«اتفاق»أم «خيانة» حزب الله يشق صف حلفاء المعركة ضد داعش

الخميس، 31 أغسطس 2017 09:44 م
«اتفاق»أم «خيانة» حزب الله يشق صف حلفاء المعركة ضد داعش
القوات العراقية
مايكل فارس

أثار الاتفاق الذي تم بين حزب الله اللبناني وتنظيم الدولة الإسلامية، لإخلاء المنطقة الصغيرة التي كان يسيطر عليها التنظيم على الحدود بين سوريا ولبنان والانتقال الى مدينة «أبو كمال» على الحدود بين العراق وسوريا ضجة كبيرة ورودود فعل واسعة خاصة في العراق، بينما التزم الساسة في لبنان الصمت ازاء هذا الاتفاق، بعدما شنت قوات الحزب عمليات عسكرية بدعم جوي من الطيران السوري بالتزامن مع العمليات العسكرية التي بدأها الجيش اللبناني.

وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت قبل انطلاق العمليات العسكرية ضد التنظيم أنها لا تنسق في عملياتها العسكرية مع أي طرف سواء كان الحكومة السورية أم حزب الله اللبناني، لكن المجريات على أرض الواقع والاتفاق الذي تم لا يعني سوى أن حزب الله كان هو صاحب الكلمة الفصل سواء في الحرب أم في السلم في هذه المنطقة وهو ما أكدته تصريحات الأمين العام للحزب، وقد أكد الحزب أن قنوات  الحوار كانت مفتوحة مع التنظيم مع انطلاق العمليات العسكرية بغية التوصل إلى اتفاق وهو ما جرى فعلا.

شروط الاتفاق

قال حسن نصر الله، إن مطالب الحزب كانت تتضمن ما يلي مقابل وقف اطلاق النار والسماح لمقاتلي التنظيم والمدنيين في المنطقة بالانتقال الى أبو كمال.

اطلاق سراح أحد أسرى الحزب لدى التنظيم واستعادة رفات عدد من مقاتليه وعنصر من الحرش الثوري الايراني قتلوا على جبهات القتال ضد التنظيم في البادية السورية والقلمون ودير الزور.

الكشف عن مصير ثمانية جنود لبنانيين كان التنظيم قد أسرهم عام 2014 في عرسال وتبين أنهم لم يعودوا على قيد الحياة. وقدم التنظيم المعلومات عن مكان دفنهم، وإطلاق سراح المطرانين يوحنا ابراهيم (مطران حلب للسريان الأرثوذكس) وبولص يازجي (مطران حلب للروم الأرثوذكس)، اللذان اختطفا عام 2013 والاعلامي سمير كساب. لكن التنظيم نفى وجود الثلاثة لديه فأسقط الحزب هذا الشرط لعدم توفر أدلة لدى الحزب أن التنظيم يحتجزهم.

مقابل ذلك تم السماح لمئات المقاتلين والمدنيين الذي كانوا مع التنظيم بالانتقال الى مدينة أبو كمال وعددهم كما يلي:670 مدنيا و308 مسلحا و26 جريحا تم نقلهم بوسطة حافلات وسيارات إسعاف ورافقتهم قوات الحكومة السورية وعناصر حزب الله الى وجهتم النهائية.

وأعلن نصر الله:، أغلب أهداف معركة الجرود تحققت وبأقل كلفة ممكنة، وأن الحزب فقد 11 شهيدا إلى جانب سبعة من الجيش السوري، ولا شك ان الاتفاق قد أدى الى تجنب حمام دم بعد أن أجبرت المعارك كل مقاتلي التنظيم والمدنيين هناك على التجمع في بقعة صغيرة، واستمرار المعارك كان يعني سقوط المئات من المدنيين والمقاتلين وتحقيق النصر كان يتطلب كلفة بشرية كبيرة لبنان بغنى عنها الآن.

حسن نصر الله وبشار الأسد

قال أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، إنه ذهب بنفسه إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى رئيس النظام بشار الأسد، وعرض عليه تفاصيل الاتفاق مع تنظيم «داعش»، الذي انتهت بموجبه المعارك على الحدود بين البلدين، اليوم الخميس.

 

وأوضح «نصر الله»، في مهرجان لأنصار الحزب، أن «الأسد» أخبره أن الاتفاق مع داعش يشكل مصدر إحراج لنظامه، إلا أنه سيوافق عليه، ولم يحدد نصر الله زمن زيارته إلى دمشق ولقائه الأسد، أو مدتها، مضيفًا أن الأميركيين هددوا بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني، إذا أقدم على عملية تحرير الجرود (من داعش)، وعندما وجدوا إصرارًا على العملية طلبوا تأجيلها، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأناضول.


رد الفعل العراقى

رد فعل الجانب العراقي الغاضب مبعثه أن الطرفين حلفاء في المعركة ضد التنظيم في سوريا والعراق، فآلاف المليشيات العراقية تقاتل في سوريا الى جانب قوات حزب الله والحكومة السورية ضد التنظيم بينما يقدم حزب الله خدمات استشارية والتدريب لمقاتلي الحشد الشعبي الذين يلعبون دورا أساسيا في القتال ضده التنظيم.

 

وقد أعرب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عن رفض بغداد اتفاق وفق إطلاق النار بين حزب الله وتنظيم داعش، والذي بموجبه نُقل عناصر التنظيم وعائلاتهم من الحدود السورية مع لبنان باتجاه منطقة البوكمال على الحدود السورية-العراقية.

وقال الجبوري في تصريحات، الأربعاء، إن الحكومة العراقية ترفض أي اتفاق من شأنه أن يعيد (داعش) إلى العراق أو يقربه من حدوده، وهذا يعني العودة إلى المربع الأول، مضيفا، ، العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات أو توافقات تمس أمنه واستقراره"، ودعا الحكومة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة تداعيات هذا الاتفاق. كما طالب لجنة الأمن والدفاع في البرلمان بـ«التحرّك السريع» لتقصي الحقائق، وتقديم تقرير مفصل يوضح لمجلس النواب تداعيات هذا الاتفاق وانعكاساته على أمن واستقرار العراق.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق