قصة تحول "ليلة إبليس" إلى خميس رفع الأسعار

وقف عجوز أمام كشك صغير بمنطقة إمبابة لشراء مستلزمات منزله وفوجئ بصاحب الكشك ينصحه بشراء كروت شحن للهواتف المحمولة لأفراد عائلته وشحنها قبل ارتفاع أسعارها، فقال العجوز بلهجة حزينة: "ارتفاع اسعار الكروت إمته وإزاى؟!"، فرد صاحب الكشك "القرار طلع النهاردة الخميس يا حاج وهايتطبق من بكرا الحق اشحن قبل الغلا"، فقال العجوز "على أيامنا كان يوم الخميس الليلة الحمرا لكن دلوقتى ليلة غبرا بيرفعوا فيه أسعار كل حاجة".

وعلق فى نفوس المصريين على مدار مئات السنوات أن يوم الخميس يعتبر من أهم الأيام للأسرة المصرية فيليه الجمعة إجازة أسبوعية وبالتالى يستطيع السهر والمرح يوم الخميس، كما اشتهر أيضا بأنه ليلة حميمية بين الأزواج، إلا أن بعد وقوع قرارات عديدة فى الفترة الأخيرة بزيادة الأسعار وتتوافق دائما فى يوم الخميس فأصبح هذا اليوم ليلة الكوابيس لدى الأسرة المصرية.

كان آخر قرار اتخذ برفع الأسعار يوم الخميس هو قرار ارتفاع أسعار كروت شحن التليفون المحمول بنسبة 36% بقرار من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات والتى تم الاعلان عنها أمس الخميس على أن يتم تطبيقها بدءا من اليوم الجمعة.

وإذا ألقينا نظرة على القرارات التى اتخذت برفع الأسعار يوم الخميس بدءا من عام 2017 فنجد أنه فى الخميس 12 يناير من العام الجارى، أعلن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، زيادة أسعار ما يصل إلى 3 آلاف صنف دوائى من المستحضرات المتداولة فى السوق المصرية، ما ترتب عليه اضطراب فى سوق الدواء.

الصدمة الكبرى للمصرين كانت يوم الخميس 29 يونيو الماضى بزيادة أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ٨ أشهر، بنسب تراوحت بين 42% و100%. ولا تخلو الصدمات من قرار رفع أسعار الكهرباء ففى يوم الخميس 6 يوليو، أعلن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، فى مؤتمر صحفى، زيادة أسعار شرائح استهلاك التيار الكهربى.

وأخيرا قرار الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بارتفاع أسعار كروت شحن التليفون المحمول بنسبة 36% أمس الخميس الموافق 29 سبتمبر 2017.