40% من المراهقين معرضين للإصابة باضطرابات الغذاء النفسية
الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 10:55 مابراهيم محمد وهيثم الشرقاوي
قالت الدكتورة سهير الغنيمي نائب مدير مركز الطب النفسي أن 40% من المراهقين معرضين للإصابة باضطرابات الغذاء النفسية، و20% منهم معرضون للانتحار حيث أن نسبة محاولات الانتحار بين مرضى الشرهة العصبية أكبرمن الأمراض الأخرى، بينما نسبة نجاح محاولات الإنتحار فعلياً بين مرضى فقدان الشهية العصبي أكبر؛ في حين أشار ا.د. هشام رامي الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بـوزارة الصحة إلى وجود فجوة كبيرة بين المرض وأماكن العلاج خاصة أن نسبة انتشار المرض في الإناث بالنسبة للذكور هي 4:1%، كما أن نسبة التردد على عيادات اضطرابات الغذاء النفسية عالية جدا.
جاء ذلك خلال مؤتمر "التحرر من ضطرابات الغذاء النفسية" الذي نظمه مركز الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، والذي أوصى بإعلان مرضى إضطرابات الغذاء النفسية فئة غير مهمشة، عمل عيادات لعلاج المرض بالمؤسسات الطبية المختلفة على غرار تلك الموجودة بمركز الطب النفسي، تبني حملات توعية قوية للآباء بخطورة إضطرابات الغذاء النفسية.
وحضر المؤتمر الذي يتم تنظيمه لأول مرة في الشرق الأوسط الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة، الدكتور محمود المتيني عميد كلية الطب، الدكتور هشام رامي الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، والدكتور أحمد سعد مدير مركز الطب النفسي.
وأضاف الدكتور محمود المتيني أن قسم الطب النفسي متداخل مع مختلف الأقسام الطبية، وأنه شخصياً يدعم التخصصات والأنشطة الجديدة في إطار مؤسسي مدروس بعيداً عن العشوائية لذلك قام بتوفير أماكن لعيادات اضطرابات الغذاء.
وطالب المتيني الدكتور أحمد سعد مدير مركز الطب النفسي بالمشاركة الفاعلة في مؤتمر الكلية الذي يقام في شهر مارس من كل عام حيث سيتم عمل مؤتمرات الأقسام المختلفة بالكلية على هامش المؤتمر لإعطائه ثقلاً على ثقله، موجها الشكر للدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي والرئيس الفخري للمؤتمر على فكرته في إنشاء مركزاً للطب النفسي بكلية الطب وجهودة مؤخرا في تطويره أيضا.
وأشاد الدكتور عبد الوهاب عزت بكلية الطب واصفاً إياها بالسباقة حيث سبقت الجميع بإنشاء عيادة لاضطرابات الغذاء النفسية، كما سبقت قبل ذلك في إنشاء عيادة أمراض الكبد.
وأوضحت الدكتور هبة العيسوي مدير عيادة اضطرابات الغذاء النفسية ومنسق عام المؤتمر أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي بالمرض وإلقاء الضوء على فئة مهمشة هم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، مشيرة إلى أن هذه الاضطرابات ليست مرضاً واحداً وإنما هي عدة أمراض وفقاً للقاموس الأمريكي للطب النفسي، وتشمل أمراض فقدان الشهية العصبي، النهم العصبي، والشرهة العصبية وهي أمراض نفسية مسكوت عنها رغم انتشارها بنسبة كبيرة جدا.
وعددت العيسوي أنواع اضطرابات الغذاء النفسية، فالنوع الأول هو مرض فقدان الشهية العصبي، وهو مرتبط برغبة الكثير من الناس في فقدان الوزن فيقومون باتباع نظمة ريجيم لا تتوقف، خاصة في البنات من سن 10 إلى 20 سنة وغالباً ما يكونون على قدر كبير من النجاح والتفوق، إلى أن يبدأن في الإصابة بفقدان في الوعي وأنيميا شديدة وانخفاض في المستوى الدراسي، بسبب عدم قدرتهم على التركيز،أما النوع الثاني فهو مرض الشرهة العصبية وهنا يقوم المريض بتناول الطعام بشكل شره جدا ثم يحاول التقيؤ أو استخدام الملينات و مدرات البول لتساعده على فقدان الوزن، وفي هذه الحالة المريض لا يمارس حياته بشكل طبيعي، خوفاً من ظهور مشكلته، فيلجاً للعزلة، حيث لا يستطيع أن يتناول الطعام أمام الآخرين، وأما النوع الثالث وهو أكثر أمراض اضطرابات الغذاء انتشاراً، فهو مرض النهم العصبي وهنا يأكل المريض رغم عدم شعوره بالجوع، أو أن يأكل المريض بشكل شره نتيجة وقوعه تحت ضغط نفسي جدا مما يصيبه بالبدانه وبالتالي يحاول انقاص وزنه فيلجأ إلى أنظمة ريجيم غير فعالة نظراً لاستمرار المشكلة الأساسية النفسية.
وأضافت أن المؤتمر يركز على مرض فقدان الشهية العصبي بشكل خاص لأنه من أصعب الأمراض النفسية في التعامل معها وقد يؤدي إلى الوفاه حيث يمتنع المريض عن الأكل والشرب لفترة طويلة نتيجة إحساسه بالبدانة رغم نحافته الواضحة في الحقيقة، وتظهر صعوبة التعامل مع المريض في إحتياجه لوجود أخصائي نفسي، أطباء أمراض نفسية، باطنة، تغذية علاجية، طب طبيعي، ورعاية مركزة، وإيماناً بخطورة اضطرابات الغذاء النفسية تم إنشاء أول عيادة في الشرق الأوسط بها فريق علاجي متكامل.
وألقت الدكتور سهير الغنيمي نائب مدير مركز الطب النفسي محاضرة عن الانتحار بين مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، أكدت فيها أن نسبة محاولات الانتحار لدى هؤلاء المرضى غير قليلة، وبالتالي يجب توعية المجتمع بالمرض، مشيرة إلى أن العلاج يعتمد في الأساس على العلاج السلوكي لأنها طريقة للتكيف مع المجتمع الخارجي، وهو يختلف من مريض لآخر، وفقاً لحالة المريض والعوامل المحيطة به، ولكن في بعض الأحيان نضطر إلى اللجوء للعلاج الدوائي ومضادات الاكتئاب.
وشددت على أنه يجب أن يعلم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية أن هناك من يستطيع المساعدة في حل مشكلاتهم وإخراجهم من الصراع النفسي الذي يعيشونه، مطالبة الآباء بملاحظة أبناءهم وملاحظة أي تغيرات سلوكية قد تطرأ عليهم مثل فقدان الوزن بشكل كبير فيوقت قصير، ممارسة احدى الرياضات العنيفة، أو دخول دورة المياه بعد تناول الطعام مباشرة، ونصحتهم بطلب العلاج مبكراً وعدم الانتظار حتى يتفاقم الأمر.