3 مشاهد في «كامب ديفيد» لم تكن في الحسبان الإسرائيلي
الأحد، 17 سبتمبر 2017 11:04 م
يمر علينا اليوم الذكرى الـ39 على توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» للسلام بين مصر وإسرائيل والتي وقعت يوم 17 سبتمبر عام 1979، وفي حين شهدت الايام التي وقعت فيها الاتفاقية الكثير من الكواليس والتفاصيل الصغيرة، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال السنوات القليلة الماضية الكثير منها خلال السنوات القليلة الماضية بعدما رفعت السرية في بعض الأحيان عن أرشيف وثائق حول سنوات التفاوض عقب حرب 73 وحتى توقيع الاتفاقية.
وكشفت الوثائق التى نشرتها الصحافة الإسرائيلية خلال العام قبل الماضي، مراسلات بين الرئيس محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجن، قبل توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، حيث أكدت الوثائق أن هناك رسائل لشاه إيران للزعيمين كوسيط بينهما، قال فيها الشاه: «إن الصراع لن يحل بالقوة العسكرية ولكن بالطرق السلمية فقط»، مضيفًا: «ما حدث فى الشرق الأوسط منذ زيارة السادات للقدس، كان من المستحيل تحقيقه لولا توقيع الاتفاق المؤقت بين البلدين».
بيجن لم يقتنع بالسلام قبل 8 سنوات من الاتفاقية
يديعوت نفسها كشفت في الوثائق المسربة أنه قبل 8 سنوات من اتفاقية السلام مع مصر فى كامب ديفيد عام 1979 التى وقعها مناحيم بيجن بنفسه مع مصر، هدد بأنه سينحسب من الحكومة هو ووزراء حزبه «حيروت»، فى حال تمت الموافقة على المبادرة الأمريكية وتوقيع اتفاقية سلام مع مصر، والانسحاب من الأراضى التى احتلتها تل أبيب عام 1967، حينما كان وزير دولة بحكومة جولدا مائير.
وقبل سنوات من الاتفاقية كانت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة جولدا مائير، اجتمعت عقب وصول رسالة نيكسون التى عرضها روجرز، وناقشت المبادرة، وقررت فى نهاية المطاف بأغلبية الأصوات قبولها، ولكن على الفور أعلن بيجن الاستقالة وأعضاء حزبه «حيروت» من الحكومة الإسرائيلية، ورفض بشدة المبادرة وعمل على إسقاطها قبل استقالته من جدول أعمال الحكومة دون فائدة، وذلك قبل سنوات من قبول بيجن نفسه للاتفاقية وتوقيعه عليها.
وعلى أثر الاجتماعات المكثفة التى عقدتها حكومة جولدا مائير أعلن بيجن الانسحاب نهائيا من الحكومة فى 4 أغسطس عام 1970 أى قبل قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار بـ4 أيام بعد ضغوط شديدة من حكومة الرئيس الأمريكى نيكسون.
حرب 73 اجبرت تل ابيب على قبول الاتفاقية
الصحافة الإسرائيلية، أكدت أن عدم قبول إسرائيل لمبادرات السلام التى كانت تعرضها الولايات المتحدة الأمريكية، دفعت فى نهاية المطاف لاندلاع «حرب أكتوبر» عام 1973 من جانب المصريين من أجل كسر الجمود السياسى.
وكانت جولدا مائير تصر فى كل مرة ترد فيها على الإدارة الأمريكية على أنه من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل من ناحية وبين مصر والدول العربية من ناحية أخرى لا بد من الوصول لطريق المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وقالت، إنها لا تقبل مقترحات روجرز بالانسحاب الإسرائيلى من قناة السويس التى من شأنها أن تمكن مصر من فتح المجرى الملاحى مرة أخرى، واعترضت بشكل خاص على الانسحاب الإسرائيلى الشامل من سيناء، ولكن بعد الحرب لم يمر سوى اعوام قليلة حتى تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
الموافقة على إخلاء المستوطنات من سيناء لم يكن بالحسبان
من جانب أخر كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في ديسمبر 2014 عن وثائق الجديدة وثقت محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل ومصر، والتى بدأت بعد زيارة الرئيس المصرى الأسبق أنور السادات لإسرائيل فى نوفمبر عام 1979، وتضمنت الوثائق محاضر جلسات المباحثات السرية بين الطرفين، وبرقيات ورسائل وتسجيلات لمكالمات، ومحاضر جلسات الحكومة الإسرائيلية وطاقم المفاوضات الإسرائيلى.
وتضمنت الوثائق السرية التى نشرت لأول مرة أجزاء منها بالصحف العبرية قبل سنوات، تسجيلات لمحادثات أعضاء الوفد الإسرائيلى، التى سجلت بخط البروفيسور الإسرائيلى آهارون باراك، الذى شغل فى حينه منصب المستشار القضائى للطاقم الإسرائيلى المفاوض.
وأوضحت هاآرتس، أن بعض الوثائق تظهر الأسباب التى دفعت رئيس الحكومة الإسرائيلية فى حينه مناحم بيجين، إلى الموافقة على إخلاء آخر المستوطنين، بعد أن سبق وصرح بداية، بأن إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من سيناء ليس بالحسبان.