«إلغاء الكتب الورقية».. تصريح وزير التربية والتعليم أربك قطاع الكتب.. محاولات قريبة لإثارة البلبلة.. توفير 500 مليون جنيه ومراجعة المكافآت أبرز خطوات الوزير

الأحد، 10 سبتمبر 2017 09:57 م
«إلغاء الكتب الورقية».. تصريح وزير التربية والتعليم أربك قطاع الكتب.. محاولات قريبة لإثارة البلبلة.. توفير 500 مليون جنيه ومراجعة المكافآت أبرز خطوات الوزير
طارق شوقى
ريم محمود

يعد قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، من أهم قطاعات الوزارة المثمرة والتي تنتج أموال عديدة ولكن يبقي السؤال دائما : إلى أين تذهب أموال قطاع الكتب، حيث يعتبر طباعة كتب العام الدراسي «موسم» للبعض لجمع الأموال، ويعد هذا الأمر، وهو ما جعل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يؤكد فى أكثر من حديث صحفي له أن المصالح الشخصية توجد كنوع من أنوع الفساد بالديوان، وأنه يوجد بعض الاشخاص  ممن استفادوا من النظام الحالي للتعليم، وهو من يقاومون  التغير بشراسة.

ماذا فعل تصريح وزير التربية والتعليم بالإستغناء عن الكتب الورقية ؟

هذا التصريح الذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بالأمس في مؤتمر صحفي له بالجامعة الأمريكية، أنه سوف يتم الإستغناء عن الكتاب الورقي خلال عامين، وسوف تكون جميع الكتب «رقمية»، أوجد حالة من الارتباك سادت القطاع منذ أمس، حيث كشف أحد الموظفين أنهم سوف يعترضون على ذلك خلال الأيام القادمة معتبرين أن طباعة الكتب «أكل عيشهم».

بيزنس طباعة الكتب يبدأ بـ 2 مليار جنيها ويبنتهي بـ 4 مليار

كشفت مصادر بديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن طباعة الكتب في الأعوام الماضية كانت تكلف الوزارة 2 مليار و700 مليون جنيه، ولكن هذا العام وصلت التكلفة الي 4 مليار مع إرتفاع الاسعار، وأشارت المصادر أن «بيزنس طباعة الكتب» يكمن فى ترسية المناقصة على المطابع، حيث يتحكم بعض قيادات قطاع الكتب فى ترسية مناقصة طباعة الكتب علي المطابع الكبيرة حاصة الكتب التي يكون مكسبها أكبر مثل كتب الـ 4 لون، في حين يتم إعطاء كتب التعليم الفني التي تمثل خسارة لهم للمطابع «الفقيرة»، بالاضافة الى أن اللجان الخاصة بالترسية والتى تحتوى على 13 شخص من قطاع الكتب وتكون جميعها من «الاحباب» ويحصل الشخص الوحيد فيها على 3000 جنيه مقابل حضور جلسات الترسية التي تكون علي مدار 3 أيام فى العام الواحد.

مكافآت قطاع الكتب 900 يوم

معظم المنتدبين لديوان عام وزارة التربية والتعليم يريدون أن يكون مكانهم قطاع الكتب، ويكمن السر فى مكافآت الإمتحانات التي يحصلون عليها، خاصة وأنهم يحصلون على 900 يوم مكافآت للإمتحانات بخلاف باقي القطاعات التي تحصل على 600 يوم، وهو ما سعي الوزير لمواجهته خلال الأيام الماضية الأيام الماضية، حيث قام بتشكيل لجنة لإعادة بحث صرف هذه المكافآت وستكون بالتقييمات لمن يستحق فقط، وكانت هذه هي النقطة الثانية التي أثارت غضب قيادات وموظفين الديوان.

أشهر واقعة فساد بقطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم

 في 31 مارس الماضي أى فى بداية تولى الدكتور طارق شوقي حقيبة وزارة التربية والتعليم، كشفت مصادر بديوان عام الوزارة، كواليس ضبط تاجر الكتب الملغاة وورق الدشت من قبل الرقابة الإدارية داخل قطاع الكتب بمنطقة السادس من أكتوبر، قالت المصادر أن تفاجئ قطاع الكتب بدخول 18 سيارة نقل جاءت فى الساعة الثامنة صباحا وغادرت القطاع فى التاسعة مساءا وخرجت محملة بورق دشت وكتب ملغاة، حيث تم تحميل 17 عربية وخرجت العربية الـ 18 غير محملة، وهو ما جعل البعض يشعر بأن الحركة داخل القطاع مريبة،  وأن امرا غريبا يحدث،  فقاموا بإبلاغ الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وعلى الفور قامت الوزارة بإبلاغ الرقابة الإدارية التى بدأت فى إتخاذ إجراءاتها، وأستعدت لعمل "كمين" لصاحب هذه السياراتالتى تقوم بتحميل الكتل الملغاة وورق الدشت
.

وقالت المصادر لـ« صوت الأمة» أن التاجر الذى قام بتحميل هذه السيارات، ذهب الى فرع قطاع الكتب بالسادس من أكتوبر ليحمل أيضا بعض الكتب الملغاة وورق الدشت من هناك ، وقام بمحادثة أحد أفراد الأمن يدعى (أ.م) والذى كان يساومه على رشوة بالإتفاق مع الرقابة الإدارية وقال له فرد الأمن :" إشمعنا بتزبط بتوع فيصل ومتزبطناش إحنا "، وقال له التاجر :" أنا لسه مزبط مدير عام هناك بـ 60 ألف جنيه وخلاص فرقت كل الل معايا"، وظلت المساومة حتى وصلت لـ 40 ألف جنيه، حتى يسمح له قطاع الكتب بأكتوبر بأن يقوم بتحميل السيارات الخاصة به بالكتب الملغاة، وفى هذه اللحظة تم ضبط التاجرمن قبل الرقابة الإدارية.

وعن خلفية تعامل هذا التاجر مع الوزارة منذ عام 2015، قالت المصادر بالديوان أن هذا التاجر يدعى (م.ج) وله مصالح كثيرة مع قطاع الكتب بديوان عام وزارة التربية والتعليم، ويأخذ دائما الكتب الملغاة وورق الدشت من الوزارة لإعادة تدويره أو تصنيعه، بالإضافة الى أنه يروج للكتب المدرسية الخاصة بالوزارة فى السوق السوداء .

وقالت المصادر أن (م.ج) المتهم في قضية الرشوة هو أحد أصدقاء قيادات الكتب ويدعى (م.د) وهو الذى يسهل له جميع الإجراءات الخاصة به داخل قطاع الكتب.

وحصلت «صوت الأمة» على نسخة من العقد المبرم مع هذا المتهم لبيع ورق الدشت والكتب الملغة، كما حصلت صوت الأمة أيضا على مستند تم عمله فى 2015، ويستمر حتى الآن ويثبت  التلاعب في عملية بيع الورق الدشت والكتب الملغاه، حيث تقضي اللوائح بتشكيل لجنه تسليم من قطاع الكتب وعضو الخدمات الحكومية وعضو من التوجيه المالي والإداري وعضو من الشئون القانونية، ولكن ما يحدث فى المستند عكس ذلك، حيث تم إختفاء توقيع العضو المالى والقانونى، لم يثبت المستند حتى توقيعهم بالعلم.

كيف وفرت وزارة التربية والتعليم فى طباعة الكتب ؟

تغلبت وزارة التربية والتعليم على ارتفاع سعر طباعة الكتب نتيجة ارتفاع أسعار الورق المستخدم بعدة إجراءات منها حذف الاختبارات والتدريبات من الكتب لتقليل الصفحات المطلوب طباعتها، والتوسع في شرح بعض الكتب الدراسية كمناهج تفاعلية ورفعها على موقع الوزارة؛ وذلك حرصًا من الوزارة على مساعدة الطلاب للاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة
.

كما تم دمج بعض الكتب المدرسية (فصلان دراسيان) في كتاب واحد للعام الدراسي وفي الحدود المقبولة لحجم الكتاب بالنسبة لكل مرحلة دراسية، مما ساهم فى تخفيض أعداد الصفحات المطلوب طباعتها ومنها: (كتب التربية الفكرية بإجمالي عدد 19 منهج، وكتب الإعدادي المهني، حيث تمت الموافقة على دمج كتب المجال (صناعي، وتجاري، وزراعي) للصفوف الثلاثة ليصبح إجمالي عدد المناهج 9 مناهج، بالإضافة إلى كتاب الدراسات الاجتماعية للصفين الرابع الابتدائي والخامس الابتدائي، وصرف كتب التربية الدينية ( الإسلامية – المسيحية ) الخاصة بمرحلة الإعدادي العام لمرحلة الإعدادي المهني .

وتم طبع قصص الموضوع الواحد للصفين الأول والثاني للمرحلتين (الإعدادية – الثانوية) بنسبة 25% فقط من الكميات المطلوبة، على أن توضع بمكتبات المدارس لتيسير حصول الطلاب عليها مع رفع نسخة الكترونية على موقع الوزارة.

وفي مجال كتب التعليم الفني، فقد تمكنت الوزارة من تقليل عدد صفحات الألوان لكتب التعليم الفني دون الإخلال بالمحتوى العلمى من خلال تعديل عدد (58) كتاب بمرحلة التعليم الزراعي و(50) كتاب بمرحلة التعليم التجاري، بالإضافة إلى طباعة كتب التعليم الفني التي يتم طباعتها على مستوى الجمهورية بأقل من عدد (1000) نسخة بمعرفة قطاع التعليم الفني، كما تم طباعة الاسطوانات الصوتية الخاصة بكتب اللغات للمرحلة الإعدادية والثانوية، ويتم إتاحتها للطلاب من خلال مكتبات المدارس، وقد تم التنسيق مع الإدارات والمديريات التعليمية لضبط منظومة حصر احتياجاتهم من الكتب للطباعة فى حدود المطلوب فعليًا دون أى زيادات.

وزارة التربية والتعليم توفر 500 مليون جنيها من طباعة الكتب

وكشفت مصادر مطلعة في ديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة وفرت 500 مليون جنيه من أصل 2 مليار جنيه خلال طباعة كتب العام الدراسي المقبل.

وقالت المصادر في تصريحات لـ«صوت الأمة» إن هذا التوفير جاء بعد التخفيف الذي حدث في المناهج الدراسية، وسوف يتم استغلاله في تطوير المدارس والعملية التعليمية.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق