطير شرق سمالوط تتميز بوجود عدة كنائس ويعتقد إقامة العائلة المقدسة بها ثلاثة أيام، فيما أقامت القديسة هيلانة كنيسة فى القرن الرابع الميلادى بهذه المنطقة أطلق عليها كنيسة الكف أو الصخرة، وبها المغارة التى اختبأت بها العائلة المقدسة ومعمودية وشجرة العابد من أشجار اللبخ.
وأوضح ريحان أن الأشمونين ظلت مركزا لكرسى أسقفى 1300 عاما من منتصف القرن الثالث إلى منتصف القرن الـ16، وهو من أقدم الكراسى الأسقفية بالصعيد.. منوها بوجود بئر بديروط و37 كهفا كان يقطنها النساك بمنطقة دير أبو حنس تحوى أشكالا ورموز مسيحية، بالإضافة إلى دير المحرق بالقوصية آخر محطات الرحلة.
وبالنسبة لكيفية حسن استغلال هذا الحدث السياحى العالمى والإنجاز التاريخى لمصر، اقترح مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار ربط مسار العائلة المقدسة الممتد من رفح إلى الدير المحرق بأسيوط بمسار رحلة التقديس القديمة إلى مصر منذ القرن الرابع الميلادى من دير أبو مينا بمريوط إلى دير سانت كاترين، والاستفادة من موقعين مهمين بداية ونهاية الرحلة مسجلين تراث عالمى.. فمنطقة أبو مينا، التى تقع 75 كم غرب الإسكندرية، مسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 1979، ودير سانت كاترين مسجل عام 2002.
وقال "إن مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق يبلغ 527 كم.. ومن القاهرة إلى وادى النطرون 110 كم.. ومن القاهرة إلى البرلس (أحد المواقع التى زارتها العائلة المقدسة بالدلتا) 170 كم، وبذلك يكون مسار العائلة المقدسة 807 كم.. أما طريق التقديس القديم الذى بدأته القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى، حيث زارت سيناء والقدس وبنت كنيسة العليقة المقدسة عند شجرة العليقة الملتهبة فى سفح جبل موسى، فيبلغ طوله فى سيناء وحدها 375 كم".
وأضاف أن طريق التقديس القديم هو طريق شرقى يمتد من طابا إلى سانت كاترين، وطريق غربى يمتد من رفح إلى الفرما ثم مدن القناة إلى سيناء حتى سانت كاترين والطريق من أبو مينا حتى السويس 430 كم فيكون إجمالى الطريق 805 كم، وبذلك يكون إجمالى الطريق المقرر إحياؤه لاستعادة رحلة التقديس القديمة إلى مصر 1612 كم مما يعد أطول طريق للسياحة الدينية فى العالم.
وأكد أن محطات هذا الطريق تتضمن داخلها كل مقومات السياحة فى مصر لو تم تطويرها لتواكب العدد المنتظر دخوله إلى مصر، حيث تضم هذه المحطات أديرة وكنائس لها شهرة عالمية ومسجلة تراث عالمى، مما يعتبر دعاية مجانية لها كما تضم مواقع آبار استشفائية وعيون طبيعية وحمامات كبريتية، ومنها حمام فرعون، وعيون موسى بسيناء، ومياه كبريتية بوادى النطرون، وبئر القديس مينا ذات الشهرة العالمية، وأشجار موضع احترام وتقديس مرتبطة بالرحلة، مثل شجرة المطرية علاوة على المغارات العديدة المنتشرة فى صعيد مصر ومناطق لهجرات الطيور فى جبل الطير بسمالوط.
وطالب بتطوير جميع محطات الطريق وإحياء التراث الشعبى المرتبط بها، مثل الموالد الشهيرة فى عدة مناطق مرتبطة بالرحلة، ومنها مولد درنكة بأسيوط.. كما طالب بتقنين هذه الموالد وإنشاء مراكز لاستضافة الرواد وتوفير خدمات ومشاركة المجتمعات المحلية المرتبطة روحانيا بهذه الأماكن وتحويل قراهم البسيطة لأماكن استضافة للسياح على شاكلة القرية النوبية، والاستفادة من التراث الشعبى من أغانى وأمثلة شعبية شهيرة جدا فى صعيد مصر.
وشدد على ضرورة وضع لافتات إرشادية ولوحات مزودة بالمادة العلمية فى كل محطات الرحلة للتعريف بها وتزويدها بخدمات سريعة من توفير دورات مياه لائقة ومواقع خدمات لحين تنفيذ مشروعات كبرى لتطوير كل هذه المحطات تبدأ خطتها وتوفير الإعتمادات لها من اليوم.. مؤكدا ضرورة دعوة رجال الأعمال والمستثمرين للمساهمة فى هذا المشروع القومى لمصر، الذى سيسهم فى تنشيط كافة أوجه الاقتصاد من زراعة وصناعة وتجارة ونقل وفنادق ومطاعم، فضلا عن فتح فرص عمل جديدة فى كل مدن مصر وقراها.