الأسواق الحضارية «فى خبر كان».. «قُبلة الحياة» الأخيرة تَفشل في بَعثِها من الموت

السبت، 23 سبتمبر 2017 07:30 م
الأسواق الحضارية «فى خبر كان».. «قُبلة الحياة» الأخيرة تَفشل في بَعثِها من الموت
مهرجان التسوق بسوق أحمد حلمى
ماجد تمراز

محاولات مُستميتة ومتلاحقة من أجهزة محافظة القاهرة وهيئاتها وإداراتها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالأسواق الحضارية الجديدة التى أنشأتها المحافظة منذ 3 سنوات بهدف جمع أكبر عدد ممكن من الباعة الجائلين من منطقة وسط البلد وميدان رمسيس وأجزاء من ميدان العتبة، فبعد أن ماتت هذه الأسواق إكلينيكياً خلال السنوات الماضية، عادت المحافظة من جديد لإنعاشها وبعثها من الموت بقبلة حياة أخيرة على أمل بعثها من الموت من جديد.

كانت نية المهندس جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، حين عرض فكرة إنشاء أسواق حضارية مُنظمة على التراز الحديث على المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزارء السابق، واللواء عادل لبيب، وزير التنمية الأسبق، هو حل أزمة الباعة الجائلين بأكثر المناطق حيوية بالعاصمة بشوارع وسط البلد والميادين الهامة والرئيسية كميدان التحرير ورمسيس والعتبة وغيرهم، لتسهيل حركة المرور وانهاء حالة التكدث بهذه بهذه المناطق، وبالفعل حصل على الموافقة والدعم لإنشاء سوقين كبيرين بالقرب من منطقة وسط البلد.

وبالفعل أنشأت المحافظة سوقين مُجهزين بكافة الاستعدادات لاستقبال الباعة الجائلين، سوقى أحمد حلمى والترجمان، وتم عمل حصر شامل لجميع البائعين المتجولين بالشارع، وتم تسكينهم وتوفير خدمات الكهرباء والمياه ودورات المياه، ومرت عدة أشهر وقرر المحافظ جلال السعيد إنشاء سوقين جديدين بحلوان وهما سوق عين حلوان وتوشكى، وتم تجميع جميع البائعين الموجودين بمحيط محطة المترو ووضعهم فى السوقين، كما تم عمل موقف ميكروباصات بجوار كل منهما أملاً فى زيادة نسبة زائرى السوق.

وبعد مرور عام واحد فقط على إنشاء هذه الأسواق الحضارية الجديدة، وبعد تولى المهندس جلال السعيد منصب وزير النقل، هجر أصحاب الباكيات والبائعين من الأسواق بعد إهمالها، وذهب كل منهم إلى مكان أخر للبحث عن الرزق فى الشارع، بعدما فشلت المحافظة فى توفير أماكن لزيادة الزائن بهذه الأسواق، وانعزل البائعين تماماً عن زبائنهم، حتى أصبح أكثر من نصف الباكيات بالأسواق الأربعة الكُبرى بالعاصمة خاوية على عروشها تسكنها الأتربة والحشرات.

وعلى مدار العامين الماضيين، سعت المحافظة لعمل عدة محاولات لإنعاش الحركة داخل هذه الأسواق، وإعادة الباعة الجائلين إلى الأسواق من جديد، حيث نظمت عدة أحداث لجذب أعين الجماهير إلى هذه الأسواق، وتم عمل مهرجانات لبيع السلع بأسعار مُخفضة لمؤسسات تتبع الدولة كوزارة التموين والزراعة وغيرهما، ولكن دون جدوى.

وفور تولى المهندس عاطف عبد الحميد، الحُكم المحلى بالعاصمة، أراد الاستفادة من هذه الأسواق المهجورة وإحيائها من جديد، حيث كلف اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، بملف تفعيل الأسواق، وبدأ نائب المحافظ فى وضع خطة جديدة مُحكمة لتنفيذ ذلك، حيث جمع أكبر التجار بمناطق رمسيس والفجالة والعتبة وشارع الأزهر، واتفق معهم على بيع منتجاتهم بأسعار مُخفضة فى أكبر مهرجان لبيع المنتجات والسلع والأجهزة الكهربائية والموبيليا.

وتم تنفيذ أكبر مهرجان بسوق الترجمان برعاية كبار التجار بالعاصمة، ولاقى المهرجان اقبالا جماهيرياً كثيفا أول يومين من افتتاحه، وما لبث أن مر 3 أيام إلا وهجر الزبائن السوق، وتبعهم البائعين، وقلل التجار الكبار كميات البضائع التى دفعوا بها أول يومين من إقامة المهرجان، وعاد «الترجمان» مرة أخرى مهجوراً، ثم أراد نائب المحافظ تنفيذ نفس الخطة بسوق أحمد حلمى فى محاولة لإنعاشه، خاصة وأنه قريب من محطتى القطار وأتوبيسات النقل العام، وتم تنفيذ المهرجان، ولكن من اليوم الأول لم يشهد السوق أى إقبال ملحوظ من الجماهير.

وفشلت المحافظة فى تنشيط الأسواق، وفشلت قبلة الحياة والصدمات الكهربائية التى منحتها أجهزة المحافظة لبعض هذه الأسواق بعد موتها وهجر البائعين والزبائن لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق