مسؤول بالخارجية الصينية: السوق المصرى جاذب للاستثمار
الإثنين، 18 سبتمبر 2017 09:47 ص
أكد شياو جون تشنغ نائب المدير العام لشئون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية عمق العلاقات الصينية - العربية بصفة عامة والصينية المصرية بشكل خاص، واصفا العلاقات الصينية المصرية بالراسخة منذ أكثر من ألفى عام والتى بدأت بالتنامى منذ التقارب أثناء رحلات قوافل طريق الحرير القديم الذى كان يربط بين الصين والمنطقة العربية.
وقال المسؤول الصيني، خلال لقائه مع الوفد الصحفى والإعلامى المصرى الذى يزور الصين حاليا، إن العلاقات بين مصر والصين علاقات شراكة إستراتيجية بعيدة المدى، وهو الأمر الذى أكده الرئيسان عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية والصينى شى جين بينغ اللذان تجمعهما علاقات شخصية وعلاقات دولة متميزة، خاصة وأنهما التقيا 5 مرات خلال الفترة الماضية الأمر الذى يؤكد عمق ومتانة هذه العلاقات التى تعد الأساس والضمان لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأضاف أن الحكومة المصرية بذلت جهودا كبيرة فى جذب الاستثمارات منذ فترة وفى سبيل تحقيق ذلك تم إقرار قانون الاستثمار الجديد الأمر الذى أثار اهتمام الشركات الصينية للاستثمار فى مصر، خاصة مع أملهم أن يساهم ذلك فى زيادة الفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس .. موضحا أن الحكومة الصينية تشجع المستثمرين للذهاب الى مصر بما يحقق النفع المشترك .
وأشار إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى للمستثمرين ورجال الأعمال بالجانب المصرى للتواجد والمشاركة فى كافة المعارض الصينية للترويج للفرص الاستثمارية المصرية كما أن هناك معرضا هاما سيقام فى مدينة شنغهاى الصينية سيتم دعوة رجال الأعمال المصريين للمشاركة به من اجل تشجيع وفتح أسواق تصديرية للمنتجات المصرية فى الصين.
وأوضح أن هناك تعاونا ببن البلدين على أعلى مستوى لتطبيق المعادلة 1 زائد 2 و1 زائد 3 والتى تتضمن التعاون بشكل رئيسى فى مجال الطاقة والبنية التحتية والاستثمارات والتجارة وأيضا مشروعات الفضاء والأقمار الصناعية والطاقة الذرية والطاقات الجديدة والمتجددة لتحقيق تعاون على المدى الطويل .
وقال نائب المدير العام لشئون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية، إن هناك تعاونا فعالا بين وزارتى الخارجية الصينية والمصرية وكافة الجهات الأخرى لتعزيز التلاقى بين الرئيسين لتنفيذ إستراتيجية تتفق وتتوافق مع عمق العلاقات وتلاقى الإستراتيجيات لتحقيق صالح الشعبين بما يسهم فى دعم مبادرة "الحزام والطريق" وتعزيز الإستراتيجية والشراكة الكاملة بين البلدين والتعاون الإنسانى والثقافى خاصة وأن لدى مصر والصين حضارات عريقة وتجارب للإستقلال القومى الأمر الذى يوقع على عاتق البلدين مسئولية تحقيق النهضة لشعوبهما .. مؤكدا استعداد الصين لتقديم كافة أوجه العون والمساعدة لمصر لتعزيز هذا التعاون وتحقيق طموحات شعبى البلدين.
وأوضح أن الرئيس الصينى شى جين بينغ أكد فى الكثير من المحافل على تنامى العلاقات الصيتية المصرية ومنها رسالته التى أعلنها فى حفل الافتتاح للدورة السادسة للاجتماع الوزارى للمنتدى الصينى - العربى عام 2014 وخطابه فى مقر جامعة الدول العربية حينما قام بزيارة مصر خلال العام الماضى .. مشيرا إلى أن موقع مصر الجغرافى الممتاز وضخامة سوقها الذى يبلغ 100 مليون مواطن اضافة إلى كونها قوة بشرية لا يستهان، يؤكد أن هناك آفاقاً رحبة فى انتظارها وهو ما أكده الرئيس الصينى خلال اجتماعه مع الرئيس السيسى بقمة "البريكس".
وقال نائب المدير العام لشئون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية إن هذا التعاون بشقية السياسى والإقتصادي، إلى جانب الاهتمام بالقضايا الساخنة بالشرق الأوسط ينطلق من طبيعة إدراك البلدين لكافة القضايا ورعاية لمصالح الشعوب لذلك فالصين تدعم تسوية الخلافات وتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط من خلال الحوار والتفاوض بالإضافة إلى دعمها أيضاً لتبادل الخبرات بما يساعد شعوب المنطقة لاكتشاف طرق التنمية الصحيحة .
وأشار إلى أهمية دعم النشاط السياحى لمصر حيث أكدت الإحصاءات خلال النصف الأول من العام الحالى زيارة عدد السياح الصينيين لمصر الى 160 ألف سائح بزيادة بلغت نسبتها 113% وأصبحت الصين رابع أكبر مصدر للسائحين إلى مصر .
وذكر أن عدد السائحين الصينيين يصل إلى حوالى 120 مليون سائح سنوياً خارج الصين، وأنه على الجانب المصرى لجذب أكبر عدد منهم دراسة متطلبات السائح الصينى والوقوف على إحتياجاته من طبيعة ونوعية الأطعمة وحبه للتسوق والشراء أكثر من شغفه بالأثار وتوفير مستلزماته التى تتناسب نفسيا مع طبيعته وتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية المهمة له حتى يمكنه أن بتجه الى المقصد السياحى المصرى من بين عدة اختيارات متاحة أمامه.
وأضاف أن السياحة من الأنشطة ثنائية الإتجاه ومصر لديها 100 مليون مواطن يمكن لمن يخرج للسياحة فى الخارج اختيار الصين مقصد له الأمر الذى يعزز ويعمق العلاقات ويحفز السائح الصينى لزيارة مصر، معربا عن أمله فى إعداد أفلام مصرية درامية او تسجيلية مترجمة بالصينية وموجهة للسائح الصينى لتحفيزه على التوجه لمصر عبر عرض كافة المقومات التاريخية والترويجية، الأمر الذى سيكون تأثيره أقوى من البرامج التقليدية للجهات الحكومية .
وأوضح أن الصين تسعى من خلال التعاون الاقتصادى إلى إقامة علاقات شراكة مع الدول العربية وخاصة مصر فى إطار اقتصاديات طريق الحرير الاقتصادى والبحرى وأن تشارك فى إستراتيجيات الدول العربية وتدعمها فى تنويع اقتصادياتها من خلال التعاون فى مجال الطاقة بشكل محورى والبنية التحتية وتسهيل التجارة وتشجيع الاستثمار بالإضافة إلى تنمية الطاقة الذرية والأقمار الصناعية والطاقات الجديدة كأساس للتعاون وتبادل الخبرات بين مصر والصين.
وقال نائب المدير العام لشئون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية إن مصر دولة هامة ومحورية فى العالم العربى والإسلامى ولها دور بارز فى الشئون الدولية والإقليمية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يسلك كافة طرق التنمية الآن، والذى التقى مع الرئيس الصينى شى جين بينغ خلال اجتماعات "بريكس" لقادة دول الأسواق الناشئة واتفقا على تواصل الدعم للمصالح الحيوية وخاصة التعاون فى المشروعات الكبرى فى مجال الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية ومكافحة الإرهاب ودعم الأمن.
وأوضح أن هناك تعاونا بين البلدين لجذب الاستثمار المباشر ، وهناك اهتمام من الشركات الصينية بمصر خاصة بعد الاهتمام المصرى بالبيئة القانونية للاستثمار ووجود تيسيرات وضمانات وتسهيلات بقانون الاستثمار الجديد ولائحته التنفيذية الذى يجد ترحيبا من كافة الأطراف وسوف تزداد رغبة الجانب الصينى للاستثمار بمصر .. مشيرا إلى ضرورة استفادة مصر من التجربة الصينية التى بدأت منذ 30 عاماً وقامت بتوفير الأراضى وإدخال كافة المرافق لها سواء كهرباء أو مياه وخلافه ، بالإضافة لشبكة الطرق وخلقت مناخاً جاذبا للاستثمار من الدول المحيطة.
وأكد أن التعاون بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والتجارية يقوم على أسس جيدة وإمكانات كبيرة منها التجاوب والإيجابية المصرية لمبادرة الصين للحزام والطريق إلى جانب التعاون فى البنية التحتية والذى حدث به تطور كبير خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية بين البنك المركزى المصرى ونظيره الصينى لتبادل العملات بقيمة 18 مليار يوان بما يعادل 47 مليار جنيه مصرى والتى يتم تنفيذها الآن بشكل سلس ، ومشاركة الشركات الصينية فى التعاون مع الجهات المصرية فى مجال الطاقة الإنتاجية وبناء أنظمة الطاقة الجديدة بالمنطقة الاقتصادية الجديدة بقناة السويس وتنفيذ المرحلة الأولى من الشبكة القومية للكهرباء، وإقامة قاعدة لإنتاج الأعلاف فى مصر مطلع العام الحالى.
وأشار المسئول الصينى إلى أن المشروع المشترك لإنتاج ألياف الزجاج سيتم الانتهاء منه نهاية العام الحالى الأمر الذى سيوفر فرص عمل للشباب ويساهم فى اقتناص مصر مركزا متقدما فى مجال الألياف الزجاجية إلى جانب إنشاء مشروع خط السكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان .
وقال إن هناك أيضاً تعاونا فعالا فى مجال الثقافة حيث تم التوقيع على تنفيذ 100 مشروع ثقافى مشترك منها ما تم كافتتاح السنة الثقافية المصرية - الصينية بمدينة الأقصر خلال العام الماضى بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسى وشى جين بينغ والذى يعتبر أول مشروع ثقافى من نوعه بين الصين والدول العربية بالإضافة إلى تنفيذ 56 مشروعا ثقافيا آخر حاليا ومستقبلا .
وأضاف "فى الوقت نفسه تعمق التعاون فى المجال التعليمى حيث تم إنشاء معهدين كونفوشيوس و3 مدارس كونفوشيوس بمصر وهناك إقبال مصرى على تعلم اللغة الصينية فى هذه الأماكن وخلال العام الماضى أعلن الرئيس الصينى شى جين بينغ عن تقديم 500 منحة دراسية للجانب المصرى خلال 5 سنوات وكذلك زيادة أعداد الشباب المصرى للصين من خلال برنامج جسر اللغة الصينية وتقديم الدعوة لـ 1000 شاب مصرى قام أكثر من 280 طالبا منهم بزيارة الصين خلال العامين الماضيين .