مرصد الازهر: التجنيد في السجون إحدى إستراتيجيات تنظيم "داعش" الرئيسية في استقطاب عناصر جديدة
الأحد، 01 أكتوبر 2017 08:35 م
كشفت وحدة الرصد باللغة الإسبانية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، عن الأسباب الحقيقية التي تسهل على التنظيمات الإرهابية استقطاب عناصر جديدة تعمل لصالحها وتقوم بنتفيذ هجماتها الإرهابية، يأتي ذلك محاولة من المرصد لتسليط الضوء على هذه الآليات تحديدًا، والتحذير منها، والوقوف على الوسائل التي يمكن من خلالها تجنب هذه المخاطر. ومن جديد، يحذر مرصد الأزهر من مخاطر استقطاب "ذئاب منفردة" من داخل السجون.
واكد المرصد فى تقريرة ان التجنيد في السجون، يعد إحدى إستراتيجيات تنظيم "داعش" الرئيسية في استقطاب عناصر جديدة، لا سيما في البلدان الأوروبية، والتي يسعى التنظيم وبقوة أن يصبح له بها قاعدة عريضة من أنصاره؛ لتنفيذ مخططاته الإجرامية بهدف إبراز قوته، وأنه لا يزال موجودا على الساحة. وبعد سقوط التنظيم في العديد من معاقله مؤخرا، اتجه التنظيم إلى بث رسائل تحفيزية لأنصاره في مختلف دول العالم خاصة الدول الأوروبية؛ لتنفيذ هجمات بغية إثارة القلق والفزع في أوساط المدنيين، أي أنه اتجه إلى الاعتماد بشكل شبه كلي على الذئاب المنفردة.
واوضح المرصد باعتبارمن خلال الاعتماد عليهم في تلقين أصحاب الجرائم العامة، مثل جرائم المخدرات والسرقة، ويكون الدخول إلى عقول هؤلاء من باب التكفير عن جرائمهم، ثم يكون التوجيه بتنفيذ هجمات إرهابية تظهر ولاءهم له.
وفيما يخص عملية الاستقطاب في السجون الإسبانية نجد أن هذه السجون تضم حوالي 7 آلاف سجين مسلم من مرتكبي مختلف الجرائم بينهم حوالي 250 من المتورطين في جرائم تتعلق بالتطرف حتى مطلع عام 2017، ومنهم كذلك 226 سجينًا على الأقل لهم علاقة بالجماعات الإرهابية، علاوة على حوالي 80 آخرين وُضعوا تحت المراقبة خشية انضمامهم لهذه الجماعات. ويشير مرصد الأزهر أنه قد لوحظ أن الكثيرين ممن يُعَاقبون بالسجن في قضايا عامة كمخالفات أو سرقة أو مخدرات يخرجون من السجن مؤهلين للقيام بهجمات إرهابية أو مُجنِدين جدد لصالح التنظيمات الإرهابية، ويرجع ذلك بالطبع إلى أنهم خلال فترة السجن يقعون تحت تأثير قادة متطرفين يعملون على تجنيدهم وإقناعهم بهذه الأفكار المتطرفة.
وقد حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عدة مرات قبل ذلك من الاستقطاب في السجون، كان آخرها في تقرير مفصل تحدث عن التخوف من تحول هذه الآلية إلى ظاهرة تروع الآمنين في الداخل والخارج الإسباني، حيث إن هؤلاء "المجندين" جاهزون لتنفيذ أي عمل إرهابي.
واشار مرصد الازهر إن ما أوردته لنا الأخبار مؤخرًا يبين عكس ذلك، بل يؤكد أن هذه الظاهرة آخذة في التمدد ليس لصالح "داعش" فقط بل وتنظيم القاعدة كذلك. لقد استنكر عدد من العاملين في السجون الإسبانية احتفاظ مئات السجناء بصور لأعلام تنظيم داعش وكذلك لزعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في إشارة إلى إمكانية انتشار التطرف الجهادي بصورة كبيرة في السجون الإسبانية.
وأكد مرصد الأزهر على خطورة هذا الأمر، فإنه يدق ناقوس الخطر في هذا الملف، وينادي بضرورة اتخاذ كافة الإجراءت والوسائل اللازمة لإعادة تأهيل المتطرفين.
وأوضح مرصد الأزهر أن هذا ما أشار إليه "لويس إسكوديرو" في تحذيره من إمكانية تحول السجون إلى أماكن ــ أو بالأحرى مدارس ـيخرج منها متطرفون جُدد، وذلك في حالة التقاعس والتواني عن اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب هذه الكارثة. وعن المعوقات، أشار أنها تعود إلى قلة العاملين بالسجون من المختصين بمراقبة السجناء للحدِّ من هذه الظاهرة بواقع موظف أمن أو اثنين لمراقبة حوالي مائة سجين، كذلك قلة الموارد البشرية والمادية، وصعوبة التقصي ومتابعة السجناء بشكل مستمر.
وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من جديد من تفشي هذه الظاهرة في السجون، رغم اتخاذ السلطات الإسبانية عدة تدابير لوقف انتشار الاستقطاب للجماعات المتطرفة بوجه عام وفي السجون بوجه خاص، إلا إنها غير كافية حتى الآن.
وأوصي مرصد الأزهر بضرورة عمل برامج تأهيلية مكثفة للمتطرفين على يد متخصصين وأئمة معتدلين لمراجعتهم فكريًا للعودة عن المسارات المنحرفة، وكذلك عزلهم عن سجناء الجرائم العامة خلال قضاء فترة عقوبتهم؛ منعًا لانتشار هذا الفكر المتطرف والذي دائمًا ما تكون عواقبه وخيمة.