بين تهوين "الصحة" وتهويل آخرين.. "البنسلين طويل المدى" ينضم إلى قائمة نواقص الأدوية

الجمعة، 29 سبتمبر 2017 08:00 م
بين تهوين "الصحة" وتهويل آخرين.. "البنسلين طويل المدى" ينضم إلى قائمة نواقص الأدوية
أدوية - أرشيفية
آية دعبس

"لم تتجاوز 25 صنفا"، ذلك هو عدد نواقص الأدوية حسبما أعلن الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، مستندا على إحصاء الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة الشهر الماضى، متجاهلا ما أعلنته نقابة الصيادلة عن وجود نقص بـ1200 صنف، تلك الأرقام التى قد تكون أقرب إلي الواقع، والذي يشعر به المريض حال توجهه لصيدلية لصرف روشتة طبيب، ليبدأ مشواره "كعب دائر" على الصيدليات حتى الوصول للعقار المطلوب.

 

لم تكن نقابة الصيادلة الجهة الوحيدة التي أعلنت عن زيادة عدد نواقص الأدوية، فقد أعلن المركز المصري للحق فى الدواء عن اقتراب عدد نواقص الأدوية من 1400 صنف، إلا أن وزير الصحة وجد أنه لا يحق لأي جهة أخري إلا وزارته الإعلان عن عدد النواقص، قائلاً: "لو في أي نواقص أنا المسؤول الأول عنها، وليس من حق أي جهة إصدار النواقص غيرى".

 

نقص البنسلين

وفي الوقت الذي ركزت فيه وزارة الصحة على صحة أو خطأ عدد نواقص الأدوية المعلنة، حذر الدكتور على عبد الله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء، من نقص عقار البنسلين طويل المدي، والخاص بعلاج مجموعة من الأمراض، من بينها الحمى الروماتيزمية، مشيرا إلى أن هذا العقار يحتاج له قطاع عريض من الأطفال وكبار السن، ويزيد استخدامه فى الشتاء أكثر من الصيف، حيث يحصل المريض متوسط حقنة كل أسبوع فى الصيف، والشتاء حقنة كل 3 أسابيع، لافتا إلى أنه رغم ذلك بدأ منذ فترة فى تناقص واضح من الصيدليات، رغم ما أكده الوزير توافره فى الأسواق.

 

وأضاف "عبدالله"، لـ"صوت الأمة": "هناك صراع بعيد عن الدقة فى تصريحات نواقص الأدوية، فلا يوجد فى مصر من يملك عدد محدد للنواقص، لأنها متغيرة، فلا يمكن لأي أحد أن يحصرها، النقابة تؤكد أن النقص 1400 صنف، والوزير يقول 25 صنفا، وجهات أخرى تعلن عن عدد آخر، وفى النهاية القضية ليست فى الكم، لكنها فى الكيف، قد يكون بالفعل 25 صنفا دوائيا فقط بها نقص، لكنها أدوية حيوية تتعلق بالحياة، وقد يؤدي غيابها إلى وقوع وفيات".

 

وأشار إلى أن تعاون كافة الأطراف المعنية بالأدوية، خاصة الأطباء، فى كتابة بدائل الأدوية ستحل جزءا كبيرا من المشكلة، مستنكرا تصريح الوزير حول عدد من النواقص، قائلا: "كيف للوزير أن يتباهى بوجود نقص فى 25 صنف فقط؟، على الوزير أن يعلن عن إحصائيات الوزارة عن مرضى الحمى الروماتيزمية على سبيل المثال، لبيان مدى إمكانية أن تستوعب الكميات الموجودة من البنسلين عدد المرضي، فقد كان هناك حوالى 6 شركات تنتج الدواء نفسه على الأقل، لكن العام الماضي أصبحت شركة واحدة فقط، وأخيرا أصبح غير موجود الدواء من الأساس، فلا يوجد فى السوق بنسلين طويل المفعول، وهناك بعض المعلومات التى تؤكد أنه بدء فى الظهور فى السوق السوداء".

 

3 ملايين عبوة معطلة لبطء إجراءات وزارة الصحة

فيما أكد محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق فى الدواء، أن قسم المتغيرات بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، يعطل الموافقات الخاصة بوصول 3 ملايين عبوة من البنسلين، إلى مصر من الصين، بسبب البطء الشديد في الإجراءات، لافتا إلى أن اللجنة المنوط بها التخليص برئاسة الدكتورة رشا زيادة مديرة الإدارة المركزية، والتي ترأس أيضا لجنة التسعير.


حل 70% من نواقص الأدوية باستخدام الاسم العلمي

من جانبه، قال الدكتور أحمد أبو دومة، عضو مجلس نقابة الصيادلة، المتحدث باسم النقابة، إنه تلاحظ بدءا من الشهر الماضي، وجود نقص فى بعقار البنسلين طويل المدى، وما زالت الأزمة مستمرة، مشيرا إلى أن التضارب بين أعداد نواقص الأدوية ترجع إلى كونها عملية متغيرة، لافتا إلى أن علميا لا يمكن التصريح بنقص الدواء، إلا فى حال اختفاء الدواء وجميع بدائله ومثائله.

 

وأضاف "أبو دومه"، لـ"صوت الأمة"، أن المشكلة ترجع إلى أن المريض المصري، وبعض الأطباء يتمسكون باسم تجاري محدد، الذي ربما أن يكون غير متوفر، ما يشعرهم بوجود نقص فيه، رغم وجود 3 بدائل له باسم شركات أخرى، حتى أن 70% من قضية النواقص يمكن حلها، إذا اعتمدنا على أسلوب الاسم العلمي، وكتابة الأدوية بالمادة الفعالة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق