صاروخ بـ 700 دولار .. هكذا زعمت واشنطن بوست شراء مصر صفقة أسلحة من كوريا الشمالية

آثار تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» عن ضبط صفقة كانت أبرمت في أغسطس الماضي، بين رجال أعمال مصريين، وحكومة كوريا الشمالية لشراء أكثر من 30 ألف قذيفة صاروخية بملايين الدولارات، جدلًا واسعًا نظرًا لحجم الصفقة مقابل القيمة المالية التي قدرتها الصحيفة وفقًا لمصادرها، الامر الذي يشكك في الرواية الأمريكية.

وأدعت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصادر أمريكية، إنها كشفت تفاصيل ضبط سفينة كورية شمالية محملة بالأسلحة وصلت إلى مصر في أغسطس الماضي، زاعمة أن واشنطن حذرت القاهرة من سفينة شحن ترفع العلم الكمبودي وتحمل اسم «جي شون» كانت تبحر باتجاه قناة السويس من كوريا الشمالية، ورصدتها الولايات المتحدة بواسطة الأقمار الاصطناعية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولي الجمارك في مصر عثروا على حاويات من الحديد مخفية في بطن السفينة ومحاطة بأقمشة ثقيلة، وفي داخلها أكثر من 30 ألف قذيفة صاروخية، تقدر قيمتها بنحو 23 مليون دولار.

وما يشكك في الرواية الأمريكية، هو أنه بحساب بسيط للمعلومات الواردة في التقرير خاصة المتعلقة بقيمة الصفقة وعدد الصواريخ والقذائف ، سنكتشف أن قيمة الصاروخ الواحد لا تتجاوز 700 دولار فقط، وهو رقم هزيل جدًا بالنسبة للأسعار المتداولة للصواريخ الكورية الشمالية أو حتى العالمية .

يقول خبير عسكري مصري رفض الكشف عن أسمه إن هذه الأرقام المتداولة في الصحيفة الأمريكية بشكل كبير خاطئة، مشيرا  إلى إحتمالية  أن تكون المعلومات المستوفاة من مصدر مجهل لم تكن صحيحة من الاصل وبالتالي "لا يوجد صفقة من الأساس"، لاسيما وأن الصاروخ الذي يتم تصديره من أي دولة يكون له مواصفات خاصة لذلك يتعدى سعره الآلاف الدولارات.

وفي الاونة الأخيرة اتجهت الانظار صوب كوريا الشمالية بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن، الأمر الذي رصدت على آثره وسائل إعلام أمريكية وعالمية أنواع الصواريخ الكورية الشمالية وأسعارها ، حيث نشرت شبكة سي أن أن الامريكية في (انفوجراف) سابق لها متوسط اسعار صواريخ بيونج يانج والتي تراوحت بين 9 ملايين دولار إلى 30 مليون دولار، الأمر الذي يوضح أن هناك تباين كبير في اسعار الصواريخ التي تنتجها بيونج يانج، مما يشكك بشكل كبير في المعلومات التي يتناولها التقرير الواشنطن بوست.