أسمن امرأة في العالم تنال قبلة الرحمة.. إيمان عبد العاطي تركت التعليم في الصف الخامس.. وظلت في بيتها ربع قرن.. وجثمانها يصل القاهرة اليوم

آلام ومتاعب تعرضت لها المصرية إيمان عبد العاطي، الذى جعلها المرض منذ طفولتها مصابة بالسمنة المفرطة، حتى أنها ولدت أكبر من كل الرضع وعاشت حياة صعبة لا تتمكن فيها من الحركة جعلتها تمشى على ركبتيها، كما حرمت من ذلك أيضا وأصبحت طريحة الفراش، لا يحدث لها أي شىء إلا زيادة الوزن بشكل غير طبيعي إلى أن وصلت لنصف طن وتم نقلها للهند من أجل العلاج.

ونجح عدد من الأطباء الهنود الذين تبنوا علاج إيمان عبد العاطي بترتيب عملية نقلها من مسكنها في منطقة سموحة في الإسكندرية إلى مومباي، بمساعدة وإشراف السلطات المصرية.

نقلت إيمان عبد العاطي إلى مطار برج العرب في سرير صُمم خصيصاً من جانب متخصصين مصريين٬ وتم نقلها من منزلها بواسطة رافعة، ليتم بعدها نقلها على متن طائرة شحن خاصة إلى مطار مومباي في الهند٬٬ حيث وصلت المستشفى الذي خصص لها جناحاً خاصاً تقدر مساحته بتسعين متراً يتناسب مع هذا النوع من الحالات المرضية.

وعانت الفتاة المصرية إيمان منذ طفولتها من زيادة سريعة في وزنها نتيجة اضطرابات هرمونية واضطرابات في الجينات المسؤولة عن السمنة٬ وهو الأمر الذي تسبب في زيادة وزنها بهذا الشكل وجعلها طريحة الفراش طوال كل تلك السنوات الماضية.

وفشلت محاولات الأطباء المصريين في علاج حالة الفتاة٬ إلى أن بادر الطبيب الهندي "موفى لكدوالا" في تبني حالتها إلى جانب فريقه الذي تم إرساله للقاهرة للإشراف على عملية نقلها للهند٬ وجرى تطبيق برنامج غذائي علاجي توج بفقدان ما يقارب من 100 كيلو غرام خلال ثلاثة أسابيع الأمر الذي مهد الطريق للطبيب المعالج من التمهيد لعمليته النوعية لإنقاذ حياة إيمان عبد العاطي٬ حيث لا يمكن إجراء تلك العملية بدون أن تفقد الفتاة المصرية المئات من الكيلوغرامات وهو ما سيستغرق على الأقل ستة شهور.

جاءت إيمان لهذا العالم وهى تزن 5 كيلو وزاد وزنها بشكل سريع وصولا لعمر الـ11 مما جعلها تتوقف عن الدراسة في المرحلة الابتدائية خاصة بعد إصابتها بالخمول الناجم عن مشكلات فى الغدة الدرقية، وخضعت وهى طفلة لعملية جراحية لعلاج السمنة فى اليونان ولكنها لم تنجح وتدهورت حالتها أكثر، ولم تتمكن إيمان من الحركة وبدأت تحبو على ركبتيها لتتنقل في أركان شقتها مستخدمة الزحف وسيلة عن المشى على قدمها.

ولخلافات مع أطباء الهند، تركت إيمان المستشفى، وتبسم الحظ لها ثانية بعد معاناة شديدة لازمتها لوزنها الذي يقارب نصف الطن، وقرر مستشفى برجيل فى أبوظبى استقدامها لاستكمال علاجها فى أبوظبى.

توفيت إيمان عبد العاطي اليوم، الاثنين، في الساعة 04:35 صباحاً بتوقيت أبوظبى، نتيجة لصدمة إنتانية مع اختلال وظائف أعضاء الجسم، بما فى ذلك الفشل الكلوى.

وقال مسئولو المستشفى فى تصريحات اليوم، "كانت السيدة إيمان تحت إشراف فريق طبى يضم أكثر من 20 طبيباً من مختلف التخصصات، والذين تمكنوا بنجاح من تحسين حالتها الصحية منذ وصولها الإمارات العربية المتحدة، ولكنها استسلمت لحربها ضد مرض السمنة، ولفظت أنفاسها الأخيرة فى وقت مبكر من صباح اليوم".

وأعربت إدارة المستشفى عن تعازيها لأسرة إيمان قائلة، "نقدم صلواتنا وخالص تعازينا القلبية إلى عائلة الفقيدة"، لافتة إلى أنه "سيتم إعلان الحداد فى جميع مستشفيات ومرافق برجيل".

 وأكد مصدر مسئول بالمستشفى، أنه سيتم نقل جثمان إيمان إلى القاهرة خلال ساعات، بالتنسيق مع السفارة المصرية فى أبوظبى، ومعها كافة التقارير الطبية التى توضح رحلة علاجها، مؤكداً أنها  كانت تحظى برعاية كبيرة ومتكاملة، ولا توجد شبهات إهمال مطلق.