«أرامكو».. كبرى شركات البترول في العالم ماذا ستكشف للمستثمرين؟
الجمعة، 08 سبتمبر 2017 09:34 م
قالت وكالة «رويترز» أنه عندما تكشف «أرامكو» السعودية عملاق قطاع النفط عن أوضاعها المالية للمرة الأولى العام القادم سيكون لزاما عليها إما أن تفاجئ المستثمرين بأرباح قياسية عالميا أو أن تخفض تطلعاتها بتحقيق قيمة قدرها تريليوني دولار في الطرح العام الأولي.
وتابعت «رويترز» قائلة "لطالما تجادل المستثمرون حول ما إذا كان باستطاعة أرامكو أن تصل بقيمتها إلى أي رقم يقترب من التريليوني دولار الذي اقترحه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الراغب في جمع سيولة من خلال الطرح العام الأولي لتمويل استثمارات تهدف إلى مساعدة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم على التخلص من الاعتماد على الخام.
واستنادا إلى احتياطيات «أرامكو» النفطية البالغة 261 مليار برميل والقيمة التي تتراوح بين 7 و8 دولارات لبرميل الخام، والتي تتماشى مع الاستحواذات التي تمت في القطاع في الآونة الأخيرة مثل شراء «توتال» لأصول "ميرسك" النفطية، تستحق الشركة قيمة تقترب من التريليوني دولار، حسب«رويترز».
لكن هذا ليس هو المعيار الأوحد لتحديد القيمة التي تستحقها شركة عاملة في قطاع الطاقة، وبمقاييس أخرى، قد تمثل القيمة المستهدفة لأرامكو تحديا، ومعظم المعايير الأخرى لأكبر شركة منتجة للنفط في العالم هي ببساطة غير معروفة ولن يتم الكشف عنها قبل أن تنشر الشركة نتائجها المالية قبيل الطرح العام الأولي المزمع في عام 2018.
وذكرت الوكالة بيد أن حسابا بسيطا باستخدام النسب المقبولة عالميا لنظراء «أرامكو»، وهي قيمة الشركة مقابل الأرباح الأساسية (الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك)، تظهر أن على الشركة السعودية الإفصاح عن أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنحو 130 مليار دولار لكي تبلغ قيمتها تريليوني دولار.
ومثل هذه الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك ستكون في طليعة الأرقام الأهم عالميا، ولم يسبق أن أعلنت أي شركة في أي من القطاعات عن أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك فوق 100 مليار دولار.
في المقابل أعلنت «أبل»، عملاق التكنولوجيا وأكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية التي تفوق 830 مليار دولار، أرباحا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغت 82 مليار دولار في 2015 وفق بيانات «تومسون رويترز ايكون».
وأعلنت «إكسون موبيل»، أكبر شركة طاقة مدرجة في العالم بقيمة سوقية بلغت 365 مليار دولار في 2016، أرباحا قبل الفوائد والضرائب الإهلاك والاستهلاك بلغت 23 مليار دولار العام الماضي ، وفي عام 2012 أعلنت الشركة أرباحا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغت 65 مليار دولار، لكن ذلك وقت أن كان النفط يجري تداوله فوق 100 دولار للبرميل بينما يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت الآن نحو 54 دولارا للبرميل.
وفي العام الماضي، جرى تداول إكسون عند نسبة تجاوزت 15 مرة لقيمة الشركة مقابل الأرباح الأساسية، وهي قيمة مرتفعة بمعايير قطاع الطاقة، وإذا ماثلت «أرامكو» النسبة المرتفعة تلك فستحتاج أن تبلغ أرباحها الأساسية نحو 130 مليار دولار للوصول بقيمة الشركة إلى المستوى المستهدف، وعادة لا ترد «أرامكو» على طلبات التعليق على الكيفية التي ستصل بها إلى رقم تريليوني دولار.
و إذا وصل سعر النفط إلى 70 دولارا للبرميل فليس من المستحيل أن تصل إيرادات الشركة إلى 250 مليار دولار سنويا. وبالنظر إلى أن التكاليف التشغيلية لأرامكو من الأقل عالميا، فليس من المستحيل أن نراهم يحققون 100 مليار دولار سنويا وأكثر كأرباح، بالإضافة إلى الجوانب المالية، سيقيم المستثمرون المخاطر المرتبطة بالبلاد عند تحديد قيمة «أرامكو».
وتستفيد «إكسون» من أن مقرها في الولايات المتحدة وإن كانت بعض عملياتها وإنتاجها في دول غير مستقرة سياسيا.
أما مقر «أرامكو» الرئيس ففي السعودية التي تقع في منطقة متقلبة وتربطها حدود باليمن الدائرة بها حرب حاليا.
وقال مصرفي غربي «أرامكو دون شك شركة رائعة وحديثة وعالية الجو، لكن لا يمكن لأحد أن يقول إن السعودية بلد رائع من وجهة نظر جيوسياسية.