الأب والابنة ومحامى الحب والحنان

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 10:00 ص
الأب والابنة ومحامى الحب والحنان
عبد الله الأشعل و هند الأشعل
فوزية الأشعل

¶وهى طفلة وضعت قدمها على طاولة المدرسة كى يشاهد زملاؤها «جزمتها» الجديدة بدل «المقطعة»
¶رغم غضبها لم تكن عدوانية ولا شرسة.. وظلت على فطرتها موهوبة بالحب
¶خشيت على هند من الفن والتمثيل فهربت دون علمى إلى الإعلام
¶لو سألتنى عن رأيى كنت سأقول لها: لا.. لأن القاضى يحكم بالأوراق.. وليس بالمشاعر
¶لو كان الأب جزارا مثلا فهل سيقنع المحامى ابنته لرفع الدعوى
¶أقول لمعتز الدمرداش.. هل السبق الإعلامى مبرر لتحطيم الأسر والعائلات؟!
 
أما هند الأشعل ابنته الموهوبة جداً فهى خريجة كلية الفنون الجميلة بالزمالك، فنانة موهوبة وكاتبة وشاعرة ترسم كأنها طفلة فى السادسة وتلك عبقرية رسمها كما قال لها الفنان مصطفى حسين رحمة الله عليه: «كونى أنت وأنت ترسميه، لديك فطرة عجيبة، سيكون لك مستقبل كبير»، كانت تهوى التمثيل والإلقاء، وقفت على خشبة المسرح أمام الفنان/ بيومى فؤاد فى بداية عمله، لكننى خشيت عليها من حياة الفن والتمثيل، وتمنيت أن تركز فى ريشتها المتميزة، لكنها، هربت دون علمى إلى الإعلام فى فترة خطيرة، فقد كانت تعشق الإلقاء، وتميزها فى اللغة العربية، فتح أمامها الأبواب، لأن تصبح مراسلة متميزة فى فترة قصيرة وخطيرة، هى فترة الثورة التى ملأت عقول الشباب بالكثير من المفاهيم وراحوا مدفوعين بشعارات حماسية لتحقيق طموح هبط علينا من السماء دون مقدمات، فلم تكن هناك فترة إعداد لثورة حتى نستوعبها ونمتص ما فيها، ونرمى بما هو غريب عنا، فى سلة المهملات حتى لا نصطدم به ثانية، فتتعرقل مسيرة حياتنا.. وكأن شيئاً لم يكن.
وكما هى فى شبابها، كانت فى طفولتها، فطرية، بسيطة، هادئة، لم تكن يوماً عدوانية، ولم أشم فيها رائحة الشراسة، رغم غضبها، كان غضباً فطرياً مثلها، عكس شقيقتها سارة، كان غضبها شقياً، ويرجع ذلك إلى طاقتها المفرطة، التى أحببتها فيها رغم إرهاقها لى.
أذكر يوماً وهى فى مرحلة الطفولة «kj1» على ما أذكر، ذهبت إلى مدرسة فصلها وهى فى بداية الشرح وقفت أمام الصف ورافعة قدمها، ومحدثة الجميع: «مس.. مس.. ماما جابت لى جزمة جديدة بدل الجزمة.. المقطعة». 
تلك هى على سجيتها وفطرتها منذ طفولتها وحتى الآن وكثيراً ما حاولت حتى أغير تلك الفطرة المفرطة التى كثيراً ما تأذت بها، لكنها هى هكذا هند الأشعل، التى ظهرت فى كثير من برامج التليفزيون كإعلامية متميزة بطلتها الجميلة وإلقائها الحلو، تزوجت من زميل عملها فى فترة شعارات ثورية كانت صبورة إلى أقصى حدود الصبر، أن تنتظر أكثر من خمس سنوات حتى يتمكن زميلها هشام من تأسيس عش الزوجية، وشاركته، تأسيس بيت جميل، اختارت كل قطعة فيه بفن موهوبة، وحس شاعرة، وكان هشام رحمة الله عليه سلساً معها، حقق لها حلمها الفنى، وكان زميلها فى نفس القناة، وشاءت الأقدار أن تغتاله يد الإهمال على طريق السويس وهو فى طريقه إلى أهله، وفى حادث مرورى مروع بعد ستة أشهر، تنتهى قصة هند وهشام على الطريق، بدماء على الأسفلت، ولا أدرى لماذا قررت أن تكون شجاعة إلى أقصى درجة، تحبس دموعها،وتكابر... وتقرر أن تكون بطلة، فى لحظات يصعب فيها أن تكون كذلك. 
امتصت صدمتها ووزعتها على جميع أجزاء جسدها وخرجت لتكمل طريقها فى الحياة، كانت مصدومة وترفض الاعتراف بذلك، ويبدو أنها تغامر بنفسها وتثبت أنها بالفعل شجاعة فقررت أن تتزوج بزميل أخر، تقدم لها، ولم تكن فى وضع طبيعى فقد كانت سنوات حبها لهشام الزوج الذى لقى مصرعه بعد ستة أشهر من الزواج، كان حبها لم يغادرها، وكانت صدمتها جلية، كانت تخفى دموعها، وقررت أن تشفى داءها بنفسها، وقلت للعريس المصر على الزواج بها: إنها فى وضع غير طبيعى.. ما تزال تعيش صدمة موت زوجها.
لكن الزوج أصر، ولم يستوعب معنى «زوجة مصدومة... تصارع نفسها من أجل إثبات أنها إمرأة شجاعة».
أتحدث عن البراءة التى تحولت إلى حزن، عن الطموح حين يداس بالأقدام حين يتقرر أن تترك وظيفتها وهى فى قمة نجاحها، حين يقال لها إن والدها ميوله إخوانية وهى تعرف أنه لم يكن يوماً من الإخوان ولم تكن له فى يوم من الأيام ميول إخوانية حين يتقرر تركها لعملها الذى تعشقه، هنا... تكون الصدمة، والصدمة هنا ليست فى شخص كانت تنتظر منه أن يمد لها يد العون فقد أعطاها الله من المواهب ما يجعلها تسجد شاكرة على نعمة، إنها ترسم وتكتب، وتلقى شعراً، وتعمل فى قناة فضائية إنها موهوبة بالحب، والحب يصنع المعجزات، وحين تكون موهوباً وعاشقاً، فإنك لا يمكن أن تكره أبداً حتى لو قررت ذلك. 
كان يحلو لى أن آخذها من عملها، حتى ترسم لى موضوعا، ورسمت للثورة (يعنى إيه ثورة وطن) من أشعارى، وريشتها الطفولية.
وتحولت الأشعار إلى أغنية بصوت المطربة (مى ومجموعة أطفال) بالأوبرا تحت إشراف الإعلامى الكبير وجدى الحكيم رحمة الله عليه، ويوم تقرر تصويرها للتليفزيون، منعنا الإخوان من دخول المبنى، وتحت التهديد، لم يتم تصوير الأغنية ومات الأستاذ وجدى الحكيم، دون أن يحقق حلمه بتصوير ثلاثين أغنية عن الثورة قام بنفسه بالإشراف عليها.
وحتى أستوعب الحياة وتستوعبها هى أيضاً، قررت أن أكتب أشعاراً عن الإرهاب وقالت: الموضوع صعب، وحولت الموضوع الصعب إلى كلمات سهلة بسيطة، رقيقة رغم صعوبة الموضوع، وأخذت الغلاف بريشة الفنان مصطفى حسين كان قد رسمه لى ضمن عشر أغلفة خاصا بها، وقدمت إلى الهيئة العامة للكتاب، وإلى رئيس مجلس الإدارة «الإرهاب والعالم» أشعار فوزية الأشعل، رسوم هند الأشعل، الغلاف بريشة الفنان مصطفى حسين.
وإختفى الديوان تماماً من الهيئة العامة للكتاب سألت الدكتور هيثم الحاج على رئيس مجلس الإدارة عن ديوان اختفى، والإهداء إلى الرئيس السيسى... فى حربه ضد الإرهاب».
من الذى سرق الديوان؟ ولماذا؟ وما هو حجم فنانه صغيرة مـوهوبة حتى تختفى أصول رسومها، ويختفى الديوان... من الديوان... من الهيئة وكعادتها... تحاول أن تجد مخرجاً لنفسها، لاذت بصمتها، وقررت أن تكتمل، لم تفكر يوماً فيها، طيلة ثلاثين عاماً تقريباً، أعايشها، ورغم خلافى معها فى كثير من الأحيان، إلا أننى كنت أحترم فيها فارق الأجيال، وإخـتلاف التـجارب.
أين التفت الأستاذ طارق العوضى محامى حقوق الإنسان كما يحلو أن يطلق عليه وكيف وبعد هذه السنوات، تشكو له والدها، الدكتور عبدالله الأشعل؟ وهل هى من الذكاء القانونى الذى يسمح لها برفع دعوى قضائية تحت عنوان «أقاضى أبى لأنه لم يرعنى بحنانه»، أقنعها الأستاذ المحامى طارق العوضى بأنه سيسجل بهذه الدعوى القضائية سبقاً فى تاريخ القضاء، وأنها ستسهم فى عمل سيكتب باسمها، لأنها سترغم الإباء على رعاية الأبناء ولو بدعوى قضائية.
لو ناقشتنى قبل الخروج على الهواء لقلت لها: لا، القاضى يحكم بأوراق ومستندات وشهود وأدلة، ما هى مستندات الأستاذ طارق العوضى المحامى فى هذه القضية؟ لكنها فاجأت الناس بالخروج على الهواء من قناة المحور 90دقيقة مع الأستاذ معتز الدمرداش والأستاذ المحامى الذى سبق ذكر اسمه، كانت المفاجأة هذا الهجوم الشرس من جميع الأطراف ضد الدكتور الأشعل، الذى وفيما يبدو أنه تفاجأ هو الآخر، فخرج عن شعوره فى مداخله بسرعة وتحول الأمر إلى ما يشبه الصدمة «للمشاهد» أولاً وقبل كل شىء.
كيف تمكن الأستاذ العوضى من إقناع هند الأشعل بالخروج على الأعراف ليضعها فى مثل هذا الموقف بمنتهى البساطة، ويجعل منها كبش فداء ويضعها فى «فخ» يصعب الخروج منه، فالمجتمع المصرى ثوابته راسخة لا تقبل انتهاكها، حتى ولو كان الأمر تحت مظلة القانون. 
الأستاذ العوضى أقنع هند بقضية يعرف رد فعل المجتمع المصرى فيها وحين قرر أن يخوض تلك المعركة فهو بالتأكيد يدرك تماماً أن الخاسر فى هذه القضية هى هند الأشعل، لأنها قضية أعراف متوارثة لا علاقة لها بالشجاعة والإقدام، وتسجيل سابقة قانونية فى تاريخ القضاء المصرى.سألت أحد كبار الصحفيين: لو استبدلنا الدكتور عبدالله الأشعل... برجل عادى.. موظف أو جزار مثلاً، هل كان الأستاذ طارق العوضى سيقبل أن يدافع عن صاحبته ويجلس على الهواء.. ويناقش الجزار فى أمر إهماله لابنته؟ وضحك الأستاذ الصحفى قائلاً: بالتأكيد لا... لأنه كان سيخاف من الجزار! وسألته: قل لى... من هو المحامى طارق العوضى؟
أعتقد أنه أعلن مرات أنه ينوى الترشح لرئاسة الجمهورية.
إذن.. هذه بداية دعاية انتخابية!
ويبقى السؤال المهم الأستاذ سامح عاشور نقيب المحامين.
«ألا توجد ضوابط لاختيار القضايا التى يقبلها المحامى، وإذا ثبتت نية المحامى فى التشهير أو استغلال القضية لدعاية له أو لغرض ما.. فما هو دور النقابة فى ذلك؟
لا توجد قضية حب وحنان فلماذا نحمل هند فوق طاقتها.
الأهم من ذلك، ألم يفكر الأستاذ المحامى فى وقع ما طرحه على الهواء على الأم؟ وما تعرضت له وما تتعرض له؟ تعرضت هند لأزمة صحية طاحنة وتعرضت الأم لجلطة نجت منها بأعجوبة وما زالت تعالج، ناهيك عن أطراف عائلته.. تنتظر.. وماذا بعد؟.
الأكثر أهمية إلى الإعلامى معتز الدمرداش، حتى لو كانت هناك حرية فى اختيار ما يطرح عير القنوات الفضائية، فهناك ما يسىء إلى المجتمع، ويجب أن نفكر فى هذا الموضوع الذى يطرح عبر الهواء ويدخل إلى كل البيوت «يجوز أولا يجوز» لابد أن يكون هناك فريق إعداد لديه حس إعلامى ورقيب داخلى، فالقضية... ليست فرقعة بها سبق إعلامى ونحطم بها أسراً وعائلات،  فهند التى تشكو حب والدها تتعرض لمحنة علاقة مع الأم وأفراد العائلة.
عزيزى المحامى الذى يدافع عن حقوق الحب وحق المواطن فى الحب والحنان، هل هذه هى القضية التى ستكون محط اهتمامك وأنت تطرح برنامجك لرئاسة الجمهورية؟ 
من ديوان فتافيت ناس:
- ملهوش بيت ولا أهل
- ملهوش حاجة
- أصله جه فى الدنيا زيادة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قوللى يا قاضى
- أنا مش فاضى...
- فى أيدى قضية 
- إستنيت العمر بحاله
- شاب الشعر
- وانحنى الضهر
- وأنا بستنى حكم القاضى
- بس القاضى... طلع مش فاضى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بتعلمونا إزاى نوطى
- بتعلمونا إزاى نطاطى
- بتعلمونا إزاى نمأمأ
- بتعلمونا إزاى نكاكى.
الحلقة القادمة: 
- ومن وراء حملة (قضية هند الأشعل والدكتور عبدالله الأشعل) 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق