انتخابات مجالس البلدية السعودية.. المرأة تتفوق على الرجل

لطالما كانت واحدة من أبرز الإشكاليات داخل المجتمع السعودي، وبما أن زمن المعجزات لم يعد موجودًا، كان من الصعب تصديق هذه المعجزة التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بالفارقة في حياة المرأة السعودية.

ففي خطوة اعتيادية، شهدت السعودية ثالث تجاربها الانتخابية العامة، بمشاركة نحو 1.7 مليون ناخب إلى نحو 1500 مركز اقتراع؛ للإدلاء بأصواتهم، والاختيار من بين 6900 مرشح، إلا أن النقطة الفاصلة هنا والتي جاءت بعد نحو ستة أشهر من تسجيل الناخبين، أن المرأة تشارك فيها ناخبة ومرشحة، فثمة 900 مرشحة يخضن السباق الانتخابي للفوز بمقاعد في 284 مجلسًا بلديًا، حيث سجلت 131 ألف إمرأة في قيد الناخبين، ما يتيح لهن الإدلاء بأصواتهن.

وسجلت المرأة حضور طاغي على المشهد الانتخابي، وهو ما أثار "موجة اعتراضات" لدى البعض، وبخاصة في ما يتعلق بمنحها حق الترشح، إذ أثار حفيظة بعض ذوي التوجهات المحافظة، الذين شنوا هجومًا عنيفًا على هذه الخطوة، واستغل بعضهم خطب الجمعة؛ لدعوة الناخبين إلى عدم التصويت للمرأة في انتخابات الأمس.

فيما استغل آخرون شبكات التواصل الاجتماعي لتوجيه دعوات بعدم التصويت لها من خلال تغريدات في "تويتر" أو تدوينات في "فيسبوك".

لتأتي بعد ذلك اللحظة التاريخية منذ إعلان اللجنة المحلية للانتخابات البلدية فوز سالمة بنت عزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي ببلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، وذلك بحسب نتائج أولية أعلنها أسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وفي محافظة الأحساء فازت سناء الحمام ومعصومة عبد الرضا، وفق النتائج الأولية، بينما فازت منى العميري عن الانتخابات البلدية في محافظة تبوك، إضافة لفوز سيدة في منطقة الجوف شمال المملكة، وسيدتين في مدينة جدة، وأخرى في محافظة القطيف.

وبحسب العديد من الناشطات السعوديات، فإن هذه الخطوة جائت بعد بعد نضال حقوقي استمر لسنوات ليست بالقليلة، على حد وصفهن، مختصات بالذكر الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي أسس لهذه المرحلة المهمة بعد حرمانهن منها في الدورتين الانتخابيتين السابقتين منذ عام 2005.

أشاد المنتدى العالمى للحقوق والحريات بالنمسا برئاسة الدكتور حسن إسماعيل موسى بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية والتي جرت في المملكة العربية السعودية للمرة الأولى والتي تشارك المرأة فيها كناخبة ومرشحة.

من جانبه، قال الدكتور حسن إسماعيل موسى رئيس المنتدى إن هذه الخطوة إيجابية للغاية، وتأتي في إطار الحقوق التي تكتسبها المرأة في المملكة والتي نأمل أن يساعدها المجتمع السعودي في الحصول عليها، حيث إننا على يقين من أن المرأة السعودية لديها وعي كامل، وقادرة على القيام بكل واجباتها، كما تستطيع أن تسهم بفعالية أكبر في المجتمع السعودي الذي يخطو خطوات مهمة في طريق الحريات العامة.
المرأة والديمقراطية

وأضاف بهجت العبيدي البيبة الأمين العام للمنتدى العالمي للحقوق والحريات، أن منافسة 979 امرأة سعودية مرشحة لزملائها الرجال على مقاعد المجالس البلدية من أصل 7200 مرشح ومرشحة، يعتبر اليوم منعطفًا مهمًا في تاريخ حقوق المرأة السعودية، والتي نأمل أن تشارك بفعالية في المجالس البلدية وتثبت جدارتها ومن ثم تسعى لنيل المزيد من الحقوق التي هي أهل لها.

وطالب "العبيدى" المجتمع السعودي بإتاحة الفرصة الكاملة لمشاركة المرأة السعودية في المجالات المختلفة، والتي هي قادرة على إثبات جدارتها في كافة هذه المجالات، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية تخطو بخطى هادئة تفرضها عليها ثقافتها وخصوصيتها نحو طريق الديقراطية.