الناس بترسم بريشة.. وهوه ماسك نصل

ناجي العلي «الحاضر الغائب».. بريطانيا تعيد التحقيق في واقعة اغتياله بعد مرور 30 عاما

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 10:41 م
ناجي العلي «الحاضر الغائب».. بريطانيا تعيد التحقيق في واقعة اغتياله بعد مرور 30 عاما
ناجى العلى
مايكل فارس

بعد مرور ثلاثة عقود وجهت الشرطة البريطانية نداء جديدا للحصول على معلومات بشأن اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، في لندن قبل 30 سنة، حيث لقي مصرعه عن عمر يناهز 51 عاما بعد أسابيع قليلة من إطلاق النار عليه في 22 يوليو 1987.

ماذا تعرف عن ناجي العلي؟

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936، ومع حرب 1948 أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي ألقي به في السجن في لبنان، وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم، ثم التحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة حتى لم يعد قادرا على تحمل المصروفات.

في عام 1961 نشر له الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال في مجلة «الحرية» اليسارية الفلسطينية، وفي عام 1963 انتقل إلى الكويت وظل يرسم لعدد من الصحف على مدى 11 عاما، وفى عام 1969 ظهرت شخصيته الكاريكاتورية الأشهر «حنظلة» للمرة الأولى، وفي عام 1974 عاد إلى لبنان وشهد الحرب الأهلية والغزو الإسرائيلي عام 1982، ثم عاد إلى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة «القبس» الكويتية، وبعد مضايقات رقابية كثيرة انتقل الى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة، وفي 22 يوليو 1987 أطلقت النار عليه خارج مكاتب الصحيفة في لندن وتوفي بعدها بخمسة أسابيع، ولم تكشف ملابسات اغتياله حتى الآن.

رنتيجة بحث الصور عن حنظلة ناجي العلي

من أبرز أعماله الكاريكاتورية «طفل في فلسطين»، حيث جمع ابنه وأصدقاؤه مجموعة من رسومه صنفت ضمن موضوعات شكلت أبواب الكتاب.

وقال رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير جو ساكو، فى مقدمة كتابه «فلسطين»، كانت انتقاداته اللاذعة موحية سياسيا بشدة، إلا أن حنظلة هو الذي يعطيها بعدا شخصيا لدى قراء ناجي العلي، معتبرا أن لـ«العلى» فضلا في تمكنه من إعداد كتابه الساخر «فلسطين» الذي نال عنه أرفع الجوائز، وهو عبارة عن تقارير صحفية بالرسوم الكرتونية عن الأوضاع في فلسطين المحتلة وإسرائيل.

ينقل الكتاب قول ناجي العلي عن التزامه في رسومه: «مهمتي أن أتحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم»، ويضم الكتاب مختارات من الرسوم عن قضيته الأساسية فلسطين، وعن حقوق الإنسان ـ ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي ـ وعن السلام والمقاومة وأمريكا والنفط وغيرها.

الاهتمام بناجي العلي

لم يتوقف الاهتمام بناجي العلي بين قطاع واسع من المثقفين والفنانين العرب، وسجلت السينما العربية حياته في فيلم بطولة الفنان المصري الراحل نور الشريف.

وقال عنه الشاعر أحمد مطر:

من لم يمت بالسيف مات بطلقة

من عاش فينا عيشة الشرفاء

أما الشاعر العراقي مظفر النواب فوصف العلي:

ترسمُ صمتاً نظيفاً

فإن المدينة تحتاج صمتاً نظيفاً

وترسمُ نفسك مُتجهاً للجنوب

البقاع

العروبة

كل فلسطين !!!

لكن أكثر من اشتهر شعره عن ناجي العلي، وأن كان بالعامية المصرية مما حد من انتشاره الواسع، فهو الشاعر العامي المصري عبد الرحمن الأبنودى:

قتلت ناجي العلي لما رسم صورة

يواجه الحزن فيها براية مكسورة

لما فضحني ورسمني صورة طبق الأصل

ما عرفشي يكذب.. ولا يطلع قليل الأصل

الناس بترسم بريشة.. وهوه ماسك نصل

ولا تزال رسومه حاضرة في ذاكرة الكثيرين من قرائه العرب الذين طالعوها في الصحف والمجلات أثناء حياته أو عبر معارض كثيرة منذ وفاته، وقد حلت هذا العام الذكرى الثامنة والثلاثون لشخصيته الكرتونية المبتكرة«حنظلة» التي أصبحت علامة ثابته في رسومه منذ نهاية ستينات القرن الماضي، كما يقول كثير من الفنانين والكتاب من أصدقاء العلي وممن عرفوه عبر رسومه فقط أن شخصية حنظلة ستظل باقية لأنها تجاوزت قضية محدودة الى دلالات انسانية أوسع.

واشتهرت رسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية بانتقاداتها الحادة واللاذعة، لكن بلغة راقية ورسومات سلسة مشحونة وموحية في الوقت ذاته، ولم يقتصر هجومه وانتقاده على إسرائيل وأمريكا مثلا، لكنه طال العرب وحتى الفلسطينيين وكان معبرا إلى حد كبير عن تيار غالب في العالم العربي، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز قالت عنه يوما:«إذا أردت أن تعرف رأي العرب في أمريكا فانظر في رسوم ناجي العلي»، وقد قال عنه الاتحاد العالمي لناشري الصحف:«إنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر».

1naji1
 

 

images (1)
images (2)

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق