المرأة التونسية ..سلاح الثقافة
الإثنين، 11 سبتمبر 2017 11:39 م
ما يثار هذه الأيام حول مشاريع قوانين تونسية اقترحها الرئيس الباجى قائد السبسى تعطى امتيازات للمرأة التونسية فى الإرث والزواج ، لاتخرج عن كونها " قصر نظر" ، ورؤية سطحية للأمور من لوبى ذكورى معاد لحقوق المرأة على طول الخط، ومنكر لفضلها أما و زوجة وابنة ورائدة فى مجتمعها.
وبعض الكتابات في هذا الموضوع تنم إما عن جهل وعدم دراية بطبيعة المجتمع التونسي الذي تشكل فيه المرأة رافدا مهما وعمودا راسخا ، فلا بيت أو عمل تكتمل دعائمه ويصمد بنيانه الداخلي بدون المرأة.أو كتابات وراءها عقليات تعشش فيها العناكب وأكل عليها الدهر وشرب.
ومما لاشك فيه أنه لم تحظ امرأة في عالمنا العربي بمثل ما حظيت به المرأة التونسية من حقوق ومكتسبات على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية ، فأصبحت وزيرة وجنرالا ومؤثرة في مجتمعها المحلى والإقليمي والدولي.
والفضل في كل ذلك يرجع للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي رسخ لحقوق المرأة التونسية ورفع مكانتها بين الأمم ، فقد حصلت المرأة التونسية في عهده على حق العمل السياسي تصويتا وترشيحا ومنع بورقيبة تعدد الزوجات حرصا على الأسرة التونسية المتماسكة رغم هزات الانفتاح على الغرب.
وقد آمن بورقيبة ببنت بلاده أما وزوجة وابنة ، وقدر تضحياتها فى مواجهة الاستعمار ،
وكان بورقيبة يردد فى خطابات السياسية :"سأفرض حرية المرأة وحقوقها بقوة القانون .. لن أنتظر ديمقراطية شعب من المنخدعين بالثقافة الذكورية باسم الدين " .
وقرر بورقيبة تطبيق فلسفته وما يؤمن به على أرض الواقع ، فقام بمنع الزواج العرفي وفرض الصيغة الرسمية للزواج وتجريم المخالف، وكذلك إقرار المساواة الكاملة بين الزّوجين في كل ما يتعلق بأسباب الطلاق وإجراءاته وآثاره، كما منع الطلاق إلا من خلال القضاء .
ما العيب أن يسير السبسى على نفس خطى رفيق كفاحه بورقيبة ويحذو حذو الزعيم المؤسس لدولة الاستقلال ، في استكمال تطلعات المرأة التونسية لنيل كافة حقوقها وهى التي تعمل وتكد وتعرق صباح مساء فى أكثر من وظيفة في سبيل إسعاد أسرتها الصغيرة وعائلتها الكبيرة.
ورغم ذلك لا تراها أبدا تنسى أنوثتها في المزارع والمصانع والشوارع المتربة ، بل تحافظ على صورتها الجميلة أمام الآخرين.
تحية للمرأة التونسية وهى تخوض معركة الألكسو أو يونسكو العرب ممثلة في الدكتورة حياة القرمازى ، تلك المرأة القوية التي تشهر سلاح الثقافة في دعاة الظلام وعودة المرأة للدار ..لتبقى تونس بوجهها الحضارى وجذوة تجديدها وتفردها التى لاتنطفى أبدا مهما كانت العواصف والتحديات.