قصة حب من الزمن الماضى
الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 10:00 ص
الحالة التى سأعرضها أصابتنا بالذهول والتفكير، أم تقتل طفلها وتتخلص من الجثة فى مسجد بـ «مدينتى» فقد تلقى مدير مباحث القاهرة بلاغا من رواد مسجد عمرو بن العاص بمدينتى بالعثور على جثة طفل أربع سنوات، ويرتدى ملابسه بالكامل، وبه آثار تعذيب فى الوجه، وملفوفا بملاءة سرير بداخل مصلى السيدات فى المسجد، كشفت التحريات أن من قتلت الطفل أمه، واشتركت فى قتله مع زوجها الثانى، وقد اعتادت على ضربه وتعذيبه بحجة شقاوته ومضايقته لهما، وأنها مازالت عروسا، جريمة أخرى، مراهق يبلغ سبعة عشر عاما قتل شقيقه الأصغر بعد أن تفنن فى تعذيبه عشرة أيام، وقد أكدت التحريات أن المتهم نفذ جريمته بعد أن أعد حفلة لتعذيب شقيقه الذى يبلغ خمس سنوات بالضرب والصعق بالكهرباء وحرقه بالسجائر بالقدمين والصدر وظهر الكفيين وجروح طويلة بالظهر والقدمين وجرح بالعضو الذكرى وكدمة بالعين اليسرى، وقد أكدت التحريات أن الشقيق الاكبر ويدعى محمد رمضان وهو عامل بمحل إطارات سيارات، لأن شقيقة يرغب فى اللعب فى الشارع، قد قتله بهذه الطريقة البشعة، واعترف أمام اللواء محمد عبدالوهاب مدير المباحث الجنائية، ولكن قضيتنا هذا الأسبوع هى جريمة مليئة بالحب والعواطف، وكانت أحداثها على كوبرى قصر النيل، حيث شهد المارة منظرا غريبا وفريدا وكأنهم يشاهدون مشهدا سينمائيا، عندما شاهدوا فتى وفتاة متشابكى الأيدى ويتعانقان ويقفان على سور الكوبرى ثم ينظران إلى بعضهما ثم يقفزان من فوق السور، ويسقطان داخل النهر، استغاث المارة وأسرع بعضهم بالقفز داخل الماء لإنقاذهما ثم خرج شابان يمسكان بالفتاة والفتى، وصفق المارة، ونقلا إلى مستشفى بولاق العام، وبدأت الشرطة فى التحقيق: ما سبب محاولة الانتحار؟ ومن هما وما قصتهما؟ حاول رئيس المباحث سؤال الفتاة بعد أن استردت وعيها ولكنها أشاحت عنه بوجهها، ورفضت الكلام وانخرطت فى البكاء، تركها رئيس المباحث وفتح محضرا لأخذ أقوال الشاب الذى كان معها، والذى نظر إليه فى أسى وقال: لماذا عدتم بنا إلى هذه الدنيا التى تظلم الشباب فى تحقيق أحلامه ورغباته، إننى أريد الموت، نحن نعيش فى دنيا ليس لنا بها مكان، ونشرب كأس الحرمان، اسمى عبدالله إسماعيل عمرى 23 سنة أدير محطة بنزين تمتلكها أمى، وبعد وفاة والدى تركت الجامعة، أبى لم يكن متعلما فقد كان جزارا ويملك محلا كبيرا، وكانت له زوجة ثانية وأولاد، وبعد وفاته كنت أرعى أمى، أقدمت على الانتحار أنا ووفاء، وهى طالبة فى الجامعة وأحبها منذ ثلاث سنوات، فقد جاءت المحطة لوضع بنزين فى سيارتها والتقيت بها وجها لوجه دون موعد، وتطور الحديث بيننا بسرعة، وكنا نلتقى كثيرا، ابتسامتها الجميلة حطمت الحواجز والرهبة فى الحديث، ويومها عدت إلى البيت وكأننى طائر أحلق فى السماء، لم أجرب الحب من قبل، ولم تلفت نظرى أنثى قبلها، فقد كنت شابا بلا تجارب وأحسست بنفسى أفكر فيها، ولكن ظروفها العائلية كانت أعلى منى فى المستوى الاجتماعى، فقد كان لها شقيقان، الأكبر ضابط شرطة والآخر مهندس، وشقيقتها متزوجة من طبيب، ووالدها موظف كبير فى الجمرك، الفتاة كانت خامة طيبة يمكن تشكيلها على النحو الذى أحبه وأهواه، سألتها الزواج فرحبت ورضيت بى، لم أنتظر، أسرعت أخبر أمى فأنا الحمد لله كسيب ومعى محطة بنزين، وشقة كبيرة أسكن بها أنا وأمى فى شبرا، ولم تكن هناك مشكلة سكن، وأمى ست طيبة ومريضة وقد رأت وفاء أكثر من مرة وأحبتها، أخذت امى وذهبنا إلى أسرتها وسمعت من والدها أن احترم نفسى وابحث عن عروس تناسب مستواى ورفض حديثى أو الكلام معى، خرجت مكسور النفس ولكن حبيبتى التقت بى وطلبت منى عدم اليأس، وأنها سوف تحاول مع أمها وشقيقها المهندس، وبالفعل ذهبت مع أمى مرة ثانية ووجدت مقابلة كلها رفض ولكن بطريقة مختلفة، فقد قال والدها الرجل الكبير شوف حتى تتزوج ابنتى وفاء لا بد أن تقدم لها شبكة بـ 100 ألف جنيه وشقة بها خمس حجرات بالمهندسين، ومهر لا يقل عن مئة ألف، والحقيقة إن متقدم لها طبيب جراح، وكل هذه الطلبات قد عرضها علينا، فإن قدمت هذه الطلبات سوف نوافق عليك، حديثهما كان صدمة لى، ولم أعلق عليه، انسحبت أنا وأمى ذليلا عاجزا وقابلت وفاء حبيبتى بعد ذلك وبكت وأعلنت أنها لن تتزوج غيرى، وأنها تفضل الموت، اتفقنا على الانتحار وقمنا بإعداد طريقة الانتحار بعد أن تناولنا كوبين من اللبن، وعندما سألتها لماذا اللبن ردت فى براءة حتى نكون فى صفاء نفسى، وتركت رسالة وداع لأمها وقفزنا إلى المياه.
قال رئيس المباحث: إنت متهم بمحاولة الانتحار وقتل نفسك.
رد هو: كنت فى حالة يأس وإحباط، ووفاء حبيبتى هى صاحبة الفكرة، وأنا اقتنعت بها هروبا من اليأس، النهاية كانت فى حضور وكيل نيابة بولاق الدكرور، وحضور عائلة الفتاة، وأم الفتى وسأل وكيل النيابة وفاء ما هى أقوالك؟ ردت: إننى أحب عبدالله وإننى على استعداد للانتحار مرة أخرى، وإننى أحبه لأنه زوج مناسب لى.
انتهت القصة بعقد زواج الحبيبين بعد أن وافق والد الفتاة، ورحب بالعريس وانطلقت الزغاريد.. وهذه خاتمة قصة حب من الزمن الماضى.