«وكالة تيكا الدولية» تعلن عن خطة برامج تنموية وتمويل جديدة في مصر
الخميس، 31 أغسطس 2017 11:47 ص
اختتم رئيس مؤسسة تيكا الدولية "ساردار جام" جولته في مصر مؤخرًا، بهدف تشجيع الاستثمار في السوق المصرية وتسهيل التعاون بين رجال الأعمال المصريين والأتراك في إطار الروابط الاقتصادية التي تجمع الطرفين، بالتعاون مع مؤسسات اقتصادية في البلدين، وذلك قبيل أكبر مؤتمر اقتصادي بين البلدين تحت عنوان "هيا نصنع معا" في نوفمبر لتعزيز فرص الاستثمار ومضاعفة التعاون الاقتصادي.
وخلال زيارته إلى القاهرة رفقة عقيلته سلوى لطفية تشام، عقد "ساردار جام" لقاء بمدير فرع الوكالة بالقاهرة الدكتور فاروق بوزغاز ثم أعقبها جولات في المناطق والمزارات السياحية في القاهرة والجيزة، شملت الأهرامات والكنيسة المعلقة، وشارع المعزلدين الله، والمتحف المصري، ومنطقة الغوري، ومسجد الإمام الشافعي، بالإضافة إلى تناول العشاء في مقهى نجيب محفوظ وتنزه في شوارع مصر العريقة، كما أثنى على هذا التنوع الثقافي والحضاري في مصر وانسجامه معًا، وذلك في إطار تشجيع السياحة إلى المقاصد المصرية.
وقال ساردار إن "مصر دولة محورية في المنطقة وتتمتع بقدر كبير من مراكز ونقاط الجذب السياحي التي قلما تجدها في أي مكان بالعالم"، داعيًا العالم لإعادة اكتشاف مصر مجددا كمزار سياحي يتجاوز الحدود والجغرافيا، وبالأخص الشعب التركى لينفتح على مصر التي تجمع بين دفتيها تواريخ متعاقبة بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالمسيحية والإسلامية انتهاءً بالقرون الأخيرة التى شملت فترات حكم المماليك والعثمانيين ومحمد على باشا والملك فاروق إلى التحول لنظام الجمهورى، لافتًا إلى أن مصر بحد ذاتها متحف كبير يعج بالكنوز والاثار التى لم تكتشف بعد ولم يزل بريقها يسطع في كل مساحة منها.
ودعا رئيس مؤسسة تيكا، رجال الأعمال الأتراك إلى زيادة استثماراتهم في السوق المصرية وتعميق أواصر الصلة ونظرائهم في مصر والاستعانة بالكوادر المصرية الشابة في مجال المعمار الهندسي التراثى والذي كشفت عنه القدرة الفنية الراقية في ترميم الآثار المملوكية والعثمانية وهي ما تحتاج تركيا إلى خبراتهم وأيضا تحقيق قدر من تبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين الشقيقين.
وشدد ساردار على عمق العلاقات والعلائق الثقافية والتاريخية التى تجمع بين مصر وتركيا والتي يجب أن تسثمر بشكل أكبر يعزز من الدور المجتمعي والبعد الديني القيمي المتبادل بينهما، وأكد علىالدور التنويري الذى تقوم به مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها أحمد الطيب من وقوفهما سدا منيعا لخطاب التطرف وتأصيلا للخطاب الوسطية والاعتدال. وأعرب ساردار خلال زيارته للكنيسه المعلقة بالقاهرة عن تضامنه مع أسر الشهداء والمصابين الذين راحوا ضحية الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، مشيدًا بحجم الروح الوطنية التي تسري داخل النسيج المجتمعي المصري ودور الكنيسة في تعزيز ذلك بالتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف.
وقال ساردار إن الوكالة تعبر عن تطلعها للتعاون الحكومة المصرية في عدة مجالات بهدف تعميق العلاقات وترسيخها لتصبح "تيكا" هي جسر التواصل بين الشعبين، لافتًا إلى أن "تيكا دوما نطفئ نار العداوات فنحن لن نكن مثل من أرسل الحطب لنار إبراهيم ولكننا ممن كانوا يرسلون الماء ليطفئوها". متابعًا أن "كل البلدان مهما تشابهت من الطبيعي أن يحدث بينها الخلافات إلا أن الإعلام هو من يخمد نار تلك الخلاف أو يشعلها أكثر".
وأوضح أن تركيا لا تنتظر أي مقابل من وراء ترميم الآثار المصرية، وأنها تقولم بذلك من أجل دعم الثقافة المصرية، لافتًا إلى أن "أي أخبار تداولت في هذا الإطار عارية تمامًا عن الصحة وتهدف إلى إفساد العلاقات بين البلدين". وتابع إن مصر تمتلك كوادر وخبراء وتقنيين في مجالات متعددة خاصة المجالات الطبية، تريد تركيا الاستفادة منها وتبادل الخبرات والزيارات بين البلدين، داعيًا إلى ضرورة إزالة الخلافات بين البلدين والدفع في إطار تحسين التعاون المشترك على كافة المجالات.
وأعلن عن رغبته في تبادل الزيارات واللقاءت بين الجانبين التركي والمصري في مجال السياحة والاقتصاد والعمل التنموي والمحلي المجتمعي من أجل دفع المشروع التنموي القائم في الداخل المصري، ودفع عجلة الاقتصاد من خلال خلق فرص استثمار قوية وناجزة انطلاقا من العمل الجاد والرصين الذى يخدم البلدين. الجدير بالذكر أنّ وكالة التعاون والتنسيق الدولي التركية "تيكا" هي جهة تركية تهدف لخدمة المجتمع الدولي وتتبع مباشرة رئاسة الوزراء التركي، تم تأسيسها عام 1992، وتتنوع مساهماتها لتشارك في المشروعات التنموية بمختلف دول العالم، في مجالات الصحة والمساعدات الطبية والادوية، واقامة المشروعات الزراعية، ودعم وتطوير الريف، ودعم التعليم عبر بناء المداراس والمشاركة في تطوير البنية الاساسية للتعليم، وانشاء محطات تنقية المياه، وتوزيع المساعدات العينية. وللوكالة التركية 56 مكتبًا في 54 دولة حول العالم، وتهدف الوكالة مد خدماتها الانسانية لتصل الى 140 دولة مختلفة حول العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وتم رفع ميزانيتها للمساعدات التنموية الدولية من 85 مليون دولار عام 2002، الى 3.9 مليار دولار في 2015.
وقامت "تيكا" - على سبيل المثال - بانجاز 349 مشروعا بفلسطين خلال السنوات العشر الاخيرة لتلبية الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني، في مجالات التعليم والرعاية الصحية والترميم والمياه والصرف الصحي والمساعدات العاجلة وتعزيز البنية التحتية الاجتماعية والادارية، فيما شكلت المساعدات التي قدمتها الوكالة الى فلسطين خلال تلك الفترة حوالي 30 % من إجمالي المساعدات الموجه للشرق الأوسط وإفريقيا.
من جانبه، قال الدكتور فاروق بوزكوز مدير مكتب القاهرة بوكالة التعاون والتنسيق الدولي التركية "تيكا" إن الوكالة هي مؤسسة ذات شخصية اعتبارية مسؤولة أمام رئاسة الوزراء التركي، وتهدف لنشر السلام والرخاء بمختلف دول العالم، وتدشين أواسر التعاون والتلاحم بين تركيا والدول الأخرى بما يعود بالنفع على الجميع، وذلك من خلال تقديم المساعدات والمساهمات المالية في عدد من المجالات لدعم ومساعدة هذه الدول على تحقيق أهدافها التنموية والإنسانية وتعزيز بنيتها التحتية التعليمية والصحية والاجتماعية.
وأضاف أن مصر من أهم الدول المنطقة، إذ إنها من أهم الدول التي تحرص الوكالة على دعمها والمساهمة في تحقيق أهدافها التنموية المستقبلية، وذلك تقديرًا للروابط التاريخية والإنسانية التي تربط الشعبين وتدفع لضرورة الحفاظ على قوة العلاقات وتعميق التعاون فيما بين البلدين، ذلك فضلا عن فرص تبادل الخبرات فيما بين البلدين، خاصة أن مصر تتمتع بخبرات متميزة في العديد من القطاعات أهمها الصناعية، ما يعود إيجابا على تركيا من جانب آخر، مشيرا إلى أن هناك العديد من المشروعات التي تدرس الوكالة إقامتها في مصر الفترة المقبلة في مجالات ترميم الآثار والسياحة، والصحة، والتعليم والتأهيل الفني، ونقل الخبرات في مختلف المجالات. وكشف عن أنه فيما يخص مشروعات ترميم الآثار الإسلامية والمساجد التاريجية، حيث تخطط الوكالة لتوقيع اتفاقية مع وزارة الآثار المصرية لترميم عدد من المتاحف والمساجد التاريخية الشهيرة بالقاهرة، موضحا أن إطلاق الخطوات الأولى في هذه المشروعات سيكون في غضون الأشهر القليلة المقبلة من العام الجاري.
وقال بوزكوز إن خطة دعم المشروعات التنموية في مصر تتضمن أيضا تأهيل مراكز التدريب المهني والفني التابعة لوزارة القوى العاملة، كذلك تطوير البنية التحتية للتعلم الفني من خلال تطوير مركز التدريب والمدارس الفنية ورفع كفائتها في أداء مهمة التعليم الفني بما يعود ايجابا على رفع مهارات العامل الفني وتحسين انتاجيته، مشيرا إلى أن العامل المصري يتميز بمزايا استثنائية عديدة تؤهله للتقدم والارتقاء، منها الجد والدأب وسرعة الاستيعاب ومن ثم القدرة على تحقيق معدلات انتاج عالية ومتميزة.
وأكد أن المرحلة القادمة ستكون بداية عمل حقيقي بين الجانبين التركي والمصري على أكثر من صعيد أهمهما المجتمعي والثقافي. وأعلن بوزكوز عن دعم رئيس المؤسسة "ساردار جم" لفكرة تولي ورعاية الآثار العثمانية والمملوكية في الدخل المصري، المشروع الذى بدأ منذ سنوات ثم توقف على إثر التحولات التى شهدتها الدولة المصرية مؤخرا، قائلاً: "قد حانت الفرصة مجددا لإعادة الصلة من جديد واستكمال ما توقف من أجل دعم السياحة الدينية المصرية وجذب المزيد من السائحين الأتراك إلى أكثر المناطق جمالا وروحانية في الشرق الأوسط بعد مكة والمدينة.
وتوازيا مع ذلك أكد مدير مكتب المؤسسة بالقاهرة عن رغبة بلاده تطبيع العلاقات المصرية التركية على أكثر من مستوى وانطلاقا من ذلك تقدم المؤسسة برامج لمنح تعليمية لتعلم اللغة التركية وتعزيز اللغة العربية في تركيا أيضا من خلال تبادل الأساتذه المتخصصين من مصر وأيضا مشروع الزيارارت المتبادلة بين الأكاديميين في الجامعات المصرية العريقة ونظرائهم في تركيا، إضافة إلى ذلك منح تعليمية جامعية لطلبة الثانوية العامة المتفوقين لمن يتجاوز تقديراتهم الـ95% ومشروعات أخرى تدعم المشروع التنموى في الدخل المصري.
21245815_1732330343476540_563651598_o
21245852_1732329720143269_700593593_o
21267557_1732329473476627_1728136146_o
21267766_1732330243476550_884613463_o
21268464_1732329523476622_165853779_o
21277788_1732330430143198_30023159_o