وثائق سرية تكشف: كيف سعت الدوحة لإفشال المساعي المصرية لإنهاء أزمات المنطقة؟
الأحد، 24 سبتمبر 2017 04:46 م
في الوقت الذي تحاول فيه الدول الإقليمية الكبري في الشرق الأوسط، أن تضع حدًا للأزمات والنزاعات الواقعة في المنطقة، يستمر النظام القطري في وضع مخططاته لإفشال هذه الجهود ساعيًا دائمًا إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
وفي مشهد يوضح مساعي قطر لإفشال الدور المصري في حل أزمات المنطقة، نشر موقع "ويكليكس" وثائق تكشف الدور القطرى الذى عزز الانقسام الفلسطينى بين السلطة وحركة حماس التى تدير قطاع غزة، والعمل على افشال الدور المصري الداعي للمصالحة الفلسطينية، كما نقلت عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم أن قطر أسهمت ترسيخ الإنقسام من خلال الدفاع عن حكم حماس، مرورًا بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بدءًا من تاريخ سيطرة الحركة على غزة منتصف عام 2007، والمطالبة بإشراكها فى مفاوضات السلام مع إسرائيل، وصولا إلى كشف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى عام 2011، عن أن قطر رفعت مساعداتها لحماس إلى 115 مليون دولار.
وكشفت الوثائق عن أن كبار المسؤولين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس أبو مازن وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اشتكوا فى لقاءات مع سياسيين وبرلمانيين أمريكيين، من دعم قطر لحركة حماس بفاعلية من أجل تعزيز سيطرتها على غزة، مشيرة الوثائق إلى أن قطر عملت على محاولة تخريب الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، من خلال الزعم تارة، بأن حماس لا تثق بالقاهرة وأن الأخيرة غير جديرة بجهود الوساطة، تارة أخرى.
وما أكد هذه الوثائق هي الإنفراجه التي حدثت في الأونة الأخيرة في المشهد الفلسطيني وأدت إلى المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس من خلال وساطة مصرية.
ولم يكن هذا التحرك القطري المشبوه هو الأول من نوعه، فبعد نجاح الحكومة المصرية في وساطة تيار الغد السورى فى توقيع أتفاقى لخفض التصعيد فى ريف حمص الشمالى والغوطة الشرقية، وتحاول وسائل الإعلام الممولة من قطر والتى يديرها عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة شن حملة شرسة على التحرك المصرى لوقف نزيف الدم السورى.
وظهر هذا التحرك القطري في تخصيص عدد من القنوات التى تبث من لندن وأنقرة عدد كبير من ساعات البث لمناقشة تطورات الأزمة السورية ولا سيما عقب التحرك المصرى الذى قاد عملية خفض التصعيد فى ريف حمص الشمالى والغوطة الشرقية، إضافة لتشويه صورة رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا.
وفيما يخص الملف الليبي فان تحركات الدوحة المشبوهة كانت كثيرة، لاسيما وأن قطر كان لها ارتباطات بالجماعات المسلحة داخل ليبيا الأمر الذي أثر على استقرار البلاد، وهو أمر قد تفشله الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الليبية، حيث كشف عضو مجلس النواب الليبى، طارق الجروشى، عن تحركات تقودها قطر لإفشال المبادرة المصرية الأخيرة لحل الأزمة الليبية عبر اللقاءات المكثفة التى يقودها الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبى، مؤكدا أن مبادرة مصر الأخيرة تدفع نحو إيجاد حل للأزمة السياسية فى البلاد والبدء فى بناء مؤسسات الدولة.