«النهايات المرتقبة» لقطر.. سيناريو الانقلاب السلمي (الحلقة الرابعة)
الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 12:30 ص
صدرت مؤخرا دارسة تحت عنوان «الأزمة القطرية: النهايات المرتقبة..تحليل النتائج المحتملة لأزمة القيادة القطرية» أعدتها الهيئة المنظمة لمؤتمر :«قطر فى منظور الأمن والاستقرار الدولى»، الذى سيعقد فى لندن منتصف الشهر الجارى.
وأوضحت الدارسة أن هناك 3 سيناريوهات رئيسية لنهاية الأزمة الدبلوماسية التي حدثت عقب عزل قطر على يد التحالف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في يونيو 2017، أولها المصالحة أو الانقلاب السلمى، أو التدخل الأجنبى، وعقب تناولنا السيناريو الأول، نسلط الضوء على السيناريو الثانى « الانقلاب السلمي..تغيير القيادة عقب مغادرة الدعم التركي».
أكدت الدراسة، تزايد العقوبات القائمة ووجود احتمالات باستمرارها على قطر سيشكل ضغطا على الأمير تميم، مع تزايد في التبرم الشعبي وإمكانية حدوث تدخل عسكري خارجي ليس بوسع القوات المسلحة القطرية، والتي يصل تعداد أفرادها إلى نحو 11 ألف جنديا، أما النتيجة المرتقبة للتصعيد هي أن الأمير تميم سيلجأ إلى زيادة الوجود العسكري الإيرانى في قطر، وينشئ قواعد جوية وبرية لقواتها في البلاد، ويسعى للحصول على التدريب والمعدات منها لصالح القوات المسلحة القطرية، وحينها ستسعى إيران بدورها للحصول على دعم قطري لسياساتها، علاوة على الدعم لحلفائها في العراق وسوريا واليمن. بدوره سيؤدي هذا الدعم الصريح ألعداء دول مجموعة الأربعة إلى تزايد ضخم في التوتر في المنطقة التي تعد ملتهبة بالفعل.
وتابعت الدراسة، في مقابل العقوبات المتزايدة قد تسعى قطر لاستخدام مركزها باعتبارها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتغلق أنابيب مشروع دولفين إلى كل من عمان والإمارات العربية المتحدة، يوفر خط دولفين ما يزيد على %26 من احتياجات الإمارات للغاز الطبيعي، ويعد مهما لضمان تصدير الإمارات لإنتاجها من الغاز الطبيعي المسال، والذي يذهب معظمه إلى اليابان التي ترتبط معها بعقد تصدير. في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات العربية المتحدة للحصول على إمدادات جديدة، فإن بوسع قطر إغراق السوق بالتعاون مع إيران في محاولة لتخفيض الأسعار، وبالتالي التقليل من التأثير والحصص السوقية لكل من روسيا والواليات المتحدة والسعودية.
وأوضحت، أنه في إطار استعدادها لمقاطعة طويلة الأجل، اتخذت قطر بالفعل خطوات لتعزيز دخلها من قطاع الطاقة، وشمل ذلك إعلان قطر للبترول عن زيادة الإنتاج بنسبة %30 في السنة عبر مضاعفة الإنتاج في مشاريع حقل غاز الشمال، على خلفية هذه التطورات، فإن التبرم الشعبي مصحوبا بحالة من الغضب والقلق ستسود وتتزايد في أوساط الأسرة الحاكمة وقادة الجيش القطري، وفي حال اندلاع المظاهرات وانتقال مظاهر التعبير عن الغضب الشعبي إلى الشارع، فمن المرجح أن يصدر النظام الخائف على مصيره الأوامر باستخدام القمع المسلح، مما سيؤدي لمصادمات بين المدنيين وأفراد الأمن.
في ظل تزايد حالة عدم الاستقرار السياسي فإن الولايات المتحدة ستكثف من الضغط على تركيا لسحب قواتها قليلة العدد المنتشرة في قطر لحماية القصر، وستدعوها للتوقف عن دعمها للأمير تميم، وفي حال غياب هذا الدعم، فإن إمكانيات نجاح انقلاب قصر سلمي تزيد بشكل ملحوظ، من قبل قوى داخل الجيش، أو من داخل أفراد الأسرة الحاكمة، أو على يد إحدى القوى القطرية المعارضة، وذلك بموافقة أو غض طرف من قبل الواليات المتحدة أو المملكة العربية السعودية.
سيؤدي وقوع انقلاب قصر سلمي إلى وضع الأمير تميم في الإقامة الجبرية بينما يعتلي أحد أفراد الأسرة الحاكمة سدة
الحكم، وسيطرح هذا المشهد السياسي على المنطقة والعالم قيادة معتدلة وأكثر حنكة، وتحظى بالدعم من الواليات المتحدة وتركيا، مما سيؤدي إلى موقف تفاوضي قوي يدفع دول مجموعة الأربعة إلى رفع العقوبات ويؤسس لعالقات جيدة في المستقبل.