علي مشرفة يحل مشكلة الفقر بالعلم في مجلة ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية
الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 10:28 ص
على جانب آخر، أعادت المجلة نشر مقال للدكتور علي مصطفى مشرفة، يرى فيها أن هناك حقيقة موضوعية وهي أن الأمم المتعلمة أمم غنية، والأمم الجاهلة أمم فقيرة؛ فإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وسويسرا أمم متعلمة، وهي في الوقت ذاته أمم غنية، ومقياس التعليم في ذلك درجة انتشاره بين السكان، أما مقياس الثروة فمتوسط دخل الفرد الواحد من أفراد الأمة متعلمًا، ولم يبقَ أحد لم يقضِ في المدرسة سبع سنوات أو أكثر، فكل شاب أو شابة وكل رجل وكل امرأة قد وصل تعليمه إلى ما يعادل مستوى المرحلة الأولى من التعليم الثانوي عندنا على الأقل. وهذا التعليم جبري لا مندوحة عنه، وهو في الوقت ذاته مجاني.
ويتناول العدد مجموعة من الموضوعات الشيقة منها مقالة للباحث طارق إبراهيم الحسيني تحت عنوان "أمير وإمارة على ضفاف بحيرة تنيس" أو "المنزلة" كما تعرف الآن. ويوضح أنه عند نهاية القرن الثاني من الهجرة والسنوات العشر الأولى من القرن الثالث استطاع عبد العزيز بن الوزير الجَرَوِي وأولاده إقامة إمارة على ساحل مصر الشمالي متخذين من مدينة تنيس كرسيًّا لحكم الإمارة التي امتدت من الفرما شرقًا إلى فرع رشيد غربًا، ومن بلبيس جنوبًا إلى ساحل مصر الشمالي، بل وصل نفوذها إلى الإسكندرية غربًا، وامتد حتى رأس الدلتا عند الفسطاط جنوبًا.
وعبد العزيز بن الوزير أشهر الجرويين على الإطلاق، دعاه ابن دقماق بـ «ملك الساحل»، وكان أول ظهور له في عام 191هـ/ 806م؛ إذ أرسله الحسين بن جميل والي مصر على رأس جيش للقضاء على عصابة أبي الندى، وكان النصر حليفه في موقعة «آيلة» على البحر الأحمر، ثم ظهر ثانية في عام 194هـ/ 809م في ولاية حاتم بن هرثمة إذ خرج عليه أهل «نَـتُو ونُمىَ» في الجيزة وميت غمر. وألفوا جيشًا جعلوا على رأسه عثمان بن مستنير الجذامي، فبعث إليهم بالسَّري بن الحكم وعبد العزيز الجروي وعبد العزيز بن الجبار الأزدي لإخضاعهم، فاقتتلوا وانهزم عثمان بن مستنير ورجع حاتم إلى الفسطاط منتصرًا.
وفي باب ذاكرة السينما نرى تعريفًا بسينما عاطف الطيب. ولد الطيب في 26 ديسمبر عام 1947. وقد حصل على دبلوم المعهد العالي للسينما؛ قسم الإخراج في عام 1970. بدأ عاطف الطيب حياته الفنية مخرجًا للأفلام التسجيلية، ففي عام 1972 أخرج فيلمًا قصيرًا هو "جريدة الصباح" ثم عمل عام 1973 مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس"، ومع المخرج مدحت بكير في فيلم «ابتسامة واحدة لا تكفي»، وفي عام 1978م قام بإخراج فيلم قصير من إنتاج المركز التجريبي «المقايضة»، وفي عام 1979م مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «إسكندرية ليه»، وفي عام 1981م مع المخرج محمد شبل في فيلم «أنياب».
وقد عمل عاطف الطيب مساعدًا للمخرج العالمي لويس جيلبرت في فيلم «الجاسوس الذي أحبني»، ومع المخرج جيلر في فيلم «جريمة على النيل»، ومع المخرج مايكل بنويل في فيلم «الصحوة»، ومع المخرج فيليب ليلوك في فيلم «توت عنخ آمون»، ومع المخرج فرانكلين شافنر في فيلم «أبو الهول».
فيما كتب الدكتور محمد جمال الشوربجي تعريفًا بقرية ميت سراج وهي إحدى قرى مركز قويسنا التابع لمحافظة المنوفية. اسمها الأصلي منية سراج، ذكرها ابن مماتي (ت. 606هـ/ 1208م)، وياقوت الحموي (ت. 626هـ/ 1228م)، وصاحب تحفة الإرشاد، وابن دقماق (ت. 809هـ/ 1406م)، وابن الجيعان (ت. 885هـ/ 1480م)؛ ضمن قرى جزيرة قويسنا التابعة لأعمال الغربية في العصرين الأيوبي والمملوكي، ثم حُرف اسمها إلى ميت سراج، فوردت في سجلات سنة 1813م باسم ميت سراج القبلية؛ لتمييزها عن ميت سراج التابعة للمحلة الكبرى. وفي سنة 1855م وردت باسمها الحالي دون تمييز. وفي سنة 1845م انفصل الكفر التابع لها باسم كفر ميت سراج، وأصبحت من قرى المنوفية بعد رسم الحدود بين المنوفية والغربية في سنة 1897م؛ نتيجة لضعف خليج مليج، الذي تقع القرية على ضفته الشرقية.
فيما قدم الباحث أحمد عبد العاطي دراسة عن صحيفة "المنتظر" رائدة الصحافة الإقليمية في صعيد مصر، والتي أسسها محمد فهمي حسونة. ويقول إنه نظرًا لميول حسونة الأدبية وغيرته الوطنية؛ ترك التدريسَ وأسس دار تحرير جريدة المنتظر، وذلك سنة 1922م، والتي أصبحت دار صحافة متكاملة، ومركزًا إعلاميًّا للصعيد، ورائدةً للصحافة الإقليمية، في وقت لم يكن للصحافة الإقليمية دورٌ على المستوى العام، وكان شعارها (صحيفة الأدباء وصديقة القراء)، ولما كانت الجريدة تحمل رسالةَ توجيهٍ للناشطين الاجتماعيين والرياضيين، فقد خصصَ لذلك مجلةً مصورةً شهريةً، لتغطية الأنشطة الرياضية في مدارس المحافظة، سماها مجلة الأنصارِ، وأفرد صفحات جريدة المنتظر للأدباء والكتاب، وقد كتب فيها مشاهير الكُتاب؛ عباس العقاد، والمازني، وعزيز أباظة، وغيرهم، فكانت أخلاقية سياسية اجتماعية مصورِّة لكل المجتمع الصعيدي، على مختلف طوائفه. وقد أسس لها مطبعةً على نفقته الخاصة، وهي من أولى المطابع التي أُنشئت في الصعيد كله.
وكانت المنتظر جريدة نصف أسبوعية، ثم صارت أسبوعية؛ حيث كانت تصدر في صباح كل يوم جمعة. وخلال هذه الفترة الممتدة من عام 1922م حتى عام 1962م، على مدار أربعين عامًا، هو كل عمرها، لم تتوقف الجريدة عن الصدور أبدًا، حتى عدَّها الأستاذ سعد عبد الرحمن، وهو أحد أبناء أسيوط المثقفين، أطولَ الجرائد المحلية في مصر عمرًا. وفي عام 1962م، ونظرًا لسوء حالة حسونة الصحية، انطوت صفحات ذلكم السجل الحافل؛ حيث توقفت الجريدة عن الصدور بعدما صدر منها أكثر من 7.5 مليون نسخة خلال 2400 عدد، كان يطبع من العدد الواحد 5000 نسخة، يتم توزيعها في محافظات الصعيد.
وعرفانًا من الدولة برسالة هذه الجريدة الغرَّاء ونُبل أهدافها، وتكريمًا لما أدته من دور فعال وخدمات جليلة، أُطلق اسم الجريدة على الحارة التي كانت تقع إدارة تحريرها بها، وتقع الحارة التي كان يوجد بها مقر الجريدة، على يسار الميدان الصغير، الموجود خلف قصر ثقافة أسيوط، واسمها حتى الآن (حارة المنتظر).
وقدم الدكتور خالد عزب تعريفًا بمتحف البريد الذي يضم العديد من الأقسام؛ ومنها: القسم التاريخي: وقد عرض فيه نموذج يمثل أحد رسل البريد في عهد الفراعنة، ونموذج يمثل تسليم الرسائل إلى أحد الفراعنة، ونموذج لرسالة سرية وشمت على رأس جندي روماني. وكذلك يضم القسم رسالتين؛ الأولى كتبت على الجلد وترجع إلى سنة 91ه، ويوجد خطاب آخر من الورق كتب أيضًا سنة 91ه، وقد ذكر به اسم صاحب البريد. وكلا الخطابين مكتوبان بالخط الكوفي الذي شاع استخدامه في القرن الأول الهجري. وهذان الخطابان يخلوان من الشكل والتنقيط مع استخدام الياء الراجعة؛ وكل ما سبق من خصائص الخط الكوفي في القرن الأول الهجري. ويضم هذا القسم أيضا خطابا من عصر المماليك، ونموذجا يمثل صاحب البريد في العصر الإسلامي، وفارسا ممتطيًا جوادًا مقطوع الذنب وهو ينقل البريد.
أما قسم المؤتمرات فيشتمل على صور فوتوغرافية لأعضاء مؤتمرات البريد الدولية منذ عام 1874م إلى 1934م، ومعاهدات البريد الدولية والاتفاقات الخاصة به. وقسم الطوابع ويشتمل على الأدوات التي تستعمل في صنع طوابع البريد المصرية والأوراق المتنوعة والكليشيهات ومجموعات طوابع البريد المصرية والسودانية والأوروبية والإفريقية والآسيوية والأمريكية والاسترالية والنيوزيلندية وما إليها.