تحقيقات واقعة نبش مقابر أسيوط تكشف «مافيا الربع مليون جنيه»
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 03:48 مأسيوط - ضحا صالح وهيثم البدري
لازالت قضية العثور على رفات موتي وجماجم بطريق مركز القوصية - قرية مير تحتل المركز الأول في أحاديث الأهالي بمحافظة أسيوط ، ولا يزال يسيطر الرعب والقلق على الأهالي بعد العثور على ١٤ جوالا معبأة برفات الموتى وسط أكوام القمامة.
وتباشر نيابة أسيوط تحقيقاتها في الواقعة لليوم الثامن علي التوالي بعد العثور علي رفات موتى للمرة الثانية خلال ١٤ يوم ، حيث تنتظر نيابة القوصية تقرير الطب الشرعي حتي تتمكن بعدها من إصدار القرار بدفن رفات الموتى والتي عثر عليها منذ ايام للمرة الثانية، حيث كانت النيابة قد أصدرت قرارها بدفن رفات الموتى التي عثر عليها في المرة الأولي بمدافن القرية.
وفِي هذا السياق تواصل نيابة شمال أسيوط برئاسة المستشار شريف الزاوى المحامي العام لنيابة شمال أسيوط تحقيقاتها بعد الاستماع إلى شهادة الشهود، وعدد من الحفارين بالمقابر وبعض مخبري وخفراء المنطقة، بعد ورور التقرير الهندسي الصادر من مجلس مدينة القوصية بشأن المقابر محل الواقعة والتي أثبتت أن المقابر مبنية من السبعينات، وأنها مقابر صدقة وتم نبشها وتجديدها تمهيدا لبيعها نظرا لارتفاع أسعار أراضي المقابر في المنطقة، وبعد الإطلاع على تحريات المباحث والتي توصلت إلى أن أربعة من الأشقاء وراء ارتكاب الواقعة وطلبت النيابة العامة فى قرارها سرعة ضبط المتهمين وستوجه النيابة العامة للمتهمين تهم نبش القبور، وانتهاك حرمة الموتى، والاستيلاء على أرض غير مملوكة لهم وائتلاف ممتلكات الغير مع سرعة، وضبط الأدوات المستخدمة في الواقعة للهدم، ونقل الجثث، مع تغريمهم مع استعجال تقرير الطب الشرعي لبيان المدة الزمنية للرفات، وما إن كانت الوفاة طبيعية من عدمه.
ومن جانبها قالت المهندسة هويدا الشافعي رئيس مجلس المدينة، إن القضية لاتزال قيد التحقيقات بالنيابة العامة مضيفه أن تقرير الإدارة الهندسية والذي تم الانتهاء منه بعد معاينة المقابر اثبت أن هناك مقابر صدقة قديمة تم بناؤها منذ السبعينات، والتي يدفن بها فاقدي الأهليه وعابري السبيل ومجهولي الهوية تم عمل إحلال وتجديد لها خلال الفترة الأخيرة، وأوضحت الشافعي أن رفات الموتي التي تم العثور عليها في المرة الأولي تم استخراج تصريح دفن لها من قبل النيابة وتم دفنها بمقابر الصدقة، ولكن الرفات التي عثر عليها في المرة الثانية لا زالت تحت تصرف الطب الشرعي لعمل تحليل الدي أن إيه وفِي انتظار تصريح الدفن من قبل النيابة بالدفن في أحد مقابر الصدقة عقب الانتهاء من التحقيقات.
وفِي نفس السياق قال مصدر أمني في تصريح خاص إن تحريات فريق البحث المشكل برئاسة اللواء اسعد الذكير مدير المباحث الجنائية بمديرية امن اسيوط توصلت إلي أن وراء واقعة العثور علي جماجم ورفات علي طريق قرية مير ٤ من الاشقاء هم ( أ- علي) و ( ش-علي) و(م-علي) و ( ع- علي ) ( مازالوا هاربين) وتكثف مديرية أمن اسيوط جهودها لضبطهم حيث تم إعداد عدد من الكمائن ونقاط التفتيش وداهمت الشرطة منازلهم بقرية مير، الا انه لم يتم القبض عليهم حتي الآن ، وتبين من خلال التحريات أن الأربعة أشقاء اتفقوا فيما بينهم علي اخلاء احد مقابر الصدقة بالقرية من رفات الموتي وإلقائها بالقمامة ومن ثم بيع المقابر علي انها جديدة نظرا لارتفاع سعر المقابر بالمركز والذي تعدي ال ٢٥٠ الف جنيها وقدرت هذه الرفات في الحصر المبدئي ب ٢٧ جمجمة وهيكل عظمي وضعت داخل ١٤ جوال وقام المتهمين بإلقائها علي الطريق الصحراوي.
وكانت النيابة العامة قد استمعت لشهادة الشهود في الواقعة حيث قال "م. ا. ز"43 عاما، حفار بمركز القوصية، إن مجموعة من الأشخاص يعملون بالسمسرة العقارية بالقوصية، قاموا بنبش مدفن "الصدقة" والمخصص لدفن الجثامين للغير القادرين على شراء مقبرة بالقرية نظرا لارتفاع أسعار الأراضى وضيق المقابر القديمة .
وأضاف "ف.س.ح" 55عاما، حفار، أن السماسرة عقب انتهاءهم من نبش المدفن شرعوا فى إعادة تقسيمه، وبيعه للمواطنين نظرا لإقبال المواطنين القاطنين بمركز القوصية على شراء مقابر جديدة بمنطقة مدفن الصدقة.
وأشار"ف. ص. ح" 42 عاما، حفار إلى أن الأشلاء والجماجم التى تم العثور عليها ملقاة بالطريق الصحراوى الغربى بقرية مير تعود لرفات وأكفان قديمة جدا لأكثر من 30 سنة وهى فترة السبعينات.