لماذا يرتدي أبو بكر البغدادي عمامة "الشيعة السوداء" في خطاباته الدموية؟

الجمعة، 29 سبتمبر 2017 07:00 م
لماذا يرتدي أبو بكر البغدادي عمامة "الشيعة السوداء" في خطاباته الدموية؟
أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش
ماجد تمراز

بكلمات تقطر دماً، يخرج علينا أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، ليدعو أنصاره دائماً إلى القتل والدم والذبح، مرتدياً زيه الأسود المُعتاد، وعمامته السوداء التى طالما أثارت الكثير من الجدل، وظهرت خطاباته الأخيرة مُتخبِطة يسودها الخوف من مصير أوشك أن يكون محسوماً، خاصة بعد سلسلة الهزائم التى تلقتها داعش فى الفترة الأخيرة بدابق وسد الموصل، ومناطق سليمان بك وتل الورد وقرية مكتب خالد بمحافظتى كركوك ونينوى، فضلاً عن الخسائر الفادحة للتنظيم بمحافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وبابل.
 
ولكن ما السبب الذى يدعو رئيس تنظيم داعش لإرتداء العمامة السوداء؟، أجاب "البغدادى" فى إحدى تغريداته على موقع التواصل الإجتماعى "تويتر" فى وقت سابق على هذا السؤال، وقال إن السبب وراء ذلك هو اتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فى فتحها، حيث كان مرتدياً عمامة سوداء وقتها، ولكن يبدو أن الأمر ليس حقيقياً، والهدف من ارتداءه هذه العمامة ليس سنة عن النبى محمد وقت فتح مكة.
 
"العمامة السوداء"، هى جزء هام من زى علماء الشيعة، وبشكل خاص من هم من نسل الإمام على ابن أبى طالب، ويُطلق عليه بين معتنقى المَذهب الشيعى لقب السيد، ويلبس علماء الشيعة العمامة كتقليد يعبر عن أصالة هذا المظهر الذي يشابه لباس المسلمين الأوائل، حتى أصبح هذا المظهر أحد أهم تقاليدهم، وجزء لا يتجزأ من زي علمائهم ومن يعتبرونهم من نسل الإمام على إبن أبى طالب، كما أن لكل لون عمامة دلالة عند الشيعة كالعمامة الملونة والبيضاء.
 
فعلى الرغم من الإختلاف المذهبى الكبير بين مُعتقد أبو بكر البغدادى وتمثيله للمذهب السُنى، فقد تشابه زيه كثيراً مع زى أئمة المذهب الشيعى، وبشكل خاصة العمامة السوداء التى مازالت جزءاً من التراث الشيعى وأحد الملابس التى تُميز من هم من سلالة الإمام على ابن أبى طالب، ويبدو أن الأمر جاء من قبيل الصدفة، خاصة وأن هناك معارك طاحنة بين الجبهتين، وضعفت جبهة التنظيم الإرهابى بسبب كثرة الجبهات التى يحارب بها حتى فقد الكثير من المناطق التى احتلها ولعل أهمها مدينة الموصل التى أتخذوها كعاصمة لهم.
 
وجاءت كلمة أبو بكر البغدادى الأخيرة، التى بثتها قناة الفرقان، المنبر الإعلامى للتنظيم الإرهابى، مُتخبطة ومُشتتة، فتحدث عن الأزمة التركية الكردية، فقال إن تركيا تعيش مخاوف عديدة من تمدد الكرد على حدودها، ما يدفعها إلى قتالهم حتى لا يطمع كرد تركيا في الاستقلال أيضًا ولكنها لا تقدم على محاربتهم خشية من غضب أسيادها الأميركيين والأوروبيين".
 

كما تحدث بتخبط شديد عن الفصائل الفصائل السورية والتي تتبنى أيدلوجية دينية تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي، وعلى رأسها جبهة النصرة – فتح الشام، والتي كانت إحدى ألويته حتى عام 2013، وكأأنه استشعر الخوف من النهاية المأسوية القريبة التى سيشهدها.

كما أن البغدادي في حديثه خاطب الفصائل بالانضواء تحت راية داعش والعودة تحت قيادته مجددًا، بهدف توحيد جبهات القتال ضد النظام السوري والميليشيات الداعمة له والقوات الروسية، قائلًا: "أفيقوا من ثباتكم يا أهل السنة في الشام وعودوا إلى ربكم"، ما اعتبره مراقبون استجداء للفصائل السورية لتعويض النقص العددي في صفوف التنظيم.

في ظل حديثه عن الفصائل السورية، اعترف بالدعم التركي لها، مطالبًا قادتها بعدم الانصياع لتعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقوله: "لا يغرنكم الإخواني التركي المرتد".

كما اعترف "البغدادي"، أن عناصره يعيشون "انتكاسة نفسية" بعد الهزائم المتكررة في الآونة الأخيرة، وهو ما بدا في حديثه عن المؤسسات الإعلامية التابعة للدول المحاربة للإرهاب، داعيًا من أسماهم أنصار التنظيم: "اجعلوا مراكز إعلام دور الكفر في مرمى أهدافكم ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف"، وأصدر أوامره بعدم الحديث عن الخسائر والهزائم، بقوله: "إياكم أن يحدث أحدكم نفسها بالهزيمة أو الخسائر أو المفاوضة أو الاستسلام وتسليم سلاحه"؛ وذلك لوقف نزيف الروح المعنوية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق