يوسف..الدرس الإلهى أحسن القصص
الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 09:00 م عبد العزيز السعدنى
«نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ».. هكذا اختّص الله قصة النبى يوسف عن غيره من قصص الأنبياء، واصفًا إياها بـ «أحسن القصص»؛ لما بها من عِظات لم يستطع العقل الإنسانى اكتسابها طوال حياته، ودروس تستطيع من خلالها أن تعلم بأن المِحنة ما هى إلا منحة من الله للإنسان، مكافأة له على يقينه بأن الله لم يرض له بأى مكروه، وأن جميع ما يحدث له ما هو إلا لحظات ابتلاء يعقبها تدفق من النعم.
فى السابعة عشر من عمره، استيقظ يوسف من نومه، بعد حُلم استمر لدقائق، لم يدرِ الرسالة المقصودة من هذا الحلم، فذهب إلى أبيه يعقوب، يروى له ما جاء له فى الحلم، ليس لكون أبيه نبيًا من أنبياء الله فحسب، بل للعلاقة الوطيدة بين الأب وابنه، حيث قال له إنه رأى الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا ساجدين له؛ وما إن انتهى يوسف من رواية حلمه على أبيه، حتى أدرك يعقوب أن هذه الرؤية ما هى إلا بداية النعم والمنح من الله لنجله الصغير، وكان هذا السبب وراء طلب يعقوب من يوسف بكتمان الرؤية؛ خوفًا من غيرة إخوته منه، رغم أنه سُرّ منها سرورًا عظيمًا.
كان ليعقوب 11 ولدًا (غير يوسف) ورغم ذلك، كان ليوسف نصيب كبير من محبة والده له، وإيثاره عليه، التى تختلف كليًا عن معاملة إخوته؛ لذا فإن هذه المعاملة الخاصة كانت سببًا فى أن يغتاظ إخوة يوسف منه، ما جعلهم يخططون للتآمر على يوسف؛ لقتله وإلقائه فى أرض بعيدة لا يصل إليها أحد، وسرعان ما اتفق الإخوة على طلب يوسف من أبيه ليذهب فى رحلة معهم، لعبت قوة إحساس يعقوب دورًا هامًا فى المؤامرة التى أعدّها الأشقاء ليوسف، فأخبرهم إنه يخشى أن يأكل الذئب يوسف وهم فى غفلة، فما كان من أشقائه سوى الرد على أبيهم قائلين: «لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا إذا لخاسرون»، وبالفعل أخذ الإخوة يوسف وذهبوا به واتفقوا على إلقائه فى البئر، لعل ذلك يجعل والدهم ينسى يوسف ويحبهم مثلما كان يُحبه.
جعل الله كيد أشقائه فى نحرهم، فالبئر الذى أُلقى فيه يوسف كان قليل الماء، مرّت به قافلة أوردت أحد أفرادها لملء دلو بالماء من البئر المُلقى بها يوسف، وما أن ألقى الرجل بالدلو فى البئر حتى تعلق به يوسف، وخرج منها، ونظرًا لما يحمله وجه يوسف من براءة وجمال شديدين، توسّم الرجل وجماعته به خيرًا، فقرروا أخذه غلامًا يبيعونه فى مصر، وبالفعل اصطحبته القافلة معهم إلى مصر وباعته بثمنٍ بخس، ووصف القرآن ما حدث فى الآيتين: «وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ، قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلَامٌ، وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً، وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ، وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ».
عاد أشقّاء يوسف إلى والدهم النبى يعقوب، حاملين قميص يوسف وقد لوثوه بالدم الكاذب فى محاولة فاشلة منهم لإقناع والدهم بأكل يوسف للذئب، ذهبوا إلى أبيهم يعقوب مُدعين أن الذئب قد أكل أخاهم يوسف، بعد أن ذهبوا للسِباق وتركوه عند أمتعتهم، «دقة ملاحظة يعقوب» جعلته يلاحظ بأن القميص لم يُمزّق، أى أن الذئب لم ينهشه، ما أثار فى نفس يعقوب إحساسا بمؤامرة كبرى حيكت ضد يوسف، فوكّل أمره إلى الله واحتسب.
فى سوق كبير يُباع فيه الغلمان، وقف يوسف وبجانبه أحد أفراد القافلة، ينتظر بيعه مقابل بضع دراهم، حتى جاء عزيز مصر واشتراه واصطبحه معه إلى منزله، بعدما لفت جمال يوسف نظر عزيز مصر، واصطحبه إلى زوجته وطلب منها أن تعتنى به وتُحسن معاملته، فربما يُصبح هذا الطفل الجميل ابنًا لهما فى يوم من الأيام.
يومًا بعد يوم، بدأ يوسف يكبر ويترعرع فى منزل عزيز مصر، وبنضوجه كل يوم، كان يوسف يزداد جمالًا، ما جعل امرأة العزيز تهتم به بشكلٍ أكبر وتفكر فى إغوائه، ففى أحد الأيام، كان عزيز مصر خارج المنزل، فأغرى الشيطان امرأة العزيز وجعلها تتزيّن وتُغلق الأبواب وتدعو يوسف إلى فعل الفاحشة معها، داخل حجرتها، وما كان من يوسف المهذب سوى رفض ما تريده امرأة العزيز حتى لا يخون أمانة من أحسن تربيته منذ صغره، ونزلت الآية تقول: «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ».
الفرار من كيد امرأة العزيز، كان وسيلة يوسف الوحيدة للنجاة مما تريده منه هذه المرأة، حيث حاول يوسف الخروج من الحجرة؛ هربًا منها، إلا أن امرأة العزيز منعته من الخروج، ومزقّت له قميصه من الخلف، وفى هذا التوقيت وصل زوجها إلى المنزل، وبكيدٍ عظيم، حاولت امرأة العزيز أن تُبرئ نفسها من محاولة فعل الفاحشة داخل حجرتها، متهمة يوسف بمحاولة فعل الفاحشة معها، وتجرؤه عليها، ورغم محاولة يوسف تفسير ما حدث لعزيز مصر بأن زوجته هى التى راودته عن نفسه، إلا أن امرأة العزيز كانت هى الأخرى تحاول إقناع زوجها ببراءتها، ما جعل عزيز مصر يستشهد بأحد الموجودين فى المنزل وكان طفلا صغيرًا أنطقه الله لإثبات طُهر يوسف وعفته، وكذب إمراة العزيز.
تأكد العزيز من خيانة زوجته، ومحاولتها ممارسة الفاحشة مع يوسف، رغمًا عنه، فقال لها عزيز مصر «كيدكن عظيم»، وطلب منها أن تتوسل إلى الله؛ كى يتوب عنها، بعدما كذبت وادعّت على يوسف بأنه يحاول ممارسة أفعال غير أخلاقية معها، وبالفعل استغفرت إلى الله وتابت.
انتشر الفعل السىء لامرأة عزيز مصر مع يوسف فى المدينة، وسرى كالنار فى الهشيم، وأخذت أحاديث النساء تلاحقها أينما ذهبت، يستنكرن ما فعلته امرأة العزيز، ما جعل الأخيرة تبرر محاولتها فعل الفاحشة مع يوسف، حيث دعت امرأة العزيز نساء المدينة إلى منزلها بعد أن وفرت لهن مقاعد مريحة وجعلتهن يمسكن السكين فى أيديهن، وأمرت يوسف بالدخول، إلا أنه فور دخوله مزّقت النساء أيديهن دون أن يشعرن من شدة جمال يوسف، وما كان من يوسف إلا أن طلب من ربه أن يُبعده عن السجن حتى إذا كان الخيار الآخر دخوله السجن، «قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ».
دخل يوسف السجن؛ بعد الفتنة التى أحدثها بين النساء، وكان معه داخل السجن رجلان، أحدهما خبّاز والآخر ساقٍ، ونظرًا لتوسمهما فيه خيرًا، وما رأوه من حُسن خلق وفعل من يوسف، قرروا ذات يوم أن يقصّا الاثنان رؤيتهما عليه، ففسرها لهما بأن أحدهما سيصلب وتأكل الطير من رأسه، والآخر سينجو ويعمل عند الملك، وطلب ممن ينجو منهما بأن يذكر قصته للملك عسى أن يعفو عنه، بعدما يُدرك براءة يوسف.
مضت عدة سنوات، وخرج الساقى من السجن وعمل لدى الملك، إلا أنه نسى ذكر يوسف عند الملك، وظلّ يوسف فى السجن كما هو، حتى رأى الملك ذات يوم فى منامه، سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهن سبع نحيفات، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، فطلب من حاشيته ومستشاريه أن يفسّروا هذا المنام، لكنهم أخبروه بأنها مجرد أضغاث أحلام، وكان هذا سبب فى تذكر الساقى ليوسف، حين فسّر له رؤيته هو والخبّاز وتحققت بالفعل، لذا طلب الساقى الذهاب إلى السجن للقاء يوسف؛ رغبة فى تفسير حلم الملك.
بالفعل؛ فسّر يوسف حلم الملك، قائلا إن معنى البقرات السمان والسنبلات الخضر فى منامه هى سبع سنين يكثر فيها الخير فيجب على الملك أن يدخر فى هذه السنوات الحنطة فى سنبلها؛ لأنه سيأتى بعدها سبع سنوات من القحط والجوع، أخذ الساقى هذا التفسير وذهب إلى الملك، ليخبره بتفسير يوسف، فطلب الملك مقابلة يوسف لمكافأته على تفسير الحلم الذى سيستطيع من خلاله إنقاذ مصر من سنوات عجاف، وبمقابلته، كان أول طلب ليوسف من الملك هو التحقيق فى سبب سجنه، فأرسل الملك إلى امرأة العزيز وباقى النسوة وسألهن عن الأمر فاعترفن بخطئهن وبعفة يوسف، واستغفرن الله على ما قلنه عن يوسف من افتراءات.
خرج يوسف من السجن، بعد ظهور براءته، واختار يوسف أن يكون أمينًا لخزانة الدولة، وهو ما نفذه له الملك، بدأت رؤيا الملك تتحقق، انتهت سنوات الرخاء فى مصر وبدأت السنوات العِجاف، لكن ما خزنّه الملك من الطعام كان كافيًا لتجاوز هذه الأزمة، حتى أن الكثير أصبح يتوافد على مصر لأخذ الطعام، الذى لا يوجد فى أى دولة من الدول المحيطة، وبهذه الأحداث تحققت رؤية الملك، التى أنقذت مصر من سنوات شاقة.
كغيرهم ممن أتى لأخذ المعونة المصرية من غذاء فى سنوات القحط، جاءوا إخوة يوسف إلى مصر، لأخذ ما يستطيعون حمله من القمح والغلال، إلا أن ذاكرة يوسف لم تكن ضعيفة، حيث استطاع تذكر إخوته حين رآهم ذات يوم، أثناء توزيع المعونة على زائرى مصر، لكنهم لم يتعرفوا عليه؛ نظرًا لتغير ملامحه بمرور السنوات، وما كان من يوسف سوى أن اشترط على إخوته أن يأتوا له بشقيقهم –بنيامين- الذى يجلس مع والدهم فى المنزل، كى يزودهم بما يحتاجونه من طعام، إلا أن القلق سيطر عليهم؛ نظرًا ليقينهم برفض أبيهم أن يُرسل معهم شقيقهم بعد ما فعلوه فى يوسف، فهو لا يأمن لهم أن يترك معهم بنيامين، وقبل أن يعودوا إلى بلدهم أمر يوسف بوضع البضاعة التى أحضرها إخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف، لترّد إليهم بضاعتهم كما هـى.
روى إخوة يوسف ما حدث على أبيهم يعقوب، الذى رفض بالفعل أن يُرسل معهم شقيقهم، وبعد محاولات عديدة منهم لإقناعه بإرسال شقيقهم معهم إلى مصر؛ رغبة فى نيل الحبوب والمعونة من جديد، نجحوا فى إقناعه أخيرًا، رغم تخوفه من أن ينكثوا بوعدهم فى الحفاظ عليه، وأمرهم بألا يدخلوا مصر من باب واحد، بل من أبواب عديدة.
نفّذ الإخوة ما نصحهم به أبيهم، ودخلوا إلى مصر، وفور وصولهم إلى يوسف، جلس يوسف مع شقيقه بنيامين الذى أتى معه بمفردهم، وروى له مكيدة أخوته له، بعدها أعطى يوسف البضاعة لأشقائه واشترط عليهم وضع السقاية فى رحل أخيه الصغير، وحين بدأت القافلة فى السير، جاء منادى يتهمهم بسرقة صواع الملك –السقاية التى وضعت فى رحل بنيامين- قائلا بإنهم سارقين، ومن يأتى بصواع الملك سيعطيه حمل بعير من الغلال، بدء جنود عزيز مصر فى تفتيش أمتعة أخوة يوسف ووجدوا إناء الكيل فى وعاء أخيهم الأصغر، فسرعان ما تبرأوا منه، لكنهم فيما بعد ترجّوا يوسف أن يُعيد لهم شقيقهم ويأخذ أى شقيق آخر بدلا منه؛ للوفاء بما وعدوا به أبيهم وهو عودة بنيامين إليه سالمًا، إلا أن يوسف رفض أن يأخذ أحدًا منهم، مؤكدًا أن من ارتكب الجُرم يجب أن يحاسب هو عليه وليس أحد بدلا منه، فعاد الأشقاء التسعة إلى أبيهم دون بنيامين، بعدما قرر شقيقهم الأكبر البقاء فى مصر خوفًا من رد فعل أبيه، وما إن علم أبوهم بهذا الأمر حتى حزن حزنًا شديدًا على يوسف وأخيه بنيامين، وبكى حتى فقد بصره، وطلب من أبنائه أن يبحثوا عن يوسف وأخيه، فهو يشعر بأن يوسف ما زال حيًا حتى الآن.
اغتاظ الأبناء بعدما فقد والدهم بصره، وابيضت عيناه من شدة الحزن، فقرروا السفر إلى مصر؛ للبحث عن شقيقهم، فعندما دخلوا على يوسف مصر قالوا له }يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقِينَ{، ليرد يوسف عليهم «هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون».
وقع رد يوسف على إخوته كالصاعقة، عندما علموا أنه يوسف، وبعدما حكى يوسف ما حدث لهم وكيف نجّاه الله مما كان يُحاك ضده، وبدّل المحنة إلى منحة، اعتذروا له، معترفين بخطئهم، وما كان من يوسف إلا العفو والسماح عن أشقائه، طالبًا لهم من الله المغفرة، وبعد أن أنهى الحديث معهم، أعطاهم قميصه ليلقوه على وجه والدهم، الذى فقد بصره من شدة الحزن، أملًا فى أن يعيد هذا القميص الذى يحمل ريحته البصر إلى يعقوب، حيث قال لهم يوسف» اذْهَبُوا بِقَمِيصِى هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ».
مسافات طويلة كانت تفصل أشقاء يوسف عن أبيه، أثناء عودتهم له، إلا أن نبى الله يعقوب أخبر من حوله بأنه يشم الآن رائحة يوسف، لكنهم ظنّوا أنها خرافات، فلم يصدقوه، فيوسف بالنسبة إليهم فُقِد منذ سنوات كثيرة، وما إن وصل الإخوة إلى أبيهم حتى ألقوا قميص يوسف على وجهه –مثلما أمرهم يوسف- فعاد إليه بصره، وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يطلب لهم المغفرة من الله، فوعدهم يعقوب بفعل ذلك.
تحققت رؤية يوسف التى جاءته وهو صغير فى منامه، حيث توجه يعقوب وأسرته إلى مصر، كى يرى ولديه –يوسف وبنيامين- وكان استقبال يوسف له عظيمًا، وبعد أن أجلس يوسف والديه على كرسيه، انحنى والداه له، وبذلك تكون الرؤية قد تحققت، فالشمس والقمر هما والدا يوسف، والأحد عشر كوكبًا هم أشقاؤه.
قصة سيدنا يوسف وصفها الله بأنها من أحسن القصص، نظرًا لما بها من انتقال من حالٍ إلى آخر، ومن محنة إلى منحة ومنّة، ومن ذلٍ إلى عزٍ، ومن أمنٍ إلى خوفٍ، ومن فُرقةٍ وشتاتٍ إلى اجتماعٍ وانضمامٍ، ومن سُرورٍ إلى حُزنٍ، ومن رخاءٍ إلى جدبٍ، ومن ضِيقٍ إلى سِعة، كما أن هناك دروسًا وعِظات يمكن أن يستفيد بها المؤمن فى أمور حياته كافة، وهى الحفاظ على أسراره وعدم قصصها على آخرين يكرهونه ويتمنون له الشرور مثل إخوة يوسف.
وتوضح قصة سيدنا يوسف بأن من اتبع الذنوب لن يجد له فى حياته سوى الشرور، مثلما حدث من أخوة يوسف الذين انتهى بهم الأمر بجزائهم بما فعله، كما أن الصبر الذى تحلى به سيدنا يعقوب منذ اختفاء ابنه الأعزّ إلى قلبه يوسف، يجعل المؤمن يشعر طوال الوقت بقيمة الصبر على الابتلاء، وعلى الشرور التى تكون فى ظاهرها أمور سيئة لكنها تتضح أنها خير فيما بعد، فالقارئ لقصة يوسف يرى كيف تبدّل حال يوسف بعد محنة كبيرة، إلى أن أصبح محتلا وظيفة كبيرة فى مصر.