دلالات مسيرة الجهاد.. أولها كتف قانوني من «القاهرة» لقطر وإيران وتركيا
الجمعة، 08 سبتمبر 2017 04:44 ممحمد الشرقاوي
تطور جديد على الساحة الفلسطينية، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن دعمها لكافة الجهود الحثيثة لإحلال المصالحة الفلسطينية بين منظمة التحرير –فتح- وحركة حماس، ومطالبتها الإدارة المصرية بتكثيف الجهود لحلحلة الأزمة.
دلالات عدة كانت تختفي بين سطور المطالب التي أعلنتها الحركة، صباح اليوم، خلال مسيرة نظمها أعضاءها بعد صلاة الجمعة، على لسان أحد قياديها «خالد البطش»، أبرزها نجاح الجهود الدبلوماسية المصرية في إيجاد اتفاق سياسي بين الحركات والفصائل الفلسطينية على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية بين فتح وحماس.
أن ينطق لسان «البطش» المقرب جدًا من النظام الإيراني، دعيًا مصر استئناف جهودها لاتمام المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة وإزالة الانقسام، تأكيد على أن القاهرة تملك أدواتها التي تمكنها من تغيير عناصر المعادلة المعقدة في قطاع غزة.
جاءت كذلك مطالبة الرئيس محمود عباس أبو مازن بإرسال وفد لقطاع غزة، لبحث آليات تطبيق المصالحة وفقًا للاتفاقات التي تمت مؤخرًا في القاهرة، ليبين أن الأخيرة رقمًا أساسيًا فى معادلة المصالحة وما بعدها من ترتيبات حل القضية الفلسطينية، الأمر الذي يراه عدد من المراقبين قاب قوسين أو أدنى.
الربط بين دعوة القاهرة ومطالبة حركة فتح وأبو مازن بالعودة عن الإجراءات العقابية ضد أبناء قطاع غزة، مع مطالبة حركة حماس بسحب الذرائع وحل اللجنة الإدارية التي تم تشكيلها لإدارة شئون القطاع، والتشديد على تطبيق اتفاق القاهرة ٢٠١١ الذي تم برعاية مصر، والذي نص على حل الانقسام السياسي والإداري بين الفرقاء الفلسطينيين، إشارة لا تحمل تأويلات سوى رغبة أن يكون إتفاق القاهرة دستورًا للمصالحة التي تسعى لها حركة الجهاد.
وحذر البطش من عقد المجلس الوطني لمنظمة التحرير في رام الله بدون توافق وطني مسبق.
فعلى مدار الأعوام الماضية بداية من الانقسام الفلسطيني، تضافرت جهود الدولة المصرية، وباتت تتطلع إلى «نهاية الانقسام الفلسطينى»، وتأمل فى أن تتوحد الجهود الفلسطينية من أجل الوصول إلى «الحل العادل والشامل». ولسحب «الذرائع الإسرائيلية» الخاصة بعدم وحدة الفلسطينيين، وصعوبة الوصول إلى حل.
من بين الدلالات، زيادة الخلاف بين الحركة المدعومة إيرانيًا في السابق، والذي بدأ في 2015، بعد رفض الحركة الفلسطينية إدانة «عاصفة الحزم» التي أطلقتها المملكة السعودية في اليمن للقضاء على الحوثيين.
الحركة كانت تعتمد بشكل أكبر على تمويل طهران، وكان لها ممثلين داخل الجمهورية الإسلامية من بينهم خالد البطش، مندوب الحركة السابق بطهران.
تعليق الحركة على الأزمة مع طهران، كان واضحًا بأن موقفها سيبقى ثابتًا ولن تتدخل في أي شأن عربي، إضافة: «إيران كانت تعتقد أنه يمكن للجهاد أن تقف إلى جانبها في كل شيء، على غرار الموقف الذي اتخذته الحركة من الأزمة السورية، لكن ذلك لم يحدث».
ورغم أن الحركة أعادت علاقاتها بإيران في 2016، حينما زار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان عبدالله شلح، طهران، وقتها لقى استقبال حافل من القيادة الإيرانية، رغبة طهران في التسويق لصورة الحاضن للفصائل الفلسطينية ومحاولة دحض العزلة الإقليمية التي تطوقها جرّاء سياساتها العدوانية.
بتصريحات البطش الجديدة والتأكيد على الدور المصري، بات من المؤكد عودة العزلة على طهران في فلسطين، وبات دورها مقتصرا مع حركة الصابرين الشيعية.
لم يعد لإيران دورًا غير في بلاد الشام، وهو ما نجحت فيه الدبلوماسية المصرية في عودة العلاقات الإقليمية مع العراق، وإحداث توافق عراقي سعودي مصري على ضرورة حل الأزمة في بلاد الشام.