إدريس..أول من كتب بالقلم
الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 09:00 م
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم عليه السلام، واسمه فى التوراة العبرية «خنوخ»، وفى الترجمة العربية «اخنوخ». قال الله تعالى «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا».
قال الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية: وكان أول بنى آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلثمائة سنة وثمان سنين، وقد قالت طائفة من الناس إنه المشار إليه فى حديث معاوية بن الحكم السلمى لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل، فقال: إنه كان نبى يحفظ فمن وافق خطه فذاك.
ويقول الحافظ ابن كثير أيضًا: ويزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم فى ذلك، ويسمونه، هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء والعلماء والأولياء.
وقد جاء فى الصحيحين فى حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر به فى السماء الرابعة، وروى ابن جرير الطبرى عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن جرير بن حازم عن الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساق قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى فى إدريس «ورفعناه مكانا عليا»، فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه أنى أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بنى آدم، فأحب أن يزداد عملك، فأتاه خليل له من الملائكة فقال له: إن الله أوحى إلى كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان فى السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت فى الذى كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ فقال: هو على ظهرى، فقال ملك الموت: فالعجب، بعثت وقيل لى : اقبض روح إدريس فى السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه فى السماء الرابعة وهو فى الأرض، فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل «وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا» ورواه ابن أبى حاتم عند تفسيرها: وعنده فقال لذلك الملك: سل لى ملك الموت كم بقى من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدرى، فنظر فقال: إنك لتسألنى عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض ولا يشعر. قال الحافظ ابن كثير: وهذا من الإسرائيليات، وبعضه نكارة.
وجاء فى كتاب تاريخ الحكماء، وهو مختصر الزوزنى المسمى بالمنتخبات الملتقطات من كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء لجمال الدين أبى الحسن على بن يوسف القفطى ما نصه: قد ذكر أهل التواريخ والقصص وأهل التفسير من أخباره ما أنا فى غنى عن إعادته، وأنا أذكر ما قاله الحكماء خاصة: اختلف الحكماء فى مولده ومنشأه وعمن أخذ العلم قبل النبوة.
فقالت فرقة: ولد بمصر وسموه هرمس الهرامسة، ومولده بمنف، وقالوا هو باليونانية «أرميس» وعرب بهرمس، ومعنى «أرميس» عطارد. وقال آخرون: اسمه باليونانية «طرميس» وهو عند العبرانيين «خنوخ» وعرب «اخنوخ» وسماه الله عز وجل فى كتابه العربى المبين «إدريس».