للجمل بول يشفي العليل.. الطرطرة أحلها السلفيون وحرمتها الصحة العالمية
الإثنين، 16 أكتوبر 2017 10:00 م
"وللجمل طرطرة تشفي العليل".. في الأعوام الماضية ذاع بين السلفيين أهمية وصيت "بول الإبل" في العلاج من الأمراض والفيروسات الكبدية، وذلك اعتقادًا منهم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمر بذلك.
وفق بعض السير التاريخية، فإن العرب قبل الإسلام اعتقدوا بقوة "بول الإبل" في العلاج من الأمراض العضوية، ومع تواتر الزمن اعتقد المسلمون أن النبي أوصى بذلك، مستندين بحديث نبوي تضمنه كتاب الإمام البخاري.
الحديث ورد عن أنس بن مالك، قال: إن ناسًا، اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه ـ يعني الإبل ـ فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها، حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم، فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم. قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.
قال أهل اللغة: الجوى داء يصيب الجوف، وفي رواية ثابت عن أنس: إن ناسا كان بهم سقم قالوا: يا رسول الله آونا وأطعمنا، وفي رواية غيلان "كان بهم هزال شديد"، وفي رواية أبي سعد "مصفرة ألوانهم"، وفي رواية همام عن قتادة عن أنس "فعظمت بطونهم"، فهذه الروايات توضح مفهوم الأمراض التي كانت عندهم، مثل اصفرار اللون، والهزال الشديد، وعظم البطون "الاستسقاء".
كتب التراث الإسلامية لأهل السنة أفردت مساحات لذلك، من بين تلك الكتب "زاد المعاد"، لابن القيم الجوزية، عن الطبيب "ابن سينا" صاحب كتاب القانون في الطب في علاج الاستسقاء: "وأنفعُ الأبوال: بَوْل الجمل الأعرابى، وهو النجيب.. انتهى"، "وبول الجمل شديد النفع من الخشم ويفتح سدد المصفاة بقوة شديدة جدًا، وبول الجمل - الطرطرة - ينفع في الاستسقاء وصلابة الطحال لا سيما مع لبن اللقاح".
وصف ابن سينا في علاج الاستسقاء بأنواعه في كتابه القانون في الطب حيث قال في علاج أمراض الطحال: "يؤخذ منه كل يوم درهمان ويتبع ببول والانتفاع بالبان الابل وأبوالها شديدًا جدًا يؤخذ منه ملعقة ببول الإبل أو بول البقر أو قشور الكبر أربعة دراهم زراوند طويل درهمين بزر الفنجنكشت والفلفل من كل واحد ستة دراهم يتخذ منه اقراص".
الأمر أثار جدلًا طبيًا، انتهى إلى أن بول الإبل يحتوى على مواد شديدة السمية ولا جدوى من استخدامه بهدف العلاج من الأمراض، وفقًا لمراكز بحثية، فإن أعشاب "الميلك سيسل" الطبية التى يتغذى عليها الإبل والمتواجدة فى البيئة الصحراوية تحتوى على مادة السيلمارين، وبها 12 مادة فعالة، تساهم فى العلاج من الفيروس الكبدى "سى" حيث إنها مادة منشطة للكبد، تساعد على اختراق الخلية الكبدية، غير أن بول الإبل يبطلها.
واعتبرت المراكز أن جوازها في الشريعة الإسلامية في بادئ الدعوة كان مقبولًا نظرًا لنقاء البيئة، والنفع كان في صالح المريض، أما بيئة اليوم فهي بيئة شديدة التلوث، وجهاز المناعة في الإنسان اختلف فأصبح مثقلًا بالسموم الكثيرة مثل المبيدات، والرصاص لذلك فإن استخدام بول الإبل فى العلاج شديد الخطورة وغير مقبول حاليا.
في 2015، حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل حول ذلك، وقالت في بيان لها إن بول الإبل يؤدي للإصابة "كورونا".
وقالت إن على الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الرئوي "تجنب الاقتراب من الإبل أو شرب حليبها مباشرة أو بولها".