جماعة إسرائيل أولاً..مفاجأة نقدمها للبرلمانى عماد جاد.. ثورة يونيو مصرية.. دفع المصريون فقط ثمنها
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 11:00 ص
هل الدكتور عماد جاد عابر سبيل بحيث لا يلتفت أحد لتصريحاته وكتاباته؟
الحقيقة هو مقيم، بل ومنتشر وليس عابر سبيل، فهو حاصل على درجة الدكتوراة ونائب بالبرلمان المصرى، ويشغل منصب نائب مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وتولى رئاسة أكثر من فضائية شهيرة، إضافة إلى انتمائه لحزب له ممثلين تحت قبة البرلمان، فضلًا عن مقالاته المتتابعة فى جريدة الوطن التى تعد من أهم الصحف اليومية الخاصة. وعلى ما سبق يجب التعامل مع تصريحاته وكتابات الدكتور عماد بوصفها تصريحات مسئولة يطلقها مصدر مسئول أو على الأقل عاقل!
أحدث ما أطلقه الدكتور الباحث السياسى عماد جاد من تصريحات جاءت عبر مقاله الذى نشرته الوطن تحت عنوان «لقاءات الرئيس فى نيويورك».
ترك السيد جاد تحليل حصاد الرحلة الرئاسية، وهذا هو دوره الأول والأهم بوصفه باحثًا سياسيًا، وراح يناقش قضية عميقة جدًا وخطيرة غاية الخطورة وهى القضية الفلسطينية، وقد تعرض لها فى سطور قلائل، فى محاولة منه لإدخال المارد فى القمقم، ثم تخلص من الهم الفلسطينى ليذهب مباشرة إلى مربط الفرس ورسالة المقال وذلك عندما قال ببساطة كأنه يتخلص من عقب سيجارة، مخاطبًا جموع الشعب المصرى: «علينا أن نضع المصلحة الوطنية المصرية فى المقدمة ونتحلى بالموضوعية، ونعترف بأن إسرائيل لعبت دورًا مهمًا فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطًا كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر».
ما كل هذا اليقين يا سيد عماد؟
أين دليلك الذى لا يدحض على تدخل إسرائيلى لمساندة ثورة يونيو؟
هل الملايين التى نزلت للشوارع مطالبة بالتخلص من حكم المرشد، كانت قبل هبوطها للميادين والشوارع قد نسقت مع أجهزة الاستخبارات الصهيونية!
الدكتور عماد يعرف قبل غيره أن الجيش المصرى خلال السنوات الست الماضية قد تحرك لصالح شعبه ثلاث مرات، الأولى عندما نزل للشوارع للحافظ على مؤسسات الوطن أثناء ثورة يناير، وكان تحرك الجيش على مرآى ومسمع من العالم كله، وكان مبارك كنزًا استراتيجيًا لقوى إقليمية ودولية، ومع ذلك لم يتراجع الجيش وظل مقيمًا فى الشوارع حتى نزل مبارك على إرادة الشعب وغادر القصر الرئاسى، فأين كانت إسرائيل من ذلك التحرك المشهود.
التحرك الثانى كان فى الثلاثين من يونيو وذلك عندما ضاقت الشوارع بجموع الثائرين الرافضين لحكم المرشد، وكان التحرك كسابقه معلوما مشهودا، ولم يتراجع الجيش رغم الجعجعة الدولية، الغربية الأمريكية على وجه الخصوص، فأين دور إسرائيل فى المساندة!
يقول الدكتور عماد: إن نتنياهو قد أرسل وفودًا للضغط على الكونجرس لكى يتبنى رؤى موضوعية للأحداث التى تجرى فى مصر، يا رجل أباحث عاقل يقول ذلك؟!
أين يا دكتور رؤى الكونجرس الموضوعية؟
هل نسيت سريعًا أن الكونجرس قد ناصب الثورة المصرية منذ انطلاقها فى الخامس والعشرين من يناير العداء؟
هل نسيت إيقاف المعونة العسكرية؟
هل نسيت تعطيل صفقة الطائرات؟
هل نسيت التهديد الدائم بقطع المعونة؟
هل نسيت تخفيض المعونة؟
هل نسيت الحرب الإعلامية الشرسة التى شنها الأمريكان ضد الثورة المصرية؟
إن كان أحد يكره الثورة المصرية فهو هذا الكونجرس، فأين الدور المهم الذى قام به نتنياهو؟
ثم تحرك الجيش بدون علم أحد -أى أحد- لضرب معسكرات الدواعش فى ليبيا، قصاصًا لذبحهم مواطنين مصريين كانوا يعملون فى ليبيا، ويومها يا سيد عماد قامت قيامة الأمريكان وغيرهم على الجيش المصرى، ورطنوا حول ضرورة الحصول على إذن لكى يدافع الجيش عن شعبه، والحمد لله لم يحصل الجيش سوى على إذن شعبه وقام بمهمته دون منّة من أحد ولا سابق فضل.
إن المصلحة الوطنية الحقة يا دكتور عماد توجب علينا الحذر كل الحذر من عدو لا يكتم عداءه كما توجب علينا ألا نهيل التراب على منجز مصرى خالص اسمه الثورة المصرية على تباين موجاتها واختلاف مراحلها، لأن الثورة هى بالأساس ضد الهيمنة الخارجية التى لا تريد لنا الخروج من المربع صفر.
يا دكتور عماد إن كنت وفريقك تريدون التحالف مع إسرائيل فهذا قراركم تدفعون ثمنه، ولكن من المسئولية ومن التعقل ألا تنسب فضلًا لغير أهله، ثورة يونيو أزاحت الإخوان بسواعد مصرية، مصرية فقط، وقد دفع المصريون شعبًا وجيشًا الثمن، بل لا يزالون يدفعون، أم لم تصلك أخبار الإرهابيين المتربصين فى سيناء؟
راجع دفاترك فلعل ذاكرتك تنتعش بحقائق تتجاهلها لغرض فى نفسك.