القاهرة تحكم زمام الأمور في غزة.. وتنسيقات قوية لحل الأزمة الفلسطينية
الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 07:00 م
شهدت الآونة الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في العمليات الإرهابية الأكثر شراسة في سيناء، بعدما ارتفعت حدة العمليات في السنوات الماضية إلى 5 أو 6 عمليات في الشهر الواحد انخفضت إلى واحدة كل 6 أو 7 أشهر.
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية جامعة القدس، يرى أن السبب وراء انخفاض وتيرة العمليات الإرهابية في الداخل المصري، مضيفًا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تنسيقًا لأعلى مستوى بين الجانبين لإحكام الخط الحدودي.
القيادي بحركة فتح الفلسطينية لصوت الأمة، قال إن التفاهمات الأمنية اقتضت توسيع العمل الشرطي الحمساوي، وإحكام السيطرة على الأنفاق.
وحدات حماس على الحدود المصرية
تنسيق أمني
من بين التفاهمات الأمنية، اعتماد مكتب دائم للقاهرة داخل القطاع، يتضمن مسئوليين أمنيين، إضافة إلى إقامة «منطقة عازلة» بعمق 100 متر داخل القطاع الفلسطيني وبطول 13 كيلوًا مترًا، وفق «الرقب».
وفق مصادر فلسطينية، لصوت الأمة، شهدت المنطقة الحدودية حراكًا أمنيًا مكثفًا، حيث زار وفدًا أمنيًا مشترك المنطقة، للتنسيق حول تركيب كاميرات مراقبة وإنارة الخط الحدودي بالكامل.
التصريحات أكدها الرقب، مضيفًا أن حماس اتخذت خطوات جادة في ذلك، فقد وسعت دائرة الاعتقالات بين عناصر السلفية الجهادية والموالين لأنصار بيت المقدس في سيناء، وشن عمليات عسكرية وصلت للاشتباك المباشر بين وحدات النخبة التابعة للقسام والعناصر الإرهابية.
شهدت المنطقة الحدوية من جانب القطاع عمليات إرهابية الشهر الماضي، تبناها تنظيم داعش الإرهابي، معلنًا في بيانات صادرة عن منابره الإعلامية، أخرها تفجير حزام ناسف أسفر عن مقتل شرطي حمساوي.
اعتبر «الرقب» تلك العملية ردًا على التنسيق الأمني المصري الحمساوي، يقول: «كلما زاد التنسيق بين مصر وحماس كلما زادت وتيرة العمليات».
تفاهمات سياسية
يقول المحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك مساعي حثيثة لإتمام المصالحة الفلسطينية، وأن القاهرة تقود تعاونًا سياسيًا بين كافة الفصائل لإحلال استقرار سياسي في القطاع، تشمل القيادي الفتحاوي المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح، كأيقونة رئيسية.
وأشار إلى أنه كانت هناك عدة عقبات تقف في وجه المصالحة منها تعنت إدارة فتح «أبو مازن»، وذلك هناك مساعي لإتمام مصالحة بين «فتح دحلان» وحماس، التي كانت تقود مخطط تشويه لدحلان في السابق، وذلك ظنًا من جماعة الإخوان الإرهابية أن «دحلان» يتصدى لمشروع الإخوان المدعوم قطريًا وتركيًا في المنطقة.
الدكتور أيمن الرقب
مساعي القاهرة
واعتبر الرقب الزيارت المتكررة لقادة حماس وفتح على القاهرة، تنبأ عن قرب إتمام المصالحة، مشيرًا: «المصريون مقتنعون بضرورة حل الأزمة، والمساعي المصرية قائمة على قدم وساق لحل الأزمة، لإيجاد مصالحة بين «فتح أبو مازن» وحماس، وأن القاهرة تنتظر عودة أبو مازن من الولايات الأمريكية لاستكمال المفاوضات».
وتستقبل القاهرة الجمعة المقبل، وفدًا من حركة فتح لبحث سبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، يضم كلًا من عزام الأحمد، عضو المجلس الثوري ورئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح، وحسين الشيخ، ووزير الشئون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وروحي فتوح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية بالحركة.
وكان وفد من حركة حماس الفلسطينية، برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، غادر القاهرة اليوم الأربعاء، بعد 3 أيام من زيارة رسمية؛ للتنسيق بشأن القضية الفلسطينية وبحث الوضع الأمني على الحدود المصرية.
وعن وجود اتصالات مباشرة بين إدارة حماس ودحلان، نفى أبو الرب ذلك، يضيف: «هناك اتصالات بين مسئوليين من حماس وقادة من تيار دحلان تمهد لاتصالات مباشرة».
إسماعيل هنية
تطورات
شهدت الساحة الفلسطينية تطورات سياسية هامة، تمثلت في إعلان حركة الجهاد الإسلامي عن دعمها لكافة الجهود الحثيثة لإحلال المصالحة الفلسطينية بين منظمة التحرير –فتح- وحركة حماس، ومطالبتها الإدارة المصرية بتكثيف الجهود لحلحلة الأزمة.
دلالات عدة كانت تختفي بين سطور المطالب التي أعلنتها الحركة، الجمعة الماضية، خلال مسيرة نظمها أعضاءها بعد صلاة الجمعة، على لسان أحد قياديها «خالد البطش»، أبرزها نجاح الجهود الدبلوماسية المصرية في إيجاد اتفاق سياسي بين الحركات والفصائل الفلسطينية على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية بين فتح وحماس.
ما يعني أن الفصيل المقرب من إيران في السابق، يؤكد أن القاهرة تملك أدواتها التي تمكنها من تغيير عناصر المعادلة المعقدة في قطاع غزة.
للتفاصيل.. دلالات مسيرة الجهاد.. أولها كتف قانوني من «القاهرة» لقطر وإيران وتركيا
قطر خارج المعادلة
هناك جهود القطرية لإفشال المصالحة الفلسطينية والتي ترعاها القاهرة، أكد الرقب أن هناك أطراف تلعب أدوار سيئة لإفساد تلك المصالحة كقطر وتركيا، معقبا: «لا يريدون أن تعود فلسطين لوحدتها، وأن يكون هناك حالة صحية في الشارع الفلسطيني»، وذلك في تصريحات تليفزيونية على قناة العاصمة الجمعة الماضية.
الرقب أكد اليوم لـ«صوت الأمة»، أن غزة وفلسطين بأكملها تؤمن بشكل كامل ن الكلمة العليا في حل الأزمة لمصر، مضيفًا: «غزة تعيش في كنف مصر، والكلمة العليا بطبيعة الحال للجار الجغرافي.
يكمل الرقب أن «الجيوسياسة» - الجغرافيا السياسية- تفرض نفسها على الساحة الإقليمية، وبالتالي فإن أي جهود لم لتركيا وقطر ستفشل، ولن يستطيعوا تعزيز الخلاف الأمني والسياسي لوجود الجار المصري بقوة في المنطقة، مشيرًا إلى أنه كانت هناك جهود في الماضي لكنها فشلت.