هالة أحمدين.. «مدوبة 4 وزراء» والباقية تأتي
الأحد، 03 سبتمبر 2017 12:49 ممنال العيسوى
رغم كل حركة التغيرات التي غربلت وزارة البيئة ابتداء من تغير 4 وزراء، ووصولا إلى تغيرات أجراها الدكتور خالد فهمي وزير البيئة الحالي في كافة الإدارات والقطاعات خلال الفترة الأخيرة، إلا أن هذه التغيرات لم تنل من الإدارة المركزية للجمعيات الأهلية وهي من الإدارات الحيوية التي تتطلب الاستعانة ببعض القيادات التي لديها القدرة على العمل الميداني والمشاركة والتدريب وبناء القدرات لقيادات الجمعيات الأهلية، بعد أن أصبحت الجمعيات التي تتعامل معها وزارة البيئة مجرد «أسطنبة ثابتة ومعروفة»، وفي حال إدخال جمعيات جديدة في ماراثون المنافسة يتم تجهيلها والتعامل معها وكأنها جمعيات نكرة.
طبقا لسياسة وزير البيئة التي تهدف لمنع الفساد بعدم «تعشيش»، الموظفين في الإدارات، ولمواجهة أن يكون سلطة اتخاذ القرار في يد شخص واحد، تمركزت الدكتورة هالة أحمدين رئيس الإدارة المركزية للجمعيات الأهلية في موقعها لسنوات عديدة منذ عهد الدكتور ماجد جورج، وهو ما وطد علاقاتها بكبرى الجمعيات الأهلية، ضمن المنظومة التي تشملها وزارة البيئة.
وقد شهد أدائها حالة من الروتين الوظيفي والبيروقراطية التي تحكم دعم الجمعيات وكيفية تقييم مشروعاتهم، حيث تعتمد على الشكل وليس الجوهر في دعم مشروعات التنمية، الأمر الذي ينجم عنه اتخاذ قرارات بدعم مشروعات جمعيات أهلية ليس لها خبرة في العمل البيئي، وتعتمد في تقيماتها على الصور وليس جوهر الموضوع أو العائد منه وعلى الدراسات النظرية التي في كثير من الأحيان تكون منقولة من على النت أو مأخوذة من جمعيات تعمل على أرض الواقع.
الجزء الرئيسي في الخلل الموجود بإدارة الجمعيات الأهلية في الوزارة، هو استعانتها ببعض المدربين ممن لم يمتلكوا القدرة على تحقيق الموضوعية في التعامل مع الجمعيات الأهلية، والفصل وتنوع المواد التدريبية، فتجد أحيانا مدربة تزور جمعية تتمتع بخبرة فنية في العمل البيئي، وتتحايل على الجمعية بأخذ منتجاتها لدعم جمعية أخرى لا تتمتع بخبرة، ثم تفاجئ بأنها تقدم لها دعم من أموال الوزارة وتقف بنفسها في كتابة كل صغيره وكبيرة، وفى حال اكتشاف الأمر يتصدر تعليقها، الأفكار تتشابه وتعميم التجربة ميزة للجمعية التي أهدر حقها الأدبي في انتساب عملها لها.
والغريب هنا ليس رد المدربة بقدر ما كان رد مدير عام الإدارة الدكتورة هالة، التي أكدت أن الأفكار كثيرة على شبكة الانترنت والوزارة تدعم الجميع، وأنهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع متجاهلة ما فعلته مدربتها وعدم اتسامها بأمانة الفصل بين الجمعيات في الأنشطة والحفاظ على تميز كل جمعية دون غيرها.
ومن ضمن المحسوب على إدارة الجمعيات الأهلية، هو الحرص على التقاط صور للفعاليات من باب إثبات الأنشطة وفى كثير من الأوقات تكون خالية من المضمون، فمثلا قبل الاحتفال بساعة الأرض طالبت الإدارة الجمعيات التوعية بساعة الأرض، وقام الجميع بالتقاط صور لهم قبل ساعة الأرض بأيام ونشرتها الإدارة وتناست أن الهدف من ساعة الأرض هو أن الكل في ساعة واحدة يشارك وليس كل من يمسك شمعة في غرفة مغلقة ويلتقط له صوره قبل الحدث بأيام يكون شارك.
الدكتورة هالة أحمدين من القيادات الهادئة والمستكينة والتي تتمتع بروح إنسانية عالية لكن دائما الإنسانيات تتعارض مع العمل داخل الكيان المؤسسي الذي يبعد عن الذاتية ويلتزم بالموضوعية فإن اختلفت مع شخص تقيمه مهنيا وليس شخصيا.