«الإفتاء» تحذر من استغلال «داعش» اضطهاد المسلمين في الصين لتجنيدهم
الأحد، 13 ديسمبر 2015 12:26 م
حذّر مرصد الفتاوي الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، من محاولات تنظيم «داعش» الإرهابي استقطاب مسلمي الصين، وأقلية الإيغور المسلمة، مستغلًا في ذلك عمليات التضييق والاضطهاد التي تتعرض لها الأقليات المسلمة هناك.
جاء ذلك في تقرير للمرصد، اليوم الأحد، في أعقاب قيام مركز الحياة «الذراع الإعلامية للتنظيم»، ببث نشيد بلغة الماندرين الصينية التي تتحدث بها أقلية الأيغور المسلمة على الإنترنت، مدته أربع دقائق بصوت رجل، تحت عنوان «أنا المجاهد»، يدعو فيه مسلمي الصين إلى الصحوة والالتحاق بجيش الخلافة.
وأوضح مرصد الإفتاء، أن الجماعات التكفيرية والمتطرفة تولي اهتمامًا كبيرًا بالنشيد الديني، الذي يحض على العنف، ويمثل نشيد العنف جزء أساسيًا من ثقافة المجموعات المسلحة، الذين حولوا النشيد إلى أداة أساسية في صراعهم الممتد، والتي تهدف إلى التأثير على الأفراد وتجنيدهم، ورفع الحالة المعنوية للمجتمع «الداعشي» وأتباعه ومؤيديه، فضلًا عن بث حالة من الرعب لدى العدو وإضعاف معنوياته، من خلال عنف المفردات والإيقاع، كما يدخل ضمن أهداف هذه الأناشيد عملية «غسيل الدماغ»، في محاولة لتعديل محتويات عقل الفرد أو مفاهيمه وتصوراته وأفكاره ومعتقداته.
وتابع مرصد الإفتاء: أن الشريط الجديد يمثل محاولة جديدة من التنظيم للتمدد بعيدًا عن سوريا والعراق، هربًا من الضربات الموجعة التي أصابته في الفترة الأخيرة، كما يوضح سعي التنظيم الحثيث إلى بسط نفوذه وتوسيع سيطرته في مناطق جديدة من العالم، إضافة إلى تجنيد مزيد من العناصر ليعوض خسائره البشرية التي لحقته.
وأوضح المرصد أنه من النادر أن يصدر تنظيم داعش مادة دعائية بلغة الماندرين، التي تتحدث بها أقلية الإيغور المسلمة في الصين، وهو ما يبرهن على أن التنظيم يستغل عمليات الاضطهاد ضد الأقليات في الدول غير الإسلامية، ويؤجج حركة التمرد لدى تلك الأقليات ويجذبهم من خلال الأناشيد الحماسية، التي تدعو إلى الجهاد وعدم الرضوخ للظلم وأن النصر سيكون حليف المجاهدين، مؤكدًا أن طريق هذا كله لن يكون إلا من خلال الانضمام تحت لواء خلافته المزعومة، وإعطاء البيعة لزعيمهم أبي بكر البغدادي.
وشدد مرصد الإفتاء على أن هذا السعي الداعشي لبسط سيطرته في جوانب الأرض، يؤكد ضرورة التعاون الوثيق ضد الإرهاب، ويدعو إلى ضرورة التنسيق بين دول العالم أجمع، لضرب جميع أشكال الإرهاب، فلا يمكن أن تقف دولة وحدها في مواجهة هذا النوع من الإرهاب.
كما يدعو الدول التي تحتضن أقليات إسلامية تعاني الاضطهاد، إلى وقف جميع أشكال التمييز ضد الأقليات المسلمة، والسماح لها بإقامة شعائرها دون تضييق، كما يلقي الأمر بمسئولية كبيرة على الدول الإسلامية بضرورة الاهتمام بتلك الأقليات، من خلال نشر الإسلام الوسطي الذي لا يقبل إفراطًا ولا تفريطًا، بما يلبي احتياجات المسلمين في تلك الدول الأجنبية.