محمية «وادي الجمال».. تابلوه ملائكي أتعبه النسيان (صور)
السبت، 02 سبتمبر 2017 05:44 م
عندما تصل إلى محمية وادي الجمال، قرب مدينة مرسى علم، في جنوب محافظة البحر الأحمر، ستجد نفسك أمام حالة من حالات تجلي الطبيعة في أبهى أشكالها، وأكثرها عذرية وصفاءً.
فهذه المحمية تمثل تابلوها ملائكيا، يحمل أسمى آيات الروعة، والجمال، حتى أن بعض عشاقها أطلق عليها لقب: «مالديف مصر»، تشبيها بجزر المالديف ذات الطبيعة الساحرة، والجمال البراق.
وتمتد مساحة محمية «وادي الجمال» لنحو 7 آلاف كيلومتر مربع، وتضم قطاعا من ساحل البحر طوله 60 كيلومترا، وعرضها 50 كيلومترا في جبال الصحراء الشرقية، و10 كيلومترات في البحر الأحمر.
ويتفق الخبراء على أن «وادي الجمال»، تتضحن أجمل شواطئ العالم، في لوحة نادرة تمتزج فيها المياه بالجبال، وترصعها سلسلة من الكائنات النادرة، فتمثل جميعها عالما من نوع خاص، لا يتكرر إلا نادرا جدا.
صقر الغروب
تعد محمية وادي الجمال ثاني أكبر تجمع لطائر «صقر الغروب»، الشهير، وهي عبارة عن عدة محميات منها: منطقة «حنكوارب» وتقع في جنوب «وادي الجمال»، وبها شواطئ وشعاب مرجانية خلابة٬ ثم محمية «القلعان» وتقع شمال قرية حماطة، المتاخمة لوادي الجمال، وبها نبات «ما نجروف» الذي يعد مؤشرا مهما على نقاء البيئة، بالإضافة إلى عدد من الطيور المتوطنة، والمهاجرة، ومحمية «جزر حماطة»، وتتميز في أماكن صالحة لممارسة السباحة والغوص.
ثروات وادي الجمال
وادي الجمال تتميز بوجود نباتات مستساغة للجمال، لذا كانت مكانا مفضلا لتجمعها لتأكل منه، وبها إبل يمتلكها السكان المحليين بالمحمية، من قبائل العبابدة المتواجدة في المنطقة، وتحافظ على سلالاتها، وتضع كل قبيلة علامة مميزة لجمالها، والعنوان؛ بحيث تستطيع العثورعلى جمالها الشاردة في هذه المحمية.
ويعد الماعز الجبلي، الذي يطلق عليه «إيبكس»، ويصل عمره إلى 20 عاما، من أهم الحيوانات في المحمية، كما يتواجد بالمحمية أيضا غزال دوركاس «العفري».
بيئة راقية
ويقول محمد علي مدير محمية وادى الجمال إن المحميات تعكس اهتمام العالم برقي البيئة، وجودتها، لذا فطنت وزارة البيئة والأجهزة المعنية إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية، وبسكان المحميات؛ لأنه كان هناك اعتقاد بأن وجود المحميات يقترن بوجود فقراء حولها، مما يضر بالبيئة.
وأوضح أن الوزارة تعمل على تحسين أحوال سكان المحمييات وتوفير مساكن آدمية وفرص عمل تليق بهم، وتتناسب مع البيئة، واستغلالهم فى الحفاظ على المحميات، فهم يعرفون أسرارها».
وأشار علي، إلى أن وزارة البيئة تبنت مشروع إعادة توطين سكان المحمية كما في القلعان، وبناء مساكن خشبية، تتلائم مع البيئة، ونقل السكان من مساكنهم العشوائية، للحفاظ على المظهر الجمالى والبيئي بالمحمية.
وقال: «إدارة المحمية تهتم طبقا لتوجيهات الدكتور خالد فهمى وزير البيئة بالسكان المحليين بالمحمية، وقمنا تركيب ألواح طاقة شمسية داخل قرية القلعان، وتخصيص جزء للنشاط الاقتصادي للعاملين من السكان المحليين».
وعن الوقت المناسب للاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البرية في المحمية أوضح أنه يكون في فصل الربيع، ويوميا في الخامسة صباحًا أو في نهاية النهار، لافتا إلى أن هناك حيوانات تتكيف مع البيئة بشكل يجعلها أكثر مهارة في الهروب من عمليات الصيد، مثل: القط البري «كاريكا» لأنه يعاني من المطارادت والصيد.
ويلفت مدير محمية وادى الجمال إلى أن وزارة البيئة تضع برنامجا لزوار المحمية، عبارة عن جولة في مساحات أشجار «مانجروف» ومتابعة الطيور، ورصيف للسفن بطول 40 مترا يأخذ الزائرين بين أشجار المانجروف لمشاهدة فصائل «سلطعون البحر»، علاوة على أكثرمن 14 فصيلة من الأسماك الصغيرة، وأنواع كثيرة من الطيور المستقرة في المنطقة، وقضاء وقت في خيمة لقبائل العبابدة واحتساء مشروبهم الشعبي «الجَبَنَة»، وهي عبارة عن قهوة خاصة بهم، وعرض مشغولات لسيدات من القبائل.
وأوضح أن المحمية تضم زواحف وثدييات، متنوعة الفصائل، وسمكة «عروس البحر»، وكذلك الدلافين، بالإضافة إلى الآبار، والعيون، و141 نباتا متنوعا، وخاصة الطبية النادرة.
معبد سكيت
ويحتضن الجبل معبد سكيت، الواقع على بعد 60 كيلومترًا داخل وادي الجمال، وللمحمية أربعة مداخل، وتم إنشاء ثلاثة مكاتب إدارية لها، فضلا عن وجود متحف لقبائل العبابدة تعرض فيه الأدوات التي يستخدمونها، كما يتم أيضًا تعليم سيدات القبائل المشغولات اليدوية وتسويقها وبيعها لتكون المحمية سببا في زيادة الدخل، وتقوم وزارة البيئة بتوفير دوريات لتطبيق قانون المحميات وقانون البيئة والرصد البيئي.
وتضم هذه المحميات ثروة نباتية ضخمة منها أشجار المانجروف، والنباتات الطبية النادرة وأشجار الدوم والتاماركس والنخيل.
حراس البيئة
استعانت وزارة البيئة بسكان المحمية؛ من أجل مراقبتها وحراستها وتم التعاقد معهم وأطلقت عليهم «حراس البيئة»، وأيضا يعمل بالمحمية مجموعة من الباحثيين البيئيين؛ فالمحمية لها 4 مداخل وبها 3 مكاتب إدارية للإشراف عليها، تقوم الوزارة بتوفير دوريات للمراقبة والتفتيش بالمنطقة للرصد البيئى، وتطبيق قانون المحميات.
حنكوراب والقلعان
محمية منطقة حنكوراب، تتميز بالشواطئ، والشعاب المرجانية، ولون المياه الجذاب ومحمية منطقة القلعان تتميز بأن مياهها بعيدة عن الشاطئ والأمواج والتيارات المائية.
خمسة فنادق كاملة العدد طوال العام
تعد محمية وادى الجمال من المناطق المحببة للسياح الإيطاليين، والألمان طوال العام ويتواجد بالقرب من المحمية عدد 5 فنادق تكون كاملة العدد طوال العام تقريبا؛ لاعتمادها على نظام تسويق خاص.
يذكر أن إدارة المحميات الطبيعية، تسعى لإعلان محمية وادى الجمال كمحمية تراث عالمى لاحتوائها على التنوع البيولوجى البيئي وكذلك داخل نطاقها وخاصة في وادي سكيت يوجد معبد روماني قديم.