البرلمان الفرنسي يصوت على قانون مكافحة الإرهاب.. واليسار يرفضه
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 10:16 ص
يصوت النواب الفرنسيون ، اليوم الثلاثاء، على مشروع قانون لمكافحة الارهاب تقول الحكومة أنه "رد دائم على تهديد دائم"، بينما يندد به اليسار باعتباره "تعديا على الحريات"، وذلك بعد يومين على اعتداء جديد فى مرسيليا.
وسيتم التصويت بشكل رسمى على مشروع القانون فى الجمعية الوطنية عند الساعة 14,15 بعد اسبوع من النقاشات الحادة ويومين على مقتل امراتين بالسلاح الابيض الاحد فى محطة القطارات فى مرسيليا فى اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، بينما قتل المهاجم بأيدى عسكريين.
وبمقتل الامرأتين ارتفع الى 241 عدد ضحايا الهجمات فى فرنسا منذ العام 2015.
كما تم توقيف خمسة اشخاص فى التحقيق حول مكافحة الارهاب الذى فتح بعد اكتشاف عبوة ناسفة يدوية الصنع السبت فى باريس مؤلفة من اربع قوارير غاز وجهاز تفجير.
ويتيح مشروع القانون الذى سيتم التصويت عليه الثلاثاء إدراج بعض اجراءات حالة الطوارئ التى اعلنتها الحكومة الاشتراكية السابقة بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 والتى أوقعت 130 قتيلا فى باريس، ضمن القانون العام.
وكان من المفترض ان تكون حالة الطوارئ التى تمنح الحكومة سلطات استثنائية مؤقتة لكن تم تمديد العمل بها ست مرات اثر اعتداءات او تهديدات.
ومن بين البنود الاكثر إثارة للجدل فى مشروع القانون، السماح بفرض الاقامة الجبرية على أشخاص دون أمر مسبق من القضاء. فى المقابل، فإن موافقة القضاء ضرورية للقيام بـ"الزيارات المنزلية"، التسمية التى باتت معتمدة رسميا محل "عمليات التفتيش الادارية" التى تثير جدلا كبيرا.
- توسيع نطاق التدقيق فى الهويات -
كما تم توسيع مجال التدقيق فى الهويات بحيث يشمل "مشارف محطات القطارات" وليس فقط داخلها، وأيضا "ضمن شعاع أقصاه 20 كلم حول المرافئ والمطارات" الدولية الاكثر حساسية.
ويعتبر معارضو النص انه يتعرض للحق فى الخصوصية ولمبدأ افتراض البراءة.
واثار مشروع القانون خصوصا معارضة شديدة من اليسار المتطرف الذى يرفض تكريسا دائما لحالة طوارئ تمس، بحسب رأيه، بالحريات الاساسية.
فى المقابل، ينتقد اليمين واليمين المتطرف القانون المتساهل. وتقول زعيمة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبن "هذا القانون تضليل مزدوج، فهو لا يشمل الامن الداخلى وليس القانون الكبير الذى يفترض ان يقضى على الارهاب الاسلامي".
إزاء هذه الانتقادات، دافع وزير الداخلية جيرار كولومب عن "رد دائم على تهديد بات دائما".
واشار الوزير الى ان القانون تسوية بين الحاجة "للخروج من حالة طوارئ تحرم بطبيعتها من عدد من الحريات"، وضرورة "عدم العودة الى الوضع الذى كان قائما قبل حالة الطوارئ".
وشدد كولومب على أن القانون "يهدف الى حماية حرياتنا الفردية والجماعية بالكامل لكنه يعرض ايضا اتخاذ كل الاجراءات من اجل ضمان امن الفرنسيين".
وكان الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون تعهد بان يخضع القانون الجديد لـ"تقييم فى العام 2020"، إذ يمكن عندها "الغاء" بعض الاجراءات واستبدال غيرها.
وكشف استطلاع للرأى نشرته صحيفة "لو فيغارو" الاسبوع الماضى ان 57% من الفرنسيين يؤيدون مشروع القانون.