محمود فوزي.. «عميد الدبلوماسية المصرية» مر من هنا (بروفايل)

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 08:00 م
محمود فوزي.. «عميد الدبلوماسية المصرية» مر من هنا (بروفايل)
محمود فوزي
محمد أبو ليلة

في أعقاب معركة السويس عام 1956، خرجت مصر منتصرة سياسياً على دول العدوان الثلاثي، وبينما كان دعوات الوحدة العربية ترتفع، والهتافات ضد دولة إسرائيل تتناثر في الفضاء العربي، إذا بشاه إيران محمد رضا بهلوي يخرج ببيانات داعمة لإسرائيل، وقتها لم يجد وزير الخارجية المصرية الدكتور محمود فوزي سبيل سوى بمهاجمة الشاه في عبارة لم ينساها عدد من الإيرانيين حتى الأن «لقد شاه وجه الشاه وآن لشعب إيران أن يضحي بشاه»، هكذا قال وزير الخارجية في أول رد رسمي من مصر على إيران وإسرائيل ومن يحارب القومية العربية.
 
 
 
 
في مجمل مواقفه الدبلوماسية والوطنية منذ أن تولى محمود فوزي منصب وزير خارجية مصر في أعقاب ثورة 23 يوليو من عام 1952، كانت مواقفه شاهدة على مدرسة دبلوماسية فريدة من نوعها، لدرجة أنه لُقب بـ «عميد الدبلوماسية المصرية»، حيث كان له دور بارز في مفاوضات الجلاء بعد ثورة يوليو، وكان يعتمد عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشكل كبير في إدارة مصر لمعركتا السياسية في العداون الثلاثي عام 1956، لما يمتلكه من خبرات واسعة في المجال الدولي، وما يمتلكه من حس قومي ووطني جعل هناك تناغم استثمائي بينه وبين عبد الناصر.
 
شارك «فوزي» بدور فعال أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وساهم بوضع مبادئ حركة عدم الانحياز وفي تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، واستمر بمنصبه حتى 24 مارس 1964، وبعد حرب 1967 عين مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، وفي عام 1969 اختير أمينًا عامًا للجنة وضع الدستور المصري. 
 
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من سبتمبر من عام 1900 وُلد عميد الدبلوماسية المصرية، الذي بدأ في السلك الدبلوماسي بدرجة «تلميذ قنصلي»، بعد تصريح «٢٨ فبراير ١٩٢٢»، وقيام السلك الدبلوماسي المصري المستقل، واكتساب مصر حق التمثيل الخارجي، بمقتضي ذلك التصريح ووفقًا لـ«دستور ١٩٢٣»، حيث اكتسب فوزي قدرات كثيرة من المواقع التي شغلها طوال حياته الدبلوماسية.
 
 كان مهنياً وحرفياً في تعامله مع مجلس قيادة ثورة يوليو وقت إندلاعها، ربما لاتفاقهم على الأهداف والمبادئ، وهذا ما جلع مُمته سهلة كمتحدث باسم مصر في محافلها الدولية.
 
وكتب السفير عبدالرؤوف الريدي، عن الدكتور محمود فوزي قائلًا: كان فوزى رئيسًا للدبلوماسية المصرية إلا أن ذلك لا يعنى أنه كان يضع سياسة مصر الخارجية فالسياسة الخارجية فى النظام الرئاسى هى سياسة الرئيس وإن كان وزير الخارجية هو مستشاره الأول فالمسئولية فى النهاية تقع على الرئيس، وكان فوزي واسع الاطلاع.. قارئاً فى كل المجـالات، وكان أديباً فى كتاباته سواء بالعربية أو بالإنجليزية، وكان أنيقاً فى ملبسه وفى حديثه وكان يختار كلماته بعناية فائقة ، وكان وجهه بشـوشاً دائماً تعـلوه هـذه الابتسامة "اليابانية" التى اشتهر بها وكان معروفاً أنه مفاوض من الطراز الأو
 
بعد وفاة عبد الناصر اختير «فوزي» في 21 أكتوبر 1970 رئيسًا لمجلس الوزراء، واستمر بتولي شؤون رئاسة الوزارة حتى 16 يناير 1972 عندما اختاره الرئيس السادات ليكون نائبًا لرئيس الجمهورية، واستمر بتولي المنصب حتى 18 سبتمبر 1974 عندما استقال من منصبه وأعلن اعتزاله العمل السياسي.
 
فوزي الذي وافته المنية في 12 يونيو 1981 كان معروفًا بإجادته اللغات الأجنبية، وفصاحته في اللغة العربية، وهدوئه الشديد، وميله للعزلة، والاستغراق في التأمل، فضلاً عن تذوقه للآداب والفنون، حتي إنه كان مغرمًا بتنسيق الزهور علي الطريقة اليابانية في مستهل حياته الدبلوماسية، كما كان واسع الثقافة، متذوقًا لاختلاف الشخصيات الحضارية في الأماكن التي عمل بها.  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة