روح أكتوبر.. تفاصيل مشاركة كوريا الشمالية في حرب "استعادة سيناء"

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 08:00 ص
روح أكتوبر.. تفاصيل مشاركة كوريا الشمالية في حرب "استعادة سيناء"
طيارو كوريا الشمالية - أرشيفية
محمد أبو ليلة

في مارس من عام 1973، كان نائب رئيس جمهورية كوريا الشمالية ووزير دفاعه في زيارة رسمية لـ مصر، وكانت الأجواء العسكرية مشحونة فهناك استعدادات تتم في الخفاء من أجل عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، لكن جزء ضئيل من سلاح الجو المصري كان يحتاج لعدد من الطيارين بعد قرار السادات بطرد الخبراء الروس في أواخر عام 1972.
 
خلال الزيارة الكورية لـ مصر أبدى الجنرال "زانج زونج" وزير دفاع كوريا الشمالية رغبته في زيارة جبهة قناة السويس، وفي يوم 6 مارس من عام 1973، كان الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة برفقة وزير الدفاع الكوري على الضفة الغربية للقناة.
 
"تحدثت له عن متاعبنا بخصوص أعداد الطيارين وان لدينا ميج 21 أكثر مما نستطيع تشغيله ولا سيما بعد أن سحب السوفيت حوالي 100 طيار كانوا يقومون بتشغيل 75 طائرة ثم انتهزت الفرصة".. كان ذلك جزء من حديث الشاذلي مع وزير الدفاع الكوري الشمالي.

طائرات الميج
وقتها طلب الشاذلي من وزير الدفاع الكوري أن تقوم كوريا الشمالية بمد مصر بعدد من طياري الميج 21، "سوف يكون ذلك فائدة مشتركة للطرفين من ناحيتنا فإنكم ستحلون لنا مشكلة النقص لأن الإسرائيليين يستخدمون نفس الطائرات ويتبعون نفس التكتيكات التي ينتظر من عدوكم المنتظر في المنطقة أن يستخدمها ويتبعها"..
 
في مذكراته  عن حرب أكتوبر يؤكد رئيس أركان الجيش وقتها "الشاذلي"، أن وزير الدفاع الكوري سأله عن عدد الطيارين الذي تحتاج مصر إليهم، وطلب منه الشاذلي إسهامهم في قوات الدفاع الجوي أيضاً، حيث قال له نصاً "طياريكم سيكتسبون خبرة قتالية إننا لا نتوقع منكم أن تملئوا الفراغ الذي تركه السوفيت ولو أنكم أرسلتم سربا واحد لكان كافياً وإذا احتاج الأمر مستقبلا لإرسال سرب أخر فانه يمكن بحث ذلك فيما بعد".
 
Mig21-in-Egyptian-national-military-museum
 
 
لكن قرار تزويد مصر بطيارين من كوريا الشمالية لم يكن سهلاً، فوزير الدفاع الكوري أبدى للشاذلي وقتها عن موافقته لكن قرار مثل هذا يحتاج لموافقة من الزعيم الكوري "كيم أيل سونج"، جد الزعيم الكوري الحالي "كيم جون أون" المثير للجدل دوماً.
 
لم يجد الشاذلي صعوبة في إقناع وزير الدفاع وقتها المشير أحمد إسماعيل بذلك وبدوره اقتنع الرئيس السادات ووافق، وبعد أسبوعين عاد وزير الدفاع الكوري إلى مصر في زيارة رسمية يؤكد موافقة الزعيم الكوري كيم أيل سونج على إمداد مصر بطيارين،  وطلب من الشاذلي أن يقوم بزيارة رسمية لكوريا الشمالية من أجل معاينة الطيارين بنفسه.

الشاذلي في كوريا الشمالية
"استقبلت في بيونج يانج استقبال حماسيا وأحيطت الزيارة بهالة كبيرة من التكريم والتشريف كنت أينما ذهبت سوا أكان مؤسسة عسكرية أو مصنعاً في مغارة داخل الجبل أقابل بآلاف من الناس يرحبون بي".. يقول الشاذلي في مذكراته.
 
وقتها قام رئيس أركان حرب الجيش المصري بتفتيش ومعاينة الطيارين الذين تقرر سفرهم إلى مصر حيث كانوا من الطيارين ذوي الخبرة الجيدة وكان الكثيرون منهم لديه ما يزيد علي 2000 ساعة طيران وتم الاتفاق علي أن تصرف لهم مرتبات بالجنيه المصري تتطابق تماماً مع رواتب الطيارين المصريين.
 
"وعدت الرئيس كيم أل سونج بأني شخصياً سأشرف علي راحتهم وأننا لن نزج بهم في معركة داخل إسرائيل أو فوق الأراضي التي تحتلها اسرائيل وأن عمله سيقتصر على الدفاع الجوي عن العمق وقد طلبت من الرئيس الكوري أن يبعث لنا ببعض الخبراء في الأنفاق حتى يمكننا من الاستفادة من خبراتهم فوافق علي ذلك"..يتابع الشاذلي في مذكراته.
 
وكان عدد الطيارين الذين أرسلتهم كوريا الشمالية إلى مصر 30 طيار و8 موجهين جويين و5 مترجمين و3 عناصر للقيادة والسيطرة وطبيباً وطباخاً وكانت القاعدة التي خدموا بها يتواجد فيها 3 ألاف مصري.
 
بعد ما يقرب من 44 عاماً على حرب أكتوبر لا يزال هناك نصب تذكاري في كوريا الشمالية "مرفوع" عليه علم مصر، يتحدث عن مشاركة كوريا الشمالية وطياريها في انتصارات أكتوبر مع المصريين.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق