صدام رجال الدين بنظريات العلم.. دوران الأرض وأصل الإنسان
الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 02:12 م
لماذا يصطدم رجال الدين بالنظريات العلمية ولماذا يحاول كل من يدعى التدين أن يدلى بدلوه فى نظريات علمية بحته حتى لو كان أحد السياسيين ذو مرجعية دينية على طريقة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والذى الغى تدريس نظرية النشؤ والإرتقاء بالمدارس التركية .
"صوت الأمة" تفتح الملف الشائك وكيف أن رجال الدين اصطدموا بعلماء من قبيل جاليليو وداروين وغيرهم فى السطور التالية :
هل الإنسان أصله قرد؟
يعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان احدث من اصطدم بالنظريات العلمية من السياسيين حيث اصدر قرارا بالغاء نظرية النشؤ والإرتقاء لـ«تشارلز دارون» ليخلوا المنهج الدراسى التركى هذا العام مع بدء الدراسة من هذه النظرية المثيرة للجدل فى ظل عدم ايجاد آلاف الأتراك تفسيرا للقرار الأخير الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإلغاء نظرية داروين من التعليم حيث سيخلوا منهج المدارس من هذه النظرية المثيرة للجدل. تحقيقا لرغبة أردوغان في إنشاء "جيل متدين" وفق قوله.
فيما قال مراقبون بشأن إلغاء نظرية التطور بأنهاخطوة نحو إجراء تغييرات في نظام التعليم لتتوافق مع طموحات حزب العدالة والتنمية الحاكم لجعل تركيا أكثر تحفظاً.
ولد داروين سنة 12 فبراير مِن عام 1809م من أسرة غنية حيث كان والده طبيباً معروفَاً و في عام 1838م بدأ بدِراسة الكَائنَات الحية والتحول عن طريق الطفرات وطور نظريته الشهيرة "الانتخاب الطبيعي" كما نشر داروين كتابه "أصل الأنواع" في عام 1859م حيث نشر نظرية التَّطور مع أدلَة تؤكد على صحتها وفي عام 1871م درس تَطور الإنسان في كتاب "علاقة أصل الإنسان والاختيار بالجنس"ثم نشَر كتابه "التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان".
صورة تخيلية تشرح نظرية داروين
هل البيضة قبل الفرخة ؟
كان الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله قد رد على نظرية داروين قائلا فى احدى حلقاته التليفزيونية :" إذا كان كلامك صحيح فالأوامر التى أثرت فى القرد الأول لماذا تركت بقية القرود لم تحولم إلى بشر فاصل الخلق وجود زوجين ذكر وأنثى فهل البيضة أولا ولا الفرخة اقول لهم هل كل بيضة تنجب فرخة لا بل يجب أن تكون بيضة مخصبة من ديك إذا يجب أن يوجد الديك أولا.
هل الأرض كروية تدور حول نفسها؟
دارت معركة سجالية كبرى بين من يقول أن الأرض كروية تدورحول نفسها ومن ينكر ذلك ومن يذهب إلى كونها لكنها لا تدور حول نفسها بل هى مركز الكون!
قال أحد السائلين موجها سؤاله إلى موقع إسلام ويب:" آصحيح أن الشيخين ابن باز وابن العثيمين رحمة الله عليهما أفتيا بعدم دوران الأرض وأن الشمس التي تدور حول الأرض ومن قال غير ذلك فقد كفر؟ وإن كان صحيحا كيف يمكن أن يسمح علماء أجلاء كابن باز وابن العثيمين المسموعين في العالم أن يجعلون شبهة كهذه على القرآن الذي لا يتضارب مع العلم؟
جاءت إجابة السؤال السابق كالتالى :" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد ،فالعلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمة الله عليهما عالمان شامخان من علماء العصر الأجلاء الحريصين على نصرة الحق وقمع الباطل والبدعة والضلال ونشر عقيدة السلف الصالح. وأما ما نسب إليهما من تكفيرمن قال بدوران الأرض فإنه من التلفيق والكذب والطعن فيهما، وقد رد العلامة ابن باز على من ادعى ذلك فقال: أما ما نشرته عني مجلة السياسة من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك أو قال إن الأرض كروية أو تدور فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم ما يدل على إثبات كروية الأرض أما دورانها فقد أنكرته.. ولكني لم أكفر من قال به وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن والسنة المطهرة. اهـ. وكذلك نفى العلامة ابن عثيمين دوران الأرض ولم يكفر من قال به كما في فتاواه.
والسبب في عدم قولهم بدوران الأرض هو عدم صحة الدليل النقلي عندهما في ذلك بالإضافة إلى ظنهم أن إثبات دوران الأرض مجرد نظريات قابلة للنقض. ولا شك أن دوران الأرض حول نفسها ثم حول المجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة أصبح حقيقة علمية ثابتة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام: 12870، 26538، 22383. واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط العالم أن لا يخطئ والكمال عزيز فلا نغلوا فيهما وندعي لهما العصمة ولا نجفوا عنهما بتتبع زلاتهما التي لم يسلم منها بشر وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مجتهد مأجور كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص في الصحيحين: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. قال أبو محمد ابن حزم: عموم لكل مجتهد لأن كل من اعتقد في مسألة ما حكما فهو حاكم فيها لما يعتقد هذا هو اسمه نصا لا تأويلا لأن الطلب غير الإصابة وقد يطلب من لا يصيب على ما قدمنا ويصيب من لا يطلب فإذا طلب أجر فإذا أصاب فقد فعل فعلا ثانيا يؤجر عليه أجراً ثانيا أيضا.
يذكر أنه في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد اقترح الفيلسوف الإغريقي أفلاطون سنة 348ق.م نظرية كروية الأرض لأول مرة، إلا إنه لم يلق التأييد الكافي ممن جاء بعده فظل هذا الأمر مجرد تخمين وفي عام 885م تحدث العالم المسلم ابن خرداذبة حول كروية الأرض في كتابه المسالك والممالك ثم في القرن الخامس عشر الميلادي توصَّل العالم الروسي نيقولا كوبرينكوس إلى أنّ الأرض كروية وأنها ليست مركز الكون إلا أنّ الكنيسة لم تنشر كتابه إلا وهو على فراش الموت. في الفترة ذاتها أصدر العالم فريدناند ماجلان وتلميذه خوان سيباستيان إلكانو أوصافاً عملية تدل على كروية الأرض، وذلك من منطلق رحلاتهما التي جابا خلالها نصف الكرة الأرضية وأما حديثاً خلال القرن الثامن عشر الميلادي أجمع العلماء على شكل أدق من الكروي للأرض وهو الشكل الإهليجي أو ما يشبه البيضة.وفق النظريات العلمية.
الكنيسة وجاليليو ومركزية الشمس
يعد نيكولاس كوبرنيكوس أول فلكي صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها في كتابه في ثورات الأجواء السماوية إلا أن المكتب المقدس لمحاكم التفتيش أعلن أن النظرية الكوپرنيقية "كاذبة وخاطئة" واصدر قرارا كتاب نيكولاس كوپرنيكوس المعنون عن دورانات الدوائر السماوية De Revolutionibus Orbium Coelestium الذي يروج فيه لفكرة مركزية الشمس.
وفي 1620 أذن للكاثوليك أن يقرءوا طبعات حذفت منها تسع عبارات تمثل النظرية على أنها حقيقة. ثم اختفى الكتاب من فهرس المراجع، ولكن الحظر لم يلغ صراحة إلا في 1828.
يذكر أن كوبرنيكوس ولد في مدينة ثورن في مقاطعة بروسيا المتمردة على الملكة البولندية. درس في بولندا و اكمل دراسته في جامعة بولونيا الايطالية. وتوفي عام 1543.
عقب وفاة البابا جول الثالث سنة 1555 وسيطرة المحافظين على الكرسى الرسولى جرى إدانة بعض العلماء وأشهرهم جاليليو جاليلي سنة 1633 بسبب نظرية مركزية الشمس وأن الأرض هى من تدور حولها والذى سبق محاكمتة سلسة من الأحداث بدأت عام 1610. حيث سعت الكنيسة الكاثوليكية ورجال الدين أيضًا خلال عصر النهضة في أوقات مختلفة لفرض رقابة على النصوص والعلماء خلال محاكم التفتيش الرومانية ففى سنة 1632.
اتهمت محاكم التفتيش جاليليو بالاشتباه بالهرطقة وحكم عليه بالسجن وفي اليوم التالي خف الحكم إلى الإقامة الجبرية وتقول مصادر كتب تاريخية أنه جرى منع جاليليو من مناقشة تلك الموضوعات وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة وقد دافع جاليليو عن نظرية مركزية الشمس قائلاً أنها لا تعارض ما ورد في النصوص الدينية.منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلي في بيته وأمضى به بقية حياته.
أقرأ أيضا: