سيناريوهات رادس.. رهان حسام البدري
الخميس، 21 سبتمبر 2017 11:00 ص
لا صوت لكل المهتمين بالقلعة الحمراء، يعلو فوق صوت الحديث عن لقاء الإياب بين الأهلي والترجي في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، المقرر إقامته السبت المقبل بضاحية رادس التونسية، خاصة في ظل نتيجة الذهاب الغير مريحة بالاسكندرية، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، وهو ما وضح في حالة الإلتفاف الجماعي والدعم المعنوي من أغلبية نجوم الأحمر السابقين للفريق الأول بالنادي قبل الموقعة المقبلة.
التحضير لكل المباريات الهامة من هذه النوعية، تبدأ باختيار استراتيجية مناسبة للسيناريوهات المتوقعة طوال أحداثها، تتوافق مع قدرات الفريق والمنافس ونتيجة الذهاب، علي أساسها تحسم طريقة اللعب والتشكيل الأنسب لتحقيق أهداف اللقاء، وهو المطالب به حسام البدري المدير الفني للأهلي.
علي الجانب الأخر، تصوري الأقرب للبنزرتي مدرب الترجي، هو اتباع نفس أسلوب الضغط العالي علي دفاعات الأهلي أغلبية زمن المباراة،حتي الوصل لتأمين النتيجة، وبنفس تشكيلة لقاء الذهاب، مع تغيير عنصر وحيد بدخول علي المشاني كمدافع، أو سعد بقير كلاعب وسط مهاجم رقم 10 في العمق من البداية، علي حساب المدافع المتواضع " الطالبي"، مع عودة كوليبالي في عمق الدفاع بجوار" الذوادي"، وتراجع فرجاني ساسي بجوار الكاميروني فرانك كوم، للسيطرة علي وسط الملعب، والإستفادة من خبرات كوليبالي في الدفاع وبناء الهجمة من الخلف، كما فعل المدير الفني المخضرم أمام فريق البنزرتي في الشوط الثاني من الجولة الثالثة بالدوري التونسي.
في السطور التالية نسلط الضوء علي أبرز عوامل يجب رهان البدري عليها في استراتيجية وسيناريوهات موقعة رادس المقبلة.
المبادرة الهجومية
البدري مطالب من البداية باتباع نفس أسلوب البنزرتي بالضغط الأمامي علي دفاعات المنافس، والمبادرة الهجومية، نظراً لقدرات الخصم المؤهل لتسجيل أهداف في أي وقت من المباراة سواء بالهجوم المنظم أو الكرات الثابتة، والتي قد تنهي الموقعة لصالحه من البداية، إذا لجأ البدري لنهج دفاعي في الشوط الأول، والمخاطرة بأسلوب هجومي في الشوط الثاني، إضافة لاستغلال نقاط ضعف الترجي في خط دفاعه "الهش".
سيناريو يرجح مباراة مفتوحة، حتي لوأدي لتسجيل أهداف من الجانبين، وهو المطلوب للأهلي لتعويض التعادل الإيجابي واستقبال أهداف بملعبه في لقاء الذهاب.
الاستحواذ علي الكرة
البدري مطالب بتعديل في تشكيل الأهلي، يدعم الفريق للسيطرة علي منتصف الملعب، أو علي الأقل تبادل الإستحواذ علي الكرة المفقود في لقاء الذهاب لصالح الترجي عن طريق الثلاثي القوي " كوليبالي وفرانك وفرجاني" قبل عودة الفريق التونسي للدفاع المتكتل بملعبه في الثلث الأخير من زمن المباراة السابقة، كما أن فقد الأستحواذ وفقاً لمعطيات اللقاء وقدرات المنافس الهجومية يعد مخاطرة كبيرة غير مأمونة العواقب للترجي علي ملعبه ووسط جمهوره.
وبالتالي تصوري أن ثنائية حسام عاشور وعمرو السولية ليست الأنسب في لقاء العودة، ويجب علي البدري المخاطرة المحسوبة بإدخال هشام محمد من البداية كلاعب وسط ارتكازعلي حساب عاشور، لزيادة المعدل البدني، والتمرير الأمامي الصحيح، والتدرج بالكرة لنقلها لملعب المنافس المتوقع ضغطه العالي بقوة علي دفاع الأهلي، مع مساندة إضافية للثنائي من عبدالله السعيد في وسط الملعب، وزيادة العناصر التي تجيد الدور الدفاعي بجانب المهام الهجومية، بدخول وليد سليمان ومؤمن زكريا من البداية لإحداث التوازن في التشكيلة الأساسية.
وليد سليمان بالرغم من تراجع مستواه الهجومي في الفترة السابقة، ولكن يمتلك ميزة مهمة وهي القدرة علي الحصول علي " فاولات تكتيكية " في مناطق مؤثرة بالملعب، إضافة لشخصيته وروحة القتالية وسرعاته في الثلث الأخير، إلي جانب مؤمن زكريا والذي لابديل عنه في رأيي علي الجانب الأيسر، مع بقاء نفس الأسماء في خط الدفاع وحراسة المرمي بدون تعديل.
العامل البدني
البدري مطالب أيضاً بسيناريو يفرض مباراة بدنية قوية من الجانبين، واستغلال الفارق البدني المميز للأهلي في الثلث الأخير من عمر المباراة، إذا ظلت النتيجة معلقة، وهو ماظهر بوضوح في لقاء الذهاب، حتي بعد عودة عناصر المنافس لمناطق دفاعهم، وهو الناتج من تركيز البنزرتي في البطولات المحلية والإفريقية والعربية علي 13 أو 14 لاعب فقط، إضافة للمخزون المستهلك في أسلوب الضغط العالي المتبع، وإجهاد العناصر الدولية العديدة في تشكيلة منتخب تونس بالتصفيات القارية، علي عكس أغلبية عناصر الأهلي التي حصلت علي راحة سلبية جيدة في البطولة العربية، بجانب سياسة التدوير المتبعة طوال الموسم، وإقحام عناصر غير مستهلكة من البداية مثل وليد ومؤمن وهشام محمد، أو في التبديلات علي حسب مجريات المباراة.
أما فيما يخص اختيار المهاجم الأساسي، أتصور أن استراتيجية المباراة تحتاج مهاجم بمواصفات المغربي وليد أزارو، صاحب القدرات الجيدة في الضغط علي دفاع المنافس، والسرعة في استغلال أو خلق مساحات بالملعب لتحقيق فرص علي المرمي.
ولكن من يضمن عدم مواصلة اهداره للأهداف المحققة أمام مرمي المنافس ، والتي تضيع مجهود الفريق، إذا لعب من البداية علي حساب النيجيري أجاي، وهو ماظهر بوضوح خلال الـ5 مشاركات الأساسية للاعب حتي الأن مع الأهلي في البطولة العربية والدوري أمام طلائع الجيش، ولقاء الذهاب السابق، حيث لم يتمكن من التسجيل سوي هدفين فقط بالكربون أمام الفيصلي الأردني والترجي التونسي من كرة سهلة ساقطة علي خط المرمي الخالي من حارسه، مع إضاعة حفنة أهداف محققة.. بالقطع الإجابة علي السؤال والإختيارالأنسب عند حسام البدري.